حذر مختصون من مشاكل السهر عند الأطفال وما يترتب عليه من مضاعفات تؤثر على النمو الصحي عند الأطفال ، مؤكدين أن هرمون النمو الذي يفرز ليلاً يمثل أهم الهرمونات في نمو الأطفال ، وهو هرمون يفرز من الغدة النخامية، ويحفز نمو جميع أنسجة الجسم، بما في ذلك العظام ، ويتم بناؤه وإفرازه من قبل خلايا في الغدة النخامية . في البداية يقول أستاذ الغدد الصماء وسكري الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين الآغا، أن كثيراً من الأسر لا تعلم أهمية النوم المبكر وخصوصاً للأطفال، إذ لوحظ من خلال تشخيص الأطفال عدم الانتظام في أيقونة النوم عند الأطفال، وتبين أن من أهم أسبابه قضاء فترات طويلة على الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي، فالإنسان يحتاج متوسط الوقت للنوم من 7 – 8 ساعات، أما الأطفال الصغار ما دون سن الدراسة يحتاجون إلى حدود 10 ساعات من النوم يومياً، والنوم مهم جداً لصحة الإنسان سواء كانت من الصحة العقلية أو الجسدية أو النفسية. أما استشارية طب النوم الدكتورة رنيا الشمراني، فحذرت من سهر الأطفال والمراهقين، إذ يزيد السهر من فرص "قصر القامة" عند الأطفال بسبب نقص في هرمون النمو. وقالت إن هرمون النمو يساهم في بناء عضلات وأنسجة الجسم ويعتمد على نمو الجسم بشكل عام، ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية في الدم، ويعتمد هرمون النمو على تعزيز مرحلة النمو لدى الأطفال والمراهقين ما قبل سن السادسة عشر، ويحافظ على التمثيل الغذائي، ويعمل علي تنظيم نسبة السكر بالدم. وأفادت بأن الغدة النخامية تعمل على إفراز هرمون النمو لتحفيز الجسم وزيادة مراحل النمو لدى الأطفال، وهناك العديد من العوامل التي تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم، كالنوم المنتظم، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، أما السهر فيعيق ذلك، ولكن من حكمة الله أن يعود هرمون النمو للعمل بشكل طبيعي عند الأطفال واليافعين في حال تجنب السهر. ويتفق استشاري الحساسية وطب الأسرة الدكتور خالد عبيد باواكد مع الآراء السابقة ويقول:الأطفال هم أكثر فئة تحتاج للنوم مبكرًا ، لما للنوم المبكر من منافع صحية متعددة، حيث تحتاج أجسامهم لبعض الهرمونات التي تساعدهم على النمو، وهذه الهرمونات يحصل الأطفال عليها أثناء نومهم ليلًا؛ فالنوم المبكر يقوم بتنظيم الساعة البيولوجية لدى الصغار والكبار، كما أن النوم المبكر يفرز هرمون "البروت"، وهو ما يحتاجه الأطفال لزيادة نموهم. وفي سياق متصل ، تؤكد الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن ، أن السهر ليلاً يؤثر على الصحة النفسية على الكبار والصغار ، فأضرار السهر تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، إذ يرتبط النوم ليلا بإفراز هرمون الميلاتونين الذي يزيد إفرازه في الظلام ويقل في وجود ضوء النهار.