انخفض منسوب التفاؤل لدى الفرنسيين بقدرة منتخبهم على الحفاظ على لقب كأس العالم لكرة القدم الخريف المقبل، وذلك بعد المستوى السيئ لمنتخب "الديوك" في الآونة الأخيرة، الذي كلفه فقدان لقب دوري الأمم الأوروبية. لم يسبق لكتيبة المدرب ديدييه ديشان الظهور بأداء عقيم وهزيل في العقد الأخير من الزمن، رغم وفرة النجوم في مختلف الخطوط، فغاب الفوز عن "الأزرق" في المباريات الأربع الأخيرة، بما في ذلك الهزيمة أمام الدنمارك وكرواتيا، ما كشف عن عيوب كثيرة كان يغطيها تألق بعض النجوم لا سيما كيليان مبابي، وفاقم الأزمة تراجع مستوى العديد من اللاعبين الذين كان المنتخب الفرنسي يعتمد عليهم بشكل أساسي خلال الفترة الماضية. ويتمثل التحدي الأساسي لديشان في إيجاد طريقة تساعد على التفاهم والتعاون الفعال بين كريم بنزيمة ومبابي، وهما أفضل مهاجمين في العالم هذا الموسم، فمبابي سجل وصنع 47 هدفاً بقميص باريس سان جيرمان، أكثر من أي لاعب آخر في أوروبا؛ وبنزيمة كان أفضل هدافي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني الممتاز، وبالتالي فقد خاضا موسماً متعباً جداً، وافتقد المنتخب إلى فعاليتهما مع المنتخب، وهذا الأمر سيكون من المهام التي ينبغي على ديشان حلّها قبل النهائيات العالمية التي ستنطلق بعد خمسة أشهر. وسيكون مونديال قطر الأخير للعديد من نجوم "الديوك" مثل الحارس هوغو لوريس ورافايل فاران وأنطوان غريزمان، كما سيكون من المفيد ضخ دماء جديدة خصوصاً أن الفيفا سمح بقيد عدد أكبر من اللاعبين قبل البطولة، إذ إن غريزمان نجم أتلتيكو مدريد بات بعيداً جداً عن مستواه، ولم يسجل أي هدف في آخر 20 مباراة مع النادي الإسباني والمنتخب. ومع ظهور كريستوفر نكونكو وموسى ديابي بمستوى جيد يؤهلهما للمشاركة في التشكيلة الأساسية، قد يجد ديشان نفسه مضطراً إلى الاستغناء عن الحرس القديم، وأصبح اللاعبون الأساسيون الذين يلعبون منذ العقد الماضي في طريقهم للخروج، وكان أولهم أوليفييه جيرو، رغم حصوله على لقب الدوري الإيطالي مع ميلان. وظهر عدد قليل من اللاعبين بشكل جيد خلال الفترة الأخيرة، مثل حارس ميلان مايك ماينان، ولاعب الوسط الشاب أوريلين تشواميني المنتقل الى ريال مدريد، وإبراهيما كوناتي وبوبكر كامارا الذي سيلعب أستون فيلا في الموسم الجديد. زيدان مرشح لخلافة ديشان يأمل ديشان أن يستعيد الفريق توازنه في المباراتين الأخيرتين في دوري الأمم الأوروبية في سبتمبر المقبل بعد حصول اللاعبين على فترة راحة هم في أمسّ الحاجة إليها، خاصة أن المنتخب الفرنسي يحتاج إلى تحقيق الفوز في هاتين المباراتين من أجل تجنب الهبوط للمستوى الثاني من البطولة. وتحوم الشكوك حول مستقبل المدير الفني، حيث يرى الكثير من النقاد الفرنسيين أن مونديال قطر سيكون الأخير له، وقد رشحوا زين الدين زيدان لخلافته، لتحضير المنتخب لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024 في ألمانيا، وقد يكون هذا التغيير بمثابة بداية عصر جديد مع جيل شاب من اللاعبين.