وضع الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، عندما دشن أكبر خطة تشغيلية في تاريخ الرئاسة لموسم شهر رمضان المبارك في الاعتبار الكثافة العددية الهائلة وحجم تدفق الحشود الكبير للحرمين الشريفين بعد رفع الإجراءات الاحترازية وعودة الطاقة التشغيلية الكاملة في الحرمين بعد سنتين من الإغلاق بسبب جائحة كورونا حيث سخرت جميع طاقاتها البشرية قرابة 12 ألف عامل وعاملة لخدمة المعتمرين والقاصدين طوال شهر رمضان ونوعت المبادرات والبرامج وحشدت الجهود لتحقيق أقصى مراحل الراحة والخدمات للقاصدين والمصلين والمعتمرين حتى يؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة، في بيئة إيمانية خاشعة صحية، فضلا عن استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي ورقمنة البرامج وتسخير التطبيقات الإلكترونية في مختلف المجالات خدمةً للقاصدين، ومخاطبتهم باللغات العالمية لتسهيل نُسكهم وإثراء تجربتهم. كما وضعت الرئاسة في الحسبان تسخير كامل طاقة التوسعة السعودية الثالثة بجميع أدوارها وتوسعة الملك فهد بكامل أدوارها وجميع ساحات المسجد الحرام للمصلين مع تطبيق أعلى معايير الوقاية البيئية في المصليات. وأعطت أولوية قصوى لضمان انسيابية حركة الحشود وسهولتها ومنع الاختناقات والتدافعات، كما خصصت أصحن المطاف والدور الأرضي وقبو المطاف للمعتمرين فقط حرصاً على سلاسة الحركة ؛ مع تخصيص عدد من المصليات بكامل الخدمات، كما تولي اهتمامًا خاصًا بذوي الإعاقة وكبار السن بوضع مسارات محددة ومواقع مخصصة مهيأة بأحدث التقنيات. وكانت هذه الاستعدادات الضخمة نتيجة عصف ذهني وترتيبات واجتماعات متواصلة استغرفت عدة شهور؛ بحسب ما كشف عنه الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بعد إعلانه. نجاح الخطة التشغيلية لموسم شهر رمضان المبارك والتي نتجت تكامل لمخرجات أعمال كافة وكالات وإدارات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وتعاون مشترك مع كافة الجهات الحكومية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن. وبحسب مصادر في الرئاسة فإن وكالات الرئاسة أعدت عدة خطط تشغيلية بديلة وفق السيناريوهات المتوقعة مع الازدياد الكبير والمكثف من القاصدين والمصلين وهو ماحدث فعليا على الأرض حيث تشير المصادر الغير رسمية عن وصول أعداد القاصدين للمسجد النبوي إلى اكثر من عشرين مليون طوال موسم رمضان فيما توقعت المصادر ذاتها إلى وصول نفس الأرقام والأعداد في المسجد الحرام. وكان عامل عودة سفر الإفطار إلى جنبات المسجد الحرام والمسجد النبوي، بعد توقف عامين، احد الاسباب في ازدياد اعداد المصلين في الحرمين". وقال الرئيس العام قال إن نجاح الخطة التشغيلية لموسم شهر رمضان يعود بشكل رئيسي لتضافر الجهود وخلق منظومة خدمية متكاملة تراعي معايير الجودة العالمية مما أسهم في مواصلة سلسة نجاحات المملكة في إدارة منظومة الحج والعمرة خلال السنوات الماضية فضلا عن تجويد أعمال التخطيط والتنفيذ لخدمات ومبادرات خدمية وتقنية توفير منظومة خدمية متكاملة تلبي رغبات القاصدين من أنحاء العالم وتحسّن من تجربتهم عند أداء النسك والعبادات بالحرمين الشريفين وفق حوكمة وقياس الأثر مؤكدا ان الاستعدادات تنصب لصلاة العيد في الحرمين. وبحسب الخبراء فان المسجد الحرام والمسجد النبوي شهدا تدفقا غير مسبوقا لم يشهده الحرمين منذ سنين طويلة خصوصا في ليلة السابع والتاسع والعشرين والتي تم فيها ختم القرآن الكريم حيث توافد ملايين القاصدين والمصلين والمعتمرين والزائرين لأداء مناسكهم، في لحظات إيمانية وروحانية يعيشها زوار البيت العتيق. وقال الشيخ السديس إن هذه الجهود والنجاحات لم تكن تتحقق لولا دعم خادم الحرمين الشريفين المستمر الذي كان يتابع اولا باول الاستعدادات والاحتياجات للمعتمرين واهتمام ولي العهد الامير محمد بن سلمان بالحرمين الشريفين. وسخرت الوكالات المعنية بالرئاسة عملها بشكل مكثف ومستمر على تطهير وتعقيم، وغسل وتعطير المسجد الحرام والمسجد النبوي وساحاتهما ومرافقهما ، باستخدام تجهيزات ومواد ذات جودة وكفاءة عالية ، تضمن تسخير للتقنية بتوفير البايوكير والروبوتات الذكية. وتم توفير سقيا ماء زمزم المبارك في كل جنبات وساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي بما يغطي أعداد المصلين والمعتمرين والمعتكفين. ومكنت كبار السن و ذوي الإعاقة من الطواف والسعي والزيارة، من خلال توفير عربات عادية وكهربائية، مخصصة وتأمين المسارات الخاصة لسهولة الحركة وتيسير القيام بالعبادات والمناسك بكل يسر وسهولة. من جهته قال مساعد الرئيس العام للمسجد الحرام الدكتور سعد المحيميد ان الحراك الميداني في المسجد الحرام على مدار الثانية ومتابعك لغرفة التحكم والسيطرة وفتح المسارات والتفويج السريع المبرمج وضمان تقديم الخدمة المستمرة التنسيق والتناغم مع المنظومة الامنية وشركاء النجاح.