تتويجا لعملية نقل السلطة من الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، وتمهيداً لمنح الثقة للحكومة، أدى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني اليمين الدستورية أمس (الثلاثاء)، أمام البرلمان في عدن وذلك بعد وصول النواب وأعضاء الحكومة ومجلس الشورى إلى العاصمة اليمنية المؤقتة. وقال مجلس النواب اليمني، إن عودة رئيس البرلمان والأعضاء إلى عدن، يأتي في إطار التئام كافة مؤسسات الدولة بالعاصمة المؤقتة؛ حيث سيعقد البرلمان دورته الأولى من دور الانعقاد الثاني، لمناقشة مختلف القضايا وتشكيل أجهزته ولجانه، مشيرا في بيان أصدره أمس، إلى أنه سيتم الاستماع إلى بيان الحكومة ومناقشته ومنحها الثقة، كما سيقف المجلس في جلساته أمام جملة من القضايا المتعلقة بالأوضاع العامة على الساحة الوطنية، والاطلاع عليها عن كثب وتفقد أحوال المواطنين. وأشاد مجلس الوزراء اليمني بالنجاح الذي حققته المشاورات اليمنية- اليمنية التي عقدت تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومخرجاتها والتي قال إنها "ستكون موجهة للعمل خلال الفترة القادمة"، منوها بالأجواء الإيجابية التي سادت المشاورات للوفاق والتوافق الوطني إدراكا من الجميع بأهمية الاصطفاف لهزيمة المشروع الإيراني في اليمن عبر وكلائه من ميليشيا الحوثي والذي يمثل خطرا وجوديا أيضا على الخليج والمنطقة العربية والملاحة الدولية، وفق بيان صادر عن الاجتماع. وأكد حرص الحكومة على التنسيق الكامل والمشترك لإجراء الترتيبات اللازمة لعقد مؤتمر دولي لحشد الموارد المالية اللازمة لدعم الاقتصاد اليمني، بناء على دعوة المملكة، مشيرا إلى أن المرحلة الجديدة تستدعي العمل في مسارين: الأول استكمال استعادة الدولة، والثاني إيقاف التدهور الاقتصادي وتحسين مستوى الخدمات وتجاوز الأوضاع المعيشية الصعبة، مثمنا الدعم العاجل المقدم للاقتصاد اليمني بمبلغ 3 مليارات دولار، منها مليارا دولار مناصفة بين المملكة والإمارات، دعماً للبنك المركزي اليمني، ومليار دولار من المملكة، منها 600 مليون دولار لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية، و400 مليون دولار لمشاريع ومبادرات تنموية، معربا عن تطلعه إلى أن تتخذ بقية دول مجلس التعاون وشركاء اليمن في التنمية من الدول الشقيقة والصديقة مواقف مماثلة لدعم الاقتصاد اليمني وإسناد جهود الحكومة للقيام بواجباتها والتزاماتها في تخفيف معاناة الشعب اليمني. وقال مجلس الوزراء اليمني، إن ميليشيا الحوثي تحاول من خلال خروقاتها للهدنة الأممية وضمن عدائها الصريح للشعب اليمني إغلاق أي نافذة أمل أمام السلام، تنفيذا لأجندة ومشروع إيران. ووقف المجلس خلال اجتماع عقده بالعاصمة المؤقتة عدن، على استمرار الخروقات الحوثية المتكررة للهدنة الأممية منذ إعلانها في مطلع أبريل الجاري، ومتطلبات المحافظة عليها بتنفيذ مساراتها المختلفة، وفي المقدمة فتح طرق مدينة تعز المحاصرة من قبل ميليشيا الحوثي منذ سبعة أعوام، مطالبا الأممالمتحدة ومبعوثها إلى اليمن التعامل بحزم مع الخروقات الحوثية للهدنة وممارسة الضغط لتنفيذ ما عليها من التزامات بموجبها وعدم استغلالها لمزيد من التحشيد وترتيب وضعها الميداني المتهاوي، لافتا إلى أن هذا التغاضي يهدد بانهيار وقف إطلاق النار والهدنة بشكل عام. من جهته، أكد وكيل أول محافظة الحديدة وليد القدمي ل"البلاد"، أن المشاورات اليمنية وتناسي الماضي وطي صفحات الخلاف وفتح صفحة جديدة لإنهاء معاناة أبناء الشعب اليمني تعتبر خطوة جبارة نتجت عن مشاعر أخوية صادقة تجاه اليمن من الأشقاء وعلى رأسهم المملكة والإمارات. ولفت القدمي إلى أن التوافق بين اليمنيين يعطي رسالة واضحة وإيجابية في وجه المتغيرات الدولية والإقليمية، ويؤكد أن اليمن لن يكون إلا لكل اليمنيين وليس لمليشيا الحوثي التابعة لإيران، مشيرا إلى أن العدو لجميع اليمنيين الآن أصبح هو الحوثي متحدين للقضاء على إجرامه وإرهابه، منوها إلى أن أداء المجلس الرئاسي اليمين أمس خطوة مباركة تتلوها خطوات إصلاح أخرى وسط تفاؤل وترحيب من قبل كل أبناء اليمن بهذا المجلس الذي وحد اليمنيين تحت مظلة واحدة في العاصمة المؤقتة عدن لإخراج البلد من نفق الانقلاب الحوثي وإستعادة الدولة ومؤسساتها. واعتبر القدمي أن الصفحة الجديدة التي اختارها اليمنيون تتطلب استشعاراً وحساً للمسؤولية الوطنية من كافة شرائح المجتمع اليمني، أحزاب ومكونات وشخصيات اجتماعية وأكاديمية لبناء اليمن السعيد ليسمو بالعزة والشموخ، وينعم بالأمن والأمان والاستقرار ضمن المنظومة الخليجية العربية، وينتقل من الفرقة والاختلاف والحرب إلى السلام والأمن والتنمية والازدهار وبناء الاقتصاد، موجها الشكر لمجلس التعاون الخليجي والمملكة حكومة وشعب على ما بذلوه ومازالوا في سبيل لملمة الفرقاء السياسيين لتجنيب اليمن الدمار الحوثي الإيراني. من جهة أخرى، أقرت ميليشيا الحوثي بشكل شبه رسمي بتجنيد الأطفال والصغار للقتال في صفوفها على مدى السنوات الماضية، فقد أعلنت الأممالمتحدة أن الحوثيين وافقوا على تخليص صفوفهم من الجنود الأطفال الذين قاتلوا بالآلاف خلال سبع سنوات من الحرب في البلاد، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، التي أوضحت أن الميليشيات وقعت على ما وصفتها ب"خطة عمل" لإنهاء ومنع تجنيد أو استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة وقتل الأطفال أو تشويههم ومهاجمة المدارس والمستشفيات.