قضت الحكومة الانتقالية في السودان، على أحلام الإخوان بالعودة مرة أخرى إلى سدة الحكم، عندما أحبطت محاولة إنقلاب أمس (الثلاثاء)، قادها ضباط يتبعون لحزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع عمر البشير، في محاولة للالتفاف على الثورة وإعادة البلاد لمربع الفساد الأول، غير أن يقظة الجيش السوداني أوقفت المحاولة الانقلابية وألقت القبض على 40 ضابطاً برتب مختلفة للتحقيق معهم، فضلا عن مدنيين مشاركين في العملية الفاشلة. وقطع الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام حمزة بلول، بأن منفذي الانقلاب هم مجموعة من الجيش تابعة للنظام البائد، مشيرة إلى أن المخطط الانقلابي يريد إعادة عقارب الساعة للوراء، مؤكداً أن الحكومة الانتقالية والأجهزة النظامية تعمل بتنسيق تام، مطمئنة الشعب بأن الأوضاع تحت السيطرة الكاملة، بينما شدد المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة الطاهر أبو هاجه، على أن الأوضاع "تحت السيطرة تماما"، مضيفاً أنه تم اعتقال جميع المشاركين. وقالت مصادر محلية إن معظم الضباط الضالعين في هذا الانقلاب الفاشل، والذين تم القبض عليهم، يتبعون للإسلاميين وفلول حزب النظام السابق المعزول، مؤكدة أن عدداً من جنود وضباط سلاح المدرعات بقيادة اللواء عبد الباقي بكراوي يقفون وراء محاولة الانقلاب، وأنهم حاولوا السيطرة على بعض المؤسسات الحكومية منها مبنى الإذاعة، لكن تم التصدي لهم. وشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إثر وصوله إلى مقر سلاح المدرعات أمس، على أن القوات الأمنية ستحمل وحدة البلاد بكل ما أوتيت من قوة. وقال في كلمة وجهها إلى الضباط في مقر المدرعات، إن الجيش سيحمي البلاد والوطن، والعملية الانتقالية، موضحاً أن محاولة الانقلاب انتهت بدون وقوع أي خسائر، داعياً إلى وحدة القوى السياسية وتعاونها لمواجهة المخاطر، مؤكدا أن الجيش وقوات الدعم السريع تعمل معا وبتسيق تام. من جهته، كشف رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، أن المحاولة الانقلابية الفاشلة جرت بالتنسيق بين عدة جهات، من داخل الجيش وخارجه، مشدداً خلال كلمة ألقاها خلال اجتماع للحكومة، على أن النظام السابق لا يزال يشكل خطراً على الثورة والتغيير والمرحلة الانتقالية في البلاد، معتبراً أن تلك العملية التي أحبطتها القوات المسلحة تستدعي مراجعة أعمال الفترة السابقة من المرحلة الانتقالية. وأكد حمدوك أن التحقيقات جارية، مشدداً على أنه سيتم محاسبة العسكريين والمدنيين المسؤولين عن هذا الانقلاب الفاشل. وأضاف أن الحكومة والأجهزة المعنية في البلاد، ستواصل إجراءات تفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير، داعياً الشعب السوداني إلى الالتفاف حول السلطات الانتقالية في البلاد، مؤكداً أن تلك العملية أتت بعد محاولات تحريض مستمرة ضد الحكومة، من أجل بث الفوضى والشقاق. وقال: "محاولة الانقلاب سبقتها محاولات لإيجاد حالة من عدم الاستقرار في البلاد وخاصة في الشرق"، معتبراً أن وحدة قوى الحرية والثورة والتغيير هي الضمان لتحقيق أهداف الثورة. ومنذ استقلاله شهد السودان نحو 8 محاولات انقلاب عسكري، قادت اثنتان منها مدبريها إلى الإعدام رمياً بالرصاص فيما لا يزال آخرون قيد المحاكمة، بينما نجحت 3 منها في حمل منفذيها إلى سدة الحكم. وقال ضابط سابق في الجيش السوداني وفقاً ل"سكاي نيوز" إن قائد المحاولة الانقلابية اللواء بكراوي كان من الأعضاء النشطين داخل الجيش المنتمين لحزب المؤتمر الوطني – الجناح السياسي للإخوان – الذي كان يرأسه الرئيس المعزول عمر البشير. إلى ذلك، أكدت السفارة الأمريكية في الخرطوم، دعم الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج للعملية الانتقالية في السودان. وأعربت الدول الثلاث عن رفضها أي محاولات لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لإنشاء مستقبل ديمقراطي وسلمي.