تواصل المملكة العربية السعودية سعيها إلى إدماج حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن خططها الوطنية تماشيًا مع رؤيتها للتنمية المستدامة 2030 ومعالجة كل الصعوبات التي تعترضها ،واهتمام المملكة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يأتي استشعارا منها بواجباتها تجاه تقديم جميع الخدمات والبرامج التي تحتاجها هذه الفئة الغالية من المجتمع الذين يملكون من العزيمة والإلهام والإصرار ما لا يملكه الكثيرون، واتساقا مع هذا الاهتمام أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة التعليم مبادرة الفنون والثقافة لذوي الإعاقة، التي تهدف إلى تمكين الطلاب ذوي الإعاقة من المشاركة والاندماج في برامج الثقافة والفنون التعليمية، وتزويدهم بتجارب مهارية ثرية عالية الجودة، وذلك ضمن إستراتيجية وزارة الثقافة لتنمية القدرات الثقافية. في هذا السياق أكد مختصان في الطب النفسي والاجتماع ل" البلاد" أن إطلاق وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة التعليم لمبادرة الفنون والثقافة لذوي الإعاقة والتي تهدف إلى تمكين الطلاب ذوي الإعاقة من المشاركة والاندماج في برامج الثقافة والفنون التعليمية، وتزويدهم بتجارب مهارية ثرية عالية الجودة، خطوة ايجابية كبيرة تسهم في الاستفادة من قدرات ومواهب وإمكانيات هذه الفئة الغالية من المجتمع. استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد قال إن هذه الخطوة ايجابية ولها أبعاد عديدة من الناحية الإنسانية والاجتماعية والنفسية، مبينًا أن هذه الفئة غالية في مجتمعنا ، ويجب أن تنال كل الاهتمام التي تحقق طموحاتهم ورغباتهم في مجال الثقافة والفنون التعليمية ، إذ يتمتعون بقدرات ومواهب عالية يجب أن تصقل وتحظى بالاهتمام في مجال الثقافة والفنون. وتابع الحامد أن فئة ذوي الإعاقة تتميز بقدرات عالية وإمكانيات كبيرة ، وبالتالي فإن اتاحة الفرصة لهم يعزز في دواخلهم الثقة وينمي من قدراتهم ، والشواهد عديدة بما حققته هذه الفئة سواء في مجتمعنا أو على المستوى العالمي وفي كل التخصصات المختلفة. وأكد الحامد أن بلادنا ولله الحمد أعطت اهتمامًا كبيرا بفئة ذوي الإعاقة أو ذوي الاحتياجات الخاصة ، واتاحت لهم اسوة بالآخرين كل فرص المشاركة في بناء المجتمع، إذ أكدت لهم أن الإعاقة لا تشكل حاجزًا في المشاركة والتعليم والتوظيف ، ولله الحمد الكثير منهم أصبحوا مضرب مثل للآخرين. ويتفق الباحث والاخصائي الإجتماعي طلال محمد الناشري مع رأى الحامد ويقول: إن تمكين الطلاب ذوي الإعاقة من المشاركة والاندماج في برامج الثقافة والفنون التعليمية له انعكاسات اجتماعية عديدة ، وبلادنا ولله الحمد سباقة في إطلاق مختلف المبادرات التي تهم ذوي الإعاقات أو غيرهم . وخلص الناشري إلى القول إن الشباب والأطفال الذين يعانون من متلازمة داون واضطراب طيف التوحد أصبحوا ولله الحمد من الكفاءات التي تتمتع بقدرات فنية عالية ، فالمرض لم يمنعهم من تحقيق أهدافهم وطموحاتهم والسير قدمًا نحو تحقيق أمنياتهم. يشار إلى أن وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة التعليم أطلقت مبادرة الفنون والثقافة لذوي الإعاقة وتركز المبادرة على تقديم تجربة فنية ترتكز فلسفتها على أنه يمكن لأي شخص أن يعيش تجربة مسرحية مميزة، أيّاً كانت معرفته السابقة بالمسرح. ويُعامل الطلاب كافّة على أنهم فنانون قادرون على التعبير عن أنفسهم وعلى التطور الفني، حيث يشارك عدد من معاهد التربية الخاصة الحكومية، ومدارس التربية الخاصة الأهلية من ثلاث مناطق بالمملكة (الرياض، جدة، تبوك). ورسمت المبادرة خطة لتدريب 36 من معلمي ومعلمات التربية الخاصة من المناطق المستهدفة، وتتضمن تدريب (غير مباشر) لمدة أسبوعين، تبعه تدريب مباشر لجميع المتدربين بمدينة الرياض لمدة خمسة أيام – من خلال الفريق الدولي البرازيلي (Oficina dos Menestries) – على تقديم ورش المسرح الموسيقي الاحتوائي بناءً على منهج (أوفسينا دوس مينستريس البرازيلية) الموجّه للشباب والأطفال المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد (ASD).