عندما تتناول الأقلام الكتابة عن الوطن تقف حائرة بماذا تخط العبارات وتنتقي الجُمل ؟؟ هل تخطها بحبر لا يمحوه مرور الزمن أو سكونه ، أم بماء الذهب الذي يشع نوره ، أم بالدم الذي لا قيمة للوريد بدونه .. إن الوطن أعظم نعمة تقترن بالأمن والطمأنينة للنفس البشرية السوية التي خُلقت من أجل عبادة الله عز وجل وعمارة أرضه سبحانه وتعالى .. تلك النفس هي من تسمو بصاحبها نحو الرقي والتقدم ونُبل الأخلاق .. عادة ما تتوج مشاعرها أحاسيس الحب والولاء ، وتترجم عباراتها أجمل سمات الوفاء ، وتُجسد شفافيتها أروع لوحات الصفاء فالوطن أثمن ما تمتلكه تلك النفس وتبذل في سبيله النفيس بكل سخاء. فالهوية حين تكون مرصعة بالجواهر والمآثر من الأخلاقيات يُشير بريقها إلى أروع صفات الانتماء حيث تفاصيل النماء تعني المساندة والعطاء وتشيّد البناء في موطن الخير والرخاء.. هكذا تصف الحقيقة معاني الرقي الإنساني وروح البهاء .. سارعي للمجد والعلياء، مجدي لخالق السماء، وارفعي الخفاق الأخضر، يحمل النور المسطر.. رددي الله أكبر يا موطني.. موطني عشت فخر المسلمين عاش المليك للعلم والوطن. نغم رائع، وأحرف تغزل من خيوط الشمس وشاح .. عبير صادق، ورياحين تنشر عبق التاريخ والحاضر والمستقبل في بهاء. بالهمة وحكمة الأجداد سكنت الخُضرة أنحاء الصحراء، وبالقدوة الحسنة وتضحيات الاباء كانت السيرة العطرة الطريق نحو الأمجاد، وبسواعد الأبناء غدت البلاد منارات علم ومعرفة وينابيع ضياء. فلا يُمكن لعاقل أن يُغفل الدور الرئيسي الذي يلعبه التاريخ في أعماق النفوس فهو الصورة التي تعكس الماضي وتبني الحاضر، وتستلهم المستقبل، بكل ما فيها من تفاصيل دقيقة وأحداث مثيرة وروايات ذات عبر. وللأهمية التي يحظى بها لابد من الحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال نقلاً نقياً من الشوائب، بحيث يكون نبراساً مضيئاً في حاضرهم وحبرا صادقا يرسم مستقبلهم . فمن لا تاريخ له لا وجود له على خارطة الحياة. وها هي مملكتنا الحبيبة وحكومتها الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان سدد الله خطاه وبارك له في علمه وفكره وجزيل عطاه .. صنع من التاريخ شمس وطن لا تغيب ،، أشعتها تضيء وتُضيء وتُضيء. وحين يجتمع العقل السليم والتفكير العلمي والتخطيط الاستراتيجي نحصل على مثلث متساوي الأضلاع يقودنا إلى بناء هندسي متميز يختلف عن غيره في القدرة على الإبداع والدقة في التصميم وبرمجية الأداء حيث الأوعية الممتلئة بالمعلومات والشرايين النابضة بالإحصائيات ليبلغ البنيان تمامه بالعلم والمعرفة والإنجازات حيث النهضة والتنمية المستدامة.