هناك تحديات كبيرة تواجه الأسرة في تربية الأبناء بسبب عصر التكنولوجيا، وأبرز هذه التحديات هي الانفتاح على الثقافات الأخرى بشكل كبير، وسهولة التواصل وتحول العالم الى قرية صغيرة من خلال الانترنت عبر وسائل التواصل المتعددة والهواتف الذكية و(التابلت) وغيرها، وبالتالي فمن الضروري التأكيد على دور الأسرة في رعاية ووقاية الأبناء من مخاطر التطور التكنولوجي من خلال التوجيه والمتابعة والرقابة وتنظيم الوقت، والاهتمام بتفعيل المشاركة في الحوار الاجتماعي داخل الأسرة فأبناؤنا ثروة الحاضر وعدة المستقبل حيث يقول الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن الطفولة وحسن رعايتها «الولد الصالح ريحانة من ريحان الجنة»، وتعد تربية الأولاد في الاسلام أحد النقاط المهمة التي يركز عليها الدين الإسلامي لما لها من أهمية في إعداد أجيال صالحة لذا حمَّل الإسلام الآباء أمانة تربية أبنائهم وتأديبهم وتعليمهم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تضييع هذه الأمانة، فقال: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة»، والتكنولوجيا الحديثة هي أدوات ذات حدين إن أجاد أبناؤنا استخدامها تحققت الفائدة وإن أساءوا كانت عبئا وكارثة لها ما بعدها فقد يتعرض الأبناء لمحتوى غير لائق لأعمارهم باعتباره عالما مفتوحا ليس له حدود أو شروط وخاصة مع أطفالنا الصغار الذين لا يدركون كيفية التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ مما يؤثر بالطبع في سلوكياتهم، وفي نفس الوقت يجب ألا نغفل أهمية التكنولوجيا في تنمية وتطوير كافة المهارات التي يمتلكها أبناؤنا خاصة الأطفال حيث أن الأجهزة التكنولوجية المتطورة تساهم في تطوير كافة المهارات التي يمتلكونها، وتكسبهم ثقافات مختلفة بسبب اطلاعهم على ثقافات متنوعة وعديدة، ويجب في كل الأحوال مراعاة المبادئ الأساسية لنمو الأبناء وألا نهدم روح الإبداع واكتساب المعرفة لديهم وألا نمارس عليهم ضغوطات التعلم بسرعة بل يتم بالتدرج وحسب الحاجة، وفي نفس الوقت يجب ألا نترك الأبناء فترة طويلة مع الأجهزة الذكية حتى لا يخرجوا من حضن الأسرة إلى حضن عالمهم الافتراضي والتوحد والانعزال عن الأسرة والأصدقاء ويقضون الساعات إما لمشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب حتى أنهم يفضلون قضاء أغلب أوقاتهم مع الأجهزة الإلكترونية بدلا من قضاء وقتهم مع الأسرة ، ومن هنا يظهر دور الوالدين في المنزل من خلال الرقابة المستمرة وتنظيم الوقت بين متابعة التكنولوجيا واستخدام الهواتف الذكية وبين التفاعل مع الأسرة والاندماج في أحاديث أو نقاشات مفيدة وتنمية حب الوطن داخلهم وقضاء أوقات في التنزه معهم وزيارة الأقارب وصلة الرحم وغيرها من المشاركات الاجتماعية ، ويجب أن نكون قدوة لأبنائنا فلا يمكن أن نقوم بتوجيههم بالإقلال من استخدام الهاتف أو (الآيباد) بينما نحن تقضي أغلب أوقاتنا مع الهاتف أو في مشاهدة التلفاز وللحديث بقية .