يميل الشباب السعوديون في الوقت الراهن، وأكثر من أي وقت مضى، إلى العمل الحرّ بعيدا عن القيود الوظيفية المختلفة، ودرءاً للبطالة، وتحقيقاً لأفكارهم الخاصة وطموحاتهم التي يعتمدون عليها لتأمين العيش الكريم. وأدى التطور التقني والعملي في العصر الحديث إلى انتشار مفاهيم جديدة للأعمال الحرّة، ما جعلها ساحة رحبة تستقطب مزيداً من الشباب، فمن عربات فود تراك إلى العمل في المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية وحلقات الخضار اصبح الشباب السعودي نموذجا واعدا للعطاء بما يمتلكون من اصرار على النجاح ومن الشباب الذين امتهنوا الاعمال الحرة الشاب سعد سعود العقيل 17 عاما والذي شد انتباه رواد مهرجان التمر والعسب والعسل في دومة الجندل ووجد التشجيع والترحيب من عدد كبير من المواطنين بصفته أصغر مزارع يعرض منتجاته في المهرجان. وقال المقبل وهو يستعيد بداية مشاركته في المهرجان إن العديد من المزارعين المشاركين في مهرجانات منطقة الجوف يحرصون على اصطحاب أبنائهم إلى هذه الفعاليات التي تشهدها المنطقة، ويشاركون فيها ليكتسب الأشبال مهارات التجارة والتسويق، والتعامل مع الزبائن، والتواجد في مثل هذه المناسبات التي تستقطب آلاف الزوار من داخل وخارج المنطقة، في مدرسة مفتوحة لتعلم فنون التجارة والبيع وعرض المنتجات. واستطرد المزارع العقيل المشارك في مهرجان التمر والعسل المقام في مدينة المعارض بمحافظة دومة الجندل في الجوف، انه سعيد للغاية بهذه المشاركة، حيث سبق أن شارك بعدة مهرجانات سابقة، أولها مهرجان التمور الأول الذي أقيم قبل سبع سنوات مشيراً إلى أن المشاركة تعطيه الدافع بالاعتماد على النفس، ومقابلة الجمهور ومخاطبتهم والاستفادة من وقت الفراغ. وعن دور الاسرة في تشجيعه قال: وبين العقيل أن والده له الدور الأكبر بتشجيعه في بداياته بالعمل، لافتاً إلى أن كثرة مشاركاته في المهرجانات أكسبته معرفة جميع أنواع التمور التي تعرض بالجوف، ومن أهمها حلوة الجوف، التي يكون عليها الطلب بالدرجة الأولى من قبل المتسوقين، حاثاً الشباب في عمره على المشاركة في المهرجانات إذا سنحت الفرصة، للاعتماد على النفس وإلغاء فكرة (الخجل) التي يتخيلها البعض، لأن العمل والمشاركة في مثل هذه الفعاليات والمهرجانات تنمي الثقة والاعتماد على النفس. وعن طموحاته المستقبلية قال: اطمح إلى مواصلة دراستي الجامعية والتعرف اكثر على فنون وآليات التجارة والتسويق والتعامل مع الزبائن كما انني ادعو الشباب الى الانخراط في العمل الحر وبناء انفسهم وتحقيق طموحاتهم. من ناحية اخرى فإن المهرجان يشهد مواصلة ما يقارب من 40 شاباً وشابة إبداعاتهم في صنع وإعداد المشروبات الساخنة والأطعمة المتنوعة عبر عربات "الفود ترك" ، لزوار مهرجان التمر والعسل الذي تنظمه أمانة منطقة الجوف ممثلة في بلدية محافظة دومة الجندل، المقامة فعالياته بمدينة المعارض بالمحافظة، مؤكدين أن فرصة المشاركة كانت ذات مردود إيجابي. وأوضحت رئيسة الأسر المنتجة بالمهرجان سحر الخالدي أن إدارة المهرجان حرصت أن تكون المواقع المخصصة للأسر المنتجة والفود ترك قريبة من بعضها ومن زوار المهرجان، وأن تكون العربات مجهزة تجهيزاً متكاملاً، ليقدم الشباب والشابات كل ما لديهم من مهارات وأصناف وتعدد في الأطعمة والمشروبات، مع التأكيد على تطبيق الإجراءات الاحترازية الوقائية للوقاية من فيروس «كورونا المستجد».ويقدم هؤلاء الشباب والشابات وجبات شرقية وغربية، وأكثر من 100 نوع من المشروبات المختلفة،إذْ تتميز عربات «الفود ترك» بجلسات منوعة وسط أجواء المساء العليلة التي تتمتع بها منطقة الجوف. يذكر أن معرض التمور يجذب الزوار بأكثر من 60 نوعا من التمور يعرضها المزارعون المشاركون في فعاليات المهرجان لتقديم أجود منتجات المنطقة، أبرزها صنف تمر حلوة الجوف الذي يستقطب المتسوقين. كما تستقطب منطقة الأسر المنتجة زوار المهرجان بما تعرضه أركانها المختلفة من المنسوجات والمشغولات اليدوية والمأكولات الشعبية من إنتاج الأسر ومنتجات منطقة الجوف.