يصدم الرئيس التونسي قيس سعيد، إخوان تونس كل يوم، عندما يعلن الحرب على المجرمين والفاسدين والمتلاعبين بقوت الشعب، إذ جدد أمس (الأحد)، دعوته إلى محاربة المحتكرين والمضاربين، متوعدا بملاحقتهم قانونيا، وذلك على خلفية "تحكمهم في السوق وفي سياسات الدولة"، إلى جانب "التنكيل بقوت التونسيين"، مؤكدا أنه "لا مجال للتسامح مع المجرمين ومصاصي الدماء"، مشددا على "أنهم سيدفعون الثمن غالياً". وقال قيس سعيد خلال زيارته أحد مصانع الحديد بمحافظة زغوان بالشمال الشرقي للبلاد: "الدولة ستستمر وسنتصدى لهم بالحديد.. فلتكن حرباً ولن نرضى إلا بالانتصار"، مؤكدا أنه سيتعامل بحزم مع محتكري السلع والخدمات، وأنه لا