اسدل الستار يوم امس على معرض الرياض الدولي للكتاب حيث حقق المعرض نجاجا كبير وضم بين جنباته خلاصة العقول في علوم ومعارف وفنون شتى تحت سقف واحد، إلهام في متناول اليد، به تُختصر الدروب ويُحفّز الوعي وتُغذّى المعرفة بحكايات محمية من الذبول، ودهشة لا تتوقف، وتأهّب يستزرع البهجة طوال عشرة أيام مضت. "كتاب الرياض" الذي يعدّ أكبر معرض للكتاب في تاريخ المملكة احتضن مضماره الالاف الزوار في وقت واحد، ومعارف وخبرات 28 دولة من قارات العالم الخمس وتمت خلاله امسيات وحوارات فكرية من أجل التواصل الثقافي والمعرفي، مع إطلالة مميزة للعراق بوصفها كانت ضيف الشرف، ناقلة حضارتها عبر مشاركات نوعية لمجموعة من الأدباء والفنانين لتقديم نموذج أصيل حول الأدب والفن العراقي. أرض معرض الرياض الدولي للكتاب كانت "وجهة جديدة" لكل راغب ومتحفز للمعرفة، عتبة للدخول إلى عالم مكتظ بمختلف القوالب الإثرائية، تهب وتتيح للأبصار والبصائر تغذية غنية ومتنوعة، تستقبل زوارها من خلال أربع بوابات تستوعب القادمين وتعلن بداية الرحلة لفصل جديد. كما حظي معرض الرياض الدولي للكتاب بوجود أكثر من ألف دار نشر محلية وعالمية، تزخر بالمعارف والثقافات المختلفة من أرجاء المعمورة، مع وفرة في الفعاليات ما بين أنشطة وندوات وورش وأمسيات وحفلات وجوائز تكريم وبرامج ثقافية متنوعة تزيّن واجهة الرياض التي اختارتها وزارة الثقافة مقراً جديداً للمعرض. وقد دعم "كتاب الرياض" قنوات النشر الحديثة كالكتاب الصوتي والرقمي، ووفر منصة افتراضية تخوّل الزائر من التجول عن بُعد بين جنبات دور النشر لاقتناء الكتب والاطلاع على الإصدارات كافة، مع وجود منظومة دعم لوجستي تضمن توصيل الكتاب في وقت قياسي، ليكون بمثابة أرض خصبة للباحثين والساعين في طلب العلم وتطوير الذات، وعلى الفرد قبل أن يتجول باحثاً عن كتاب أن يسأل نفسه "لماذا أقرأ؟" ، فمعرفة السبب يساعد على الولوج في إحدى الفنون التي ستعينه فيما بعد على ممارسة حياته بشكل أفضل.