تابعت كغيرى من المهتمين بالشأن الرياضي عامة، وبالأهلاوي خاصة، الحوار الذي دار عبر برنامج" كورة" بين الزميل تركي العجمة مقدم البرنامج، ووسيط اللاعبين جراح الظفيري؛ حيث لاحظ الجميع وقوع الوسيط الظفيري في العديد من التناقضات، وكم كنت أتمنى كمتابع للشأن الرياضي، من الزميل تركي اقتناصها، لاسيما أنه يمتلك خبرة كبيرة في الحوار التلفزيوني، التي إن دلت على شيء فهي تدل بشكل كبير على بحث الوسيط عن مصلحته الشخصية بعيدًا عن مصلحة غريب، والنادي الأهلي؛ حيث ظهر الظفيري بوضع مرتبك ومتناقض في كل إجاباته، التي كان من أبرزها؛ قوله: إنه طلب من غريب قبل التجديد مع الأهلي قبل ستة أشهر تقريبا عدم التجديد والانتظار حتى دخول الفترة الحرة، لكن اللاعب أصر على التجديد، وفي هذا دلالة واضحة على أن الوكيل كان يبيت النية لإخراج غريب من الأهلي، حتى لو لم يهبط، ربما لأن لديه عروضا من أندية أخرى؛ لذا كنت آمل أن يوجه الزميل العجمة سؤالًا.. على أي أساس تطلب من لاعب عدم التجديد لناديه إذا كان مرتاحًا، ولديه الرغبة في البقاء؟ هل كان لديك اتفاق مع أندية أخرى للتعاقد معه بعد دخوله الفترة الحرة، حتى تحرضه على عدم التجديد؟ ثانيا، قوله: إنه بعد هبوط الأهلي بخمسة أيام اجتمع مع غريب ليقنعه بالخروج، ثم عاد وقال: من خلال المعسكر اكتشفت أن العمل ليس جيدا، وأن الأهلي لن يصعد السنة القادمة، وهذا تأكيد أن عمل المعسكر واستعدادات الفريق لا علاقة لها بخروج غريب، وإنما نية الوسيط كانت مبيتة لمغادرة اللاعب، بدأت بعد الهبوط بخمسة أيام، وهنا تناقض عجيب؛ حيث يقول: بعد الهبوط بخمسة أيام، وبعدها يقول: رأيت العمل في المعسكر غير جيد، فطالبت غريب بالرحيل. ثالثا قوله: إن غريب كان سيبقى في الأهلي لو لم يهبط، وهذا يناقض كلامه عندما قال: إنني طلبت منه عدم التجديد حتى يدخل الفترة، وهذا تأكيد أن الوكيل كان يبحث عن الضغط على الأهلي؛ للحصول على عمولة أكبر، من خلال الضغط بالعروض الأخرى، التي قد تفوق عرض الأهلي في ظل ظروف النادي المادية والإدارية التي لا تخفى عن الجميع. رابعا، اعترف الوكيل أنه حرض اللاعب على الخروج، رغم سريان عقده مع ناديه، وهنا تحديدا كنت أتمنى لو أن الزميل تركي سأله.. ما الفرق بين تحريض ناد للاعب، وعقده سارٍ، وتحريض وكيله؟ أليس كلاهما تحريض، وماذا سيكون موقفه لو قام ناد بتحريض غريب وعقده سارٍ..هل سيرضاها؟ وماذا لو حرض وكيل آخر غريب على فسخ عقده معه، والتوقيع مع وكيل آخر. خامسا.. من خلال إجاباته يقول الوكيل: غريب كان شاري الأهلي، لكن أنا كنت أطالبه بعدم التجديد، وهذا يثبت أن الوكيل هو من باع الأهلي واللاعب؛ بحثًا عن مصلحته.. ومرة أخرى، كنت أتمنى أن يوجه هذا السؤال له.. غريب اشترى الأهلي، لكن أنت بعته، من أجل مصلحتك، والدليل مطالبتك للاعب بعدم التجديد. سادسا.. من خلال حديثه يقول: غريب كان لازم يخرج حتى لو شركتنا تشتري عقده.. كيف تغامر الشركة بشراء عقد لاعب بمبلغ كبير، وقد لا تجد ناديا يتعاقد معه بالمبلغ الذي تطلبه الشركة، ويعوض ما دفعته لشراء عقد غريب، وكيف سيرضى لاعب أن يخرج قبل كأس العالم بأشهر إذا ما كان عنده نادٍ سينتقل له مباشرة، وهذا دليل آخر أن الوسيط كانت لديه عروض، وقد ذكرها في إجابة أخرى، عندما قال: عندنا عرضان من الريان القطري، وملقا الأسباني وغيرها. سابعا.. من خلال حديث الظفيري وتناقضاته يتضح أنه كان لديه عروض من أندية أخرى، وكان يسعى بكل قوة لعدم تجديد اللاعب مع الأهلي، وعند الهبوط استغل نفسية اللاعب السيئة؛ بسبب الهبوط وضغط عليه، بحجة أن عدم انتقالك قد يفقدك اللعب في كأس العالم، وأن دوري الدرجة الأولى غير متابع إلخ.. ما أفقد عبدالرحمن غريب تركيزه، وأثر حتى على مستواه مع ناديه الجديد، ففقد بالتالي مكانه في المنتخب الوطني. ثامنا.. رفض الوكيل لإعارة اللاعب، يؤكد أن الوكيل كانت لديه عروض من أندية أخرى لشراء العقد وليس الإعارة، وهذا تأكيد أن العروض كانت لديه من قبل فسخ العقد، ومحدد فيها كل شيء، وإلا لو كان حريصا على اللاعب وعلى الأهلي لطالب بالإعارة، فإذا لم يصعد النادي يمدد الإعارة، لكن كان من الواضح أن الوكيل كان متفقا مع ناد معين على فسخ العقد. وختاما.. اللاعب استفاد مرتين، والوسيط استفاد مثلها من خلال التوقيع مع الأهلي، والتوقيع مع النصر، ولكن في النهاية خسر الأهلي عبدالرحمن غريب.