في لجة الخلاف الفلسطيني الداخلي، وتعالي لغة الشد والجذب، وبالتزامن مع حراك فتحاوي مصدره المؤتمر السادس للحركة المقرر عقده اليوم الثلاثاء رحل في بيروت شفيق الحوت، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية السابق في لبنان وعضو لجنتها التنفيذية. توقفت حياة الحوت عند 77 عامًا، شكلت في تفاصيلها حياة صاخية، بعدما عاشر كل الهزائم والانتصارات والنكسات والنكبات التي عايشتها فلسطين والمنطقة العربية باكملها، رحل بعقله المدجج بافكار النضال بجميع أشكاله، فكان رجل الثورة والإعلام والثقافة، وهو من كان يتقن فن الصمت، ويقول لكل من يهاجمه عبارة «إهدأ». وكانت السفارة الفلسطينية في لبنان قد أعلنت صباح الأحد وفاة شفيق الحوت بعد صراع طويل مع المرض، وتضاربت الأنباء في السابق حول وفاة الحوت، حيث ذكرت بعض وسائل الإعلام الأسبوع الماضي نبأ وفاة الحوت، إلا أن السفارة الفلسطينية في لبنان نفت النبأ وأكدت أن وضعه حرج، إلى أن أعلنت وفاته . في مقر المقاطعة في مدينة رام الله بالضفة الغربية، التي تعج اليوم بوفود حركة فتح القادمين من الخارج للمشاركة في المؤتمر السادس للحركة، عمت حالة من الحزن على وفاة الحوت، ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الراحل الحوت، وقرر منحه وسام نجمة الشرف تقديرًا لدوره في خدمة القضية الفلسطينية. وقال بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية إن الحوت كان أحد المؤسسين الأوائل للمنظمة منذ انطلاقتها، وواكب جميع مراحل النضال الوطني الفلسطيني وتصدر الصفوف في سبيل حماية الهوية الوطنية الفلسطينية وحقوق شعبه الوطنية الثابتة. وتابع البيان: «إن خسارة شفيق الحوت هي خسارة وطنية وقومية شاملة، فقد عرفته كل ميادين العمل الوطني والقومي دفاعًا عن فلسطين كما عرفته جماهير شعبنا مناضلاً صلبًا تسلم مهامًا ومناصب عدة وكان فيها صوتًا بارزًا ومرموقًا لحماية حقوق هذا الشعب». وأكد الرئيس الفلسطيني على أن شفيق الحوت كان من أبرز المدافعين عن وحدة التمثيل الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، والحريصين على وحدة صف الشعب مهما تغيرت الظروف. ونعت فصائل فلسطينية عدة ومنظمة التحرير، شفيق الحوت، وأشادت بمراحل حياته المختلفة. صاحب كلمة الفصل و»كأنه مكتوب على الفلسطينيين أن يخسروا رموزهم في عام واحد».