أكد عضو مجلس الشورى الدكتور فضل بن سعد البوعينين ل"البلاد"، أن خطاب خادم الحرمين الشريفين السنوي في مجلس الشورى شكل أهمية بالغة للداخل والخارج، حيث رسم من خلاله -حفظه الله- السياسة العامة للدولة، ورؤيته تجاه مختلف القضايا والموضوعات الداخلية والخارجية، حيث يشكل الخطاب الملكي وثيقة عمل لمجلس الشورى في أعمال السنة القادمة ونبراسا للأعضاء ومنهجاً وخطة عمل تتماهى مع رؤية القيادة، ومرحلة التحول الوطني، وعمليات التطوير الشاملة في جميع القطاعات. وقال إن الخطاب الملكي أكد على اهتمام خادم الحرمين -حفظه الله- بالمجلس وبدوره الفاعل في الحياة التنظيمية والتشريعية والإدارية للدولة، كما يؤكد على ثقة القيادة به ما ساهم في تعزيز دوره وتمكينه من القيام بمسؤولياته على أكمل وجه وفقا لمبدأ الشورى، موضحا أن الخطاب الملكي رسم سياسة المملكة الداخلية والخارجية، وأبرز مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والمحلية وتطلعاتها وأهدافها المستقبلية، وقد جاء في وقت مهم يشهد فيه العالم متغيرات سياسية واقتصادية وصحية، وتحولات تنموية ونهضة شاملة تشهدها المملكة في جميع القطاعات وفي مقدمها القطاع الاقتصادي، إضافة الى التحول الكبير والتطوير النوعي الذي طال جميع القطاعات، إضافة إلى البنية التشريعية التي كان للمجلس دورا مهما وداعما في تعزيز منظومتها التشريعية واستكمال متطلباتها الملحة التي لايمكن تحقيق التنمية الشاملة والحماية المجتمعية والكفاءة العدلية واستكمال خطط التحول وبناء المستقبل بمعزل عنها. تركيز على الرؤية وأضاف البوعينين: لعلي أشير إلى تاكيد خادم الحرمين في كلمته على أن المملكة منذ تأسيسها وهي تعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء، ويمارس ملوكها الحكم وفق مبدأ الشورى عملًا بقول الله تعالى: "وشاورهم في الأمر"، يعكس إيمان القيادة العميق وتقديرها الكبير للشرع وأحكامه. وفي الجانب الاقتصادي كان هناك تركيز على رؤية المملكة 2030 التي انطلقت من أجل تحقيق وطن مزدهر ورفع مستوى الخدمات، وإيجاد فرص عمل، وتنويع مصادر الدخل، الامر الذي ساهم في مواجهة المملكة المتغيرات الطارئة والتحديات القائمة، وجعل المملكة تحتل مراكز أولى في بعض المؤشرات العالمية. وتابع: "مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية كانت ضمن الخطاب الملكي لما لها من أهمية كونها أول مدينة في العالم ممكنة للتعليم وحاضنة للاكاديميات والابداع والابتكار، يعزز من تحقيق مستهدفات رؤية 2030 في الاستفادة من الطاقات البشرية المبدعة وتنمية القدرات البشرية والبحث العلمي والاختراع على مستوى العالم. إضافة إلى ذلك فكانت هناك إضاءة مهمة حول إطلاق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار التي أطلقها سمو ولي العهد -يحفظه الله- كأحد الروافد المهمة لتحقيق رؤية المملكة، بما تتضمنه من ضخ استثمارات من خلال مشروعات ومبادرات بقيمة تصل إلى 12 تريليون ريال، ستسهم في تنمية الاقتصاد وتنويع مصادره، واستدامته، ونقل التقنية وتوطينها، وتطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الحياة. حماية الموارد المالية يرى البوعينين أن نجاح السياسة النفطية السعودية مكنت المملكة من حماية مواردها المالية وتجنيب الاقتصادات العالمية تداعيات اقتصادية كان من الممكن حدوثها لولا الله ثم جهود المملكة في ضمان الامدادات وتوازن الاسواق، مؤكدا أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمجلس ودعمه الدائم له ساهم في توفير البيئة المحفزة لأداء