أراضٍ خصبة، ومياه جوفية عذبة، وأمطار معظم العام.. مقومات وافرة تتميز بها منطقة جازان جعلتها سلة غذاء من الحبوب، ومناخا مناسبا لإنتاج أجود أنواع الفواكه الاستوائية، وأبحاث وتجارب زراعية لتطوير المحاصيل وتوطين أصناف جديدة، تسهم جميعها في منظومة الأمن الغذائي ونمو الناتج الزراعي الإجمالي والاقتصاد الوطني، وما أروع مهرجانات جازان بطعم الفاكهة وخيرات الأرض والبحر. قبل أيام دَشَّنَ الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة، بحضور نائبه الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، حفلَ افتتاحِ فعالياتِ "مهرجانِ المانجو والفواكه الاستوائية 2022" وذلك بحديقة الملك فهد في جادة صبيا. وتَجوَّلَ سموُّهما في خيمة المانجو التي تحتضن إنتاج 45 مزارعاً، يعرضون أطيبَ أنواعِ المانجو والفواكه الاستوائية الأخرى التي تشتهر المنطقة بزراعتها من الباباي والموز والتين والجوافة وغيرها، إلى جانب مشاركة الإدارات الحكومية التي تُعرِّفُ المزارعين والزوَّارَ ببرامج الدعم والخِدْمَاتِ المقدمةِ لتنمية الزراعة واستدامتها بالمنطقة. واستمعَ سموُّ أميرِ جازان وسموُّ نائبِهِ خلال الجولة إلى شرح من محافظ صبيا الدكتور سلطان بن عجمي بن منيخر، عن المهرجان الذي يُنظِّمُهُ فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالتعاون مع المحافظة والجمعية التعاونية للتسويق الزراعي وبلدية صبيا، ويهدف إلى استثمار إمكانات منطقة جازان الزراعية، ودعم المزارعين وتحفيزهم لمزيد من المنتجات الزراعية ذات الجدوى الاقتصادية العالية التي حَقَّقَت نجاحاتٍ في زراعتها بالمنطقة. كما اطلع سموُّهما على مشاركة جمعية الفُل والنباتات العطرية من خلال 15 مزارعًا ومزارعةً، ومشاركة ركن الشؤون الصحية بمنطقة جازان. الجانب المهم أيضا في فعاليات المهرجان، هو الحضور المميز لحاضناتِ روَّاد الأعمال التي أطلقتها بلدية محافظة صبيا، وقد اطلع سموهما على أهداف الحاضنات لخدمة أصحاب الحرف المتنوعة، وإيجاد فرص عمل للشباب والفتيات، حيث تضم 4 حاضناتٍ رئيسية في المحافظة؛ تشمل 71 منفذًا من منافذ البيع . المتجرَ الإلكتروني برؤية التكامل إنتاجا وتسويقا لتعزيز الاقتصاد المجتمعي، دشن الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة، بحضور نائبه الأمير محمدِ بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، المتجرَ الإلكتروني للجمعية التعاونية للتسويق الزراعي، كما حضر المناسبة وكيلُ إمارةِ منطقة جازان الدكتور عبدالله بن محمد الصَّقر، ومحافظُ صبيا الدكتور سلطان بن عجمي بن منيخر، وعددٌ من المسؤولين، وقدم رئيس مجلس إدارة الجمعية إبراهيم بن محمد أبوشرحة شرحا عن أهداف المتجر في تسويق المانجو والفواكه الاستوائية، ومختلف المنتجات الزراعية للمنطقة في مختلف مناطق المملكة، إلى جانب عقد شراكات مع مختلف الجمعيات التعاونية الزراعية في مناطق المملكة لتسويق المنتجات الزراعية. وبيَّنَ أبوشرحة أن الجمعية التي تم تأسيسها في العام 1441ه، تسعى لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة بمنطقة جازان، وتقديم خدمات تسويقية متميزة للمزارعين، لافتًا الانتباه إلى عدد من المشروعات المستقبلية التي تعمل الجمعية على تنفيذها ومنها؛ إنشاء مراكز لتعبئة المنتجات الزراعية وتغليفها، وإنشاء مراكز للتسويق الزراعي. مركز الأبحاث تعد مراكز الأبحاث الزراعية التابعة لوزارة البيئة والمياه والزراعة، أحد أهم ركائز التنمية الزراعية المستدامة، من خلال تطوير النظم وتحسين الإنتاجية الزراعية، وتعزيز قدرات التجارب والأبحاث العلمية وتحسين جودة الزراعة، وتقديم الدعم للمزارعين بما يحقق أهداف التنمية الريفية الزراعية المستدامة، وفقًا لرؤية المملكة الطموحة 2030م. وأسهم مركز الأبحاث الزراعية التابع لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان من خلال جهوده البحثية بزراعة الفواكه الاستوائية، وإدخال أنواع مختلفة من أشجار الفاكهة الاستوائية وشبه الاستوائية مثل: المانجو والجوافة والباباي والتين منذ العام 1982م، فأُجريت عليها الدراسات الحقلية المدعومة بالتحاليل المخبرية، حيث أثبتت النتائج أن أصناف الفاكهة التي ينتجها المركز تمتاز بدرجة تنافسية عالية، وتفوق جودة ثمارها جميع الأصناف المستوردة والمعروضة بالأسواق المحلية. وفي هذا المجال نشرت وزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة بفرع الوزارة وعلى مدى أربعة عقود الكثير من التجارب والأبحاث ودعم المزارعين والتوسع في زراعة الفواكه الاستوائية حتى أصبحت منطقة جازان تضم بين أراضيها الزراعية مايقرب من 4.5 مليون شجرة تشمل خمسة أنواع من أشهر الفواكه الاستوائية وهي: المانجو والتين والموز والجوافة والبابايا، التي يبلغ إنتاجها السنوي 107,305 أطنان. ويعزز مركز الأبحاث الزراعية بجازان من جهوده لتحقيق أنماط زراعية سليمة لإنتاج الفاكهة الاستوائية مع رفع الكفاءة وتحسين المحاصيل، من خلال تقديم خدمات إرشادية عالية الاحترافية أسهمت في النهوض بالقطاع الزراعي للمستوى المأمول، والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي.