حققت العديد من الإنجازات بعد حصولها على رخصة قيادة الدرَّاجات النارية؛ بوصفها أول سعوديةٍ تحصل على هذه الرخصة. تعدَّدت مشاركاتها في البطولات الدولية والمحلية، خاصةً سباقات «راليات الباها» حيث استطاعت ببراعتها في القيادة لفت الأنظار إليها بحصدها كأس العالم للراليات الصحراوية. شاركت مؤخرا في رالي حائل؛ تحضيراً لخوض السباق الأقوى والأهم- رالي السعودية داكار العالمي؛ الحدث الأبرز في عالم السباقات. بطلة الراليات السعودية دانية عقيل تكشف ل" البلاد" عن سبب حبها وشغفها لهذه الرياضة، وعن الصعوبات التي واجهتها وعن تقييمها لمشاركتها الأخيرة في رالي حائل واستعدادتها لخوض منافسات رالي السعودية داكار 2022. كيف بدأ شغفك برياضة الدراجات النارية والسيارات؟ – منذ الصغر، أحب الأشياء المتحركة؛ سواء كانت سيارة أو دراجة أو لعبة. منذ كان عمري خمس سنوات، كنت ألعب بالسيارات الإلكترونية في المنزل، وعندما كبرت أصبحت ألعب بالدبابات الصحراوية. هذا الشغف كان إحساسا طبيعيا مني أنا، ولم يدفعني أي شخص لحبها أو الشغف بها. كيف حصلت على رخصة قيادة الدراجات كأول فتاة سعودية؟ – حصلت على رخصة الطريق عند دراستي للماجستير في بريطانيا حيث كان عمري 27 عاما. نجحت في الاختبارات وحصلت على الرخصة ومن ثم في عام 2019 وخلال فترة عملي في دبي كنت أزور حلبة السباق، وتعرفت على أشخاص يتسابقون على الدراجات النارية السريعة، وكان طموحي ورغبتي أن أشارك معهم، فسجلت في الاختبارات للحصول على رخصة المشاركة في السباق، وبعد نجاحي في الاختبارات في دولة الإمارات حصلت على رخصة من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية. ماهي الصعوبات التي واجهتك؟ – أنا أعتبر كل الصعوبات التي واجهتني بمثابة دروس، خاصة في المجال الرياضي. فالصعوبات تعطيك القوة للمقاومة والاستمرار في ممارسة الرياضة التي تحبها. على سبيل المثال خلال اختبارات رخصة السباقات السريعة كان يراودني إحساس مغلف بالخوف والتحدي، وبعد ذلك كانت التحدي الأكبر خلال مشاركتي في بطولة العالم لراليات الباها؛ حيث شاركت في خمس جولات، وكل جولة كانت في بلد مختلف، وكل بيئة تختلف عن الأخرى، ولكن تغلبت على ذلك بالتكيف السريع مع كل بيئة، وبذلك تمكنت من الاستمرار في ممارسة رياضتي المحببة، وتحقيق إنجازات كبيرة للوطن. ماهي رسالتك للفتيات السعوديات المقبلات على رياضة المحركات؟ – الحمدلله، الإقبال على ممارسة رياضة المحركات يتسع، ليس فقط في المملكة العربية السعودية، بل في جميع أنحاء العالم، وقد لاحظت ذلك في دول أوروبا عند مشاركتي في الراليات، وهذا أمر جيد جدا للمرأة في السعودية، وأتوقع أن يزيد إقبال فتياتنا على هذه الرياضة المثيرة الممتعة. حدثينا عن تحقيقك لقب كأس العالم في فئة T3 كأول فتاة سعودية؟ – بفضل الله، حققت بطولة العالم للراليات الصحراوية في سباق الباها T3؛ لأنني شعرت أنني أمتلك الفرصة للفوز إذا شاركت في عدة جولات، والحصول على نقاط تراكمية، ولله الحمد، بعد خمس جولات جمعت نقاطا كافية، لأن أكون الاولى في فئة T3. لكن مازال الطريق أمامي طويلا؛ من أجل التطور أكثر في هذه الرياضة. كيف تقيمين مشاركتك وباقي السائقين السعوديين في رالي حائل؟ – أعتبر أن مشاركتي وزملائي المتسابقين السعوديين في رالي حائل بشكل عام، كانت ممتازة ورائعة. بحكم المنافسة الكبيرة في هذا الرالي الممتع. وأرى أن مستوياتنا تتطور بحكم الخبرة التي نكتسبها من أجواء وظروف تلك السباقات. وعلى المستوى الشخصي استفدت من هذه المشاركة كثيرا، خاصة في اليوم الأول، حيث كانت عندي مشكلة، فالملاحة المشاركة معي كانت لا تعرف الطريق جيدا، وكذلك تعرض سيارتي لعطل أفقدني ساعة للوصول لخط النهاية، ولكن اختلف الوضع في اليوم الثاني، وتمكنت من تحقيق المركز الثاني، واستطعت في اليوم الثالث والرابع من المحافظة على ترتيبي وتحقيق المركز الثالث في السباق. كيف ترين التنظيم والإقبال الجماهيري في رالي حائل؟ – التنظيم والإقبال الجماهيري في الرالي كان جدًا مستواه عال ورائع، خاصة أن أهل حائل على دراية بالسباق، وقد اكتسبوا خبرة كبيرة في التعامل مع الرالي؛ بحكم أنه يقام سنويا في حائل، وتضاريس منطقة حائل ممتازة ومناسبة لإقامة مثل هذه الراليات ونجاحها. كيف تستعدين للمشاركة في رالي السعودية داكار 2022 ؟ – أستعد للمشاركة في الرالي الأكبر بصورة جيدة. فمثل هذه الراليات تحتاج للصبر بحكم طول مسافة المراحل الاثنتي عشرة، ومن الممكن أن تحدث العديد من المفاجآت؛ مثل ما حصل معي في رالي حائل، وهي واردة مثل تعطل السيارة أو فقدان خط السير الخاص بالسباق؛ لذلك سأعمل على إبعاد نفسي عن الضغوطات، وإيجاد انسجام بيني وبين مساعدي بالفريق؛ لذا سأختار مساعدا جيدا من الذين كانت لهم مشاركات في راليات سابقة. كما أعمل على تأهيل نفسي جسديا ولياقيا؛ من أجل الاستعداد للقيادة لساعات طويلة خلال أيام الرالي الذي يستمر لمدة أسبوعين. استضافت السعودية ممثلة بوزارة الرياضة كثيرا من البطولات الكبرى في رياضة المحركات.. ما تعليقك؟ – المملكة العربية السعودية أصبحت حاضنة للبطولات الكبرى في عالم رياضة المحركات مثل" رالي حائل ورالي الشرقية ورالي السعودية داكار وفورمولا إي الدرعية وفورمولا 1.. ووزارة الرياضة والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية يعملان دائما على استضافة سباقات عالمية دات مستوى عال؛ فمثلا رالي السعودية داكار، يعتبر أكبر وأصعب رالي في العالم. وأنا أرى أن استضافة هكذا فعاليات وبطولات لها آثار إيجابية على المجتمع، وكذلك المدن تستفيد من ناحية حضور الزوار من الخارج، مثلما حدث مؤخرا باستضافة مدينة جدة للفورمولا1. أيضا تلك التظاهرات الرياضية تشجع شباب وفتيات الوطن على ممارسة الرياضة، وهذا هدف رئيس لوزارة الرياضة ضمن رؤية 2030. لم تمنعك الرياضة من ممارسة الكتابة.. وقد نشر لك كتاب عن حياتك.. حدثينا عن ذلك؟ – لجأت للكتابة خلال فترة مكوثي في المنزل خلال جائحة كورونا؛ حيث كنت أعالج من إصابة تعرضت لها خلال تدريبات الدراجات النارية في الحلبة؛ حيث كان لدي الوقت لعمل مشروع أفيد فيه نفسي، ويكون دافعا لي لتجاوز فترة العلاج، فكتبت عن تجربتي خلال السباقات، وتجاربي مع الأصدقاء والأسرة والعمل. ومن ثم قررت طباعة ونشر الكتاب . كلمتك الأخيرة؟ – شكرًا لصحيفة" البلاد" العريقة على هذه الاستضافة. لله الحمد، نعيش حاليا في زمن الفرص الكبيرة والهائلة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، وكذلك بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل. وأخيرًا.. أنا أشجع شباب وفتيات الوطن على تطوير أنفسهم، فالطريق مفتوح للجميع لتحقيق النجاح.