مهامه على الوجه الأكمل وعزز من مخرجاته وقد حظي المجلس بدعمه الكريم واهتمامه، ما ساعد على تعزيز مكانته وتحفيز أعضائه لمواصلة العمل الشوري وفق رؤية شمولية محققة للأهداف ومعززة للمنظومة التشريعية ومحفزة للجهود الإصلاحية التي تتبناها الحكومة. واعتبر البوعينين، أن الخطاب الملكي تزامن مع جهود تنموية كبيرة قامت بها الحكومة وإصلاحات اقتصادية ومالية ظهرت جدواها خلال الأزمات الطارئة ومنها جائحة كورونا، إضافة إلى برامج ومشروعات رؤية المملكة 2030 التي بدأت في تحقيق بعض أهدافها الاستراتيجية لتؤكد نهج القيادة على صناعة المستقبل وتنويع مصادر الإقتصاد وتحقيق الاستدامة المالية ورفاهية المواطنين. واستطرد قائلاً: جدد الخطاب الملكي الكريم توجهات الدولة من القضايا المحلية والإقليمية والعالمية ورسم تطلعاتها المستقبلية وشكل إطار عمل ورؤية شمولية تسهم في دعم العمل الشوري وجعله اكثر ارتباطا وتوافقا مع متطلبات المرحلة والرؤية المستقبلية واحتياجات الوطن وتطلعات المواطنين. وختم حديثه بالقول: "نعتز جميعا، في مجلس الشورى، بالخطاب الملكي وغمرتنا السعادة، بافتتاح خادم الحرمين الشريفين لأعمال الدورة الشورية والاستماع إلى كلمته الضافية وتوجيهاته ورؤيته تجاه مجمل الموضوعات والقضايا الداخلية والخارجية، المعززة لأمن وإستقرار وتنمية وازدهار المملكة". خارطة طريق أكد عضو مجلس الشورى الدكتور فيصل الفاضل ل"البلاد"، اعتزازه الكبير وسعادته البالغة بالخطاب الملكي في هذه المناسبة السنوية التي تشرف فيها المجلس بالاستماع إلى كلمة المقام الكريم الضافية وتوجيهاته ورؤيته تجاه مجمل الموضوعات والقضايا الداخلية الخارجية وأن الأعمال التي يقوم بها مجلس الشورى محل تقدير من المقام السامي الكريم، مبينا أن الخطاب الكريم أكد على التطلعات التي تسعى المملكة إلى تحقيقها على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية التي تحافظ على أمن المملكة واستقرارها. وأوضح الفاضل أن "خطاب خادم الحرمين السنوي، يمثل بالنسبة للوطن ولنا كأعضاء مجلس الشورى نبراساً ومنهجاً وخطة لعمل الحكومة"، وتابع: "هذا الخطاب نترقبه -نحن أعضاء مجلس الشورى- بداية كل عام شوري، وننتظر هذه المناسبة السنوية كأبرز حدث نشهده ونفخر به، حيث افتتح خادم الحرمين السنة الثانية من الدورة الثامنة الحالية لمجلس الشورى برعايته الكريمة، ولهذا الخطاب الملكي الكريم ومضامينه الضافية عن السياسة الداخلية والخارجية، وننظر إليها على أنها خريطة طريق في هذه الدورة الحالية، نقرأ ونشاهد ونستمع إلى البرامج والأهداف والمبادرات المتعلقة بالسياسة الاقتصادية للدولة نتمثلها ونستحضرها في كل جلسة من جلسات المجلس واجتماعات لجانه ومختلف فعالياته، ونأخذ مضامين الخطاب الملكي كسياسة وإرشادات فيما يتعلق بتوصياتنا على التقارير ومقترحاتنا التشريعية وتفعيل ادوار المجلس التشريعية والرقابية والبرلمانية". ولفت إلى أن لقاء الملك سلمان بأعضاء المجلس وبحضور سمو ولي العهد دليل واضح على إيمان القيادة بأهمية المجلس وحضوره الفاعل في تطبيق خطة عمل محورها الإنسان "رؤية المملكة 2030″، كما توضح توجهات الدولة وتطلعاتها خلال المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن أن خطاب خادم الحرمين الشريفين- أيده الله- له تأثير مهم على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومكانة المملكة باعتبارها دولة كبيرة ومحورية على المستوى العالمي، والتي تعد أكثر المجموعات الدولية تأثيرا وأهمية في المجال الاقتصادي والمالي العالمي.