رهنت روسيا إيقاف الحرب، ب"حياد" أوكرانيا على نسق السويد أو النمسا، إذ قال الكرملين، أمس (الأربعاء)، إن حياد أوكرانيا هو التسوية التي يناقشها المفاوضون الروس والأوكرانيون حاليا. وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "إنه الخيار الذي يناقش حاليا والذي يمكن اعتباره تسوية"، بينما أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنها ترفض فكرة أن تكون كييف محايدة على غرار السويد أو النمسا مطالبة ب"ضمامانت امنية مطلقة" في وجه روسيا. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن العملية العسكرية في أوكرانيا ستستمر حتى النهاية، مشددا على استنفاد كافة الأساليب الدبلوماسية لحماية الأمن القومي لبلاده، موضحا أن أوكرانيا خططت بدعم من قوى غربية لشن عدوان علينا، لافتا إلى عدم السماح بتحويل أوكرانيا إلى جبهة تستخدم في الحرب ضدنا. وأشار بوتين إلى أنه لم يكن هناك خيار لحماية أمن القومي الروسي غير الهجوم على أوكرانيا، وأن الغرب يستخدم العملية العسكرية على أوكرانيا ذريعة لفرض العقوبات على بلاده، كاشفا عن أن بلاده ستشهد ارتفاعا في مستوى التضخم والبطالة، وتابع: "سنتعامل مع تلك المشكلات". فيما قال المفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك في تعليقات نشرتها الرئاسة "أوكرانيا في حالة حرب مباشرة مع روسيا الآن. والنسق لا يمكن أن يكون إلا (أوكرانيا)". وأوضح أنه يريد "ضمانات أمنية مطلقة" في وجه روسيا يتعهد الموقعون عليها التدخل إلى جانب أوكرانيا في حال حصول عدوان. يأتي ذلك فيما قال الرئيس الأوكراني، أمس، إن المفاوضات مع روسيا أصبحت أكثر واقعية، لكنها تحتاج بعض الوقت. وقبل ذلك، أعلن مستشارُ زيلينسكي أن المفاوضات مع الجانب الروسي ستكون صعبة. وأضاف مستشار الرئيس الأوكراني أن هناك تناقضات جوهرية في سير المفاوضات، لكنه أكد على وجود إمكانية التوصل إلى تفاهمات مع روسيا. وبدأت الجولة الرابعة من المفاوضات بين موسكو وكييف، الاثنين، عبر الفيديو، في وقت أعرب الطرفان عن بعض التفاؤل في الأيام الأخيرة إلا أن تصريحات مستشار زيلينسكي الأخيرة تعكس صعوبة هذه المفاوضات، في حين يكثف الجيش الروسي هجماته في الأيام الأخيرة للسيطرة على مدن أوكرانية كبيرة عدة. وتطالب كييف بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية. ومع دخول اليوم ال21 من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أمس، أظهرت الصور القادمة من العاصمة الأوكرانية كييف تصاعد دخان كثيف من مناطق بقلب العاصمة، التي تعرضت لقصف صاروخي في الساعات الأولى من الصباح، ما حول الطرقات في كييف إلى ثكنة عسكرية. وقالت روسيا إن قواتها سيطرت بالكامل على جنوب منطقة خيرسون. من جهتها، تدرس الإدارة الأمريكية تزويد أوكرانيا بطائرات انتحارية بدون طيار قادرة على حمل صواريخ موجهة متطورة يمكن أن تستهدف بدقة الدبابات الروسية ومواقع المدفعية من على بعد مسافات طويلة، حسبما قال مسؤولان بالكونغرس لشبكة "إن بي سي" نيوز الأمريكية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده تحتاج مساعدة واشنطن لفرض حظر طيران على أوكرانيا، معربا عن تثمينه لالتزام الرئيس الأمريكي جو بايدن بمساعدة بلاده عسكريا، كما اقترح أن تفرض واشنطن عقوبات على كافة الساسة في روسيا. وأضاف في كلمة أمام الكونغرس الأمريكي عبر تقنية الفيديو، أن روسيا أطلقت نحو 1000 صاروخ لقتل الشعب الأوكراني.