فككت الشرطة الألمانية شبكات إرهاب منتمية لتنظيم الإخوان، تستخدم عدداً من الشقق والمكاتب في ثلاثة ولايات شمال الراين لغسيل الأموال وتمويل التنظيمات المتطرفة في البلاد، إذ داهم عناصر الأمن أمس (الأربعاء)، الشقق والمكاتب ونفذت عشرة أوامر اعتقال بحق الأشخاص المنتمين للتنظيم الإرهابي في ويستفاليا، وسكسونيا السفلى، وبريمن. وجاءت المداهمات، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، بصورة أساسية على خلفية الثراء الشخصي للمشتبه بهم، لكن هناك أيضا اشتباها في تمويل الإرهاب، بينما قالت مصادر أمنية، إن هذه من أكبر عمليات المداهمات التي جرت في ألمانيا على مدار السنوات السابقة، حيث يُشتبه بالأشخاص المقبوض عليهم أنهم حولوا أكثر من 100 مليون يورو ناتجة من صفقات غير شرعية إلى الخارج، ولتمويل الإرهاب في سوريا. وقالت الشرطة إن أكثر من ألف فرد من قوات الشرطة شاركوا في المهمة، من بينهم وحدات خاصة. وبحسب البيانات، فإن التحقيقات موجهة ضد أعضاء شبكة دولية لغسل أموال ناتجة من الاتجار في المخدرات، فيما كان الهدف من الحملة هو تحريز الأدلة ومصادرة أصول غير شرعية. وبدأت الأجهزة الأمنية تنفيذ أوامر المداهمة والاعتقال التي أصدرها القضاة في تلك الولايات، بمشاركة أكثر من ألف شرطي ورجل أمن من الوحدات الخاصة الألمانية، والتي نفذت طوال 4 ساعات من فجر أمس. وأكد المدعي العام الألماني في مدينة دوسلدورف خلال مؤتمر صحفي أمس، أن العملية تستهدف الحصول على المصادر والأدلة والأصول الرئيسية لهذه الشبكة التي تتعامل مع جهات مشكوك بأمرها بالخارج، مذكرا بأن التحقيقات مع هذه الشبكة الواسعة لغسيل الأموال قد تكشف المزيد من الشبكات الناشطة على الأراضي الألمانية، بالذات من حيث آلية عملها. من جانبه، أكد المكتب المركزي الألماني لملاحقة مرتكبي الجريمة المنظمة أن الشبكة المذكورة كانت تعمل على شكل مؤسسة غير نظامية لتحويل الأموال إلى الخارج، مقابل الحصول على أجور من ذلك، وهو أمر لا يسمح به حسب القوانين الألمانية، لأن أي تحويلات مالية يجب أن تتم تحت سيطرة هيئة الرقابة المصرفية المركزية في البلاد. وأوردت صحيفة WDR الألمانية معلومات بأن كشف هذه الشبكة تم عن طريق الصدفة بعد أن عثرت دورية للشرطة الألمانية على طريق سريع وسط البلاد على مبلغ 300 ألف يورو مخبأة داخل حقائب رياضية، وبعد التحقيقات التفصيلية توصلت الأجهزة الأمنية إلى أن هذه الأموال جزء من عمل الشركة لتحويل الأموال بشكل غير قانوني عن السلطة المصرفية، فيما أشارت جهات التحقيق إلى أن كمية الأموال التي تم تحويلها من قبل هذه المجموعة تجاوزت 100 مليون يورو خلال الفترة الماضية، معظمها تم تحويله إلى سوريا ودولة أخرى، كما كشفت المعلومات أن المصدر الأساسي لتلك الأموال كان من تهريب وتجارة المخدرات في ألمانيا ودول أخرى مجاورة. وأفاد تقرير لصحيفة "بيلد" الألمانية بأن المعلومات المتوفرة لديها تؤكد أن الأموال المحولة تم استخدامها لتمويل الإرهاب في سوريا، وأن الأعضاء الفاعلين في هذه الشبكة يتجاوز عددهم سبعين فردا، موزعين على أكثر من منطقة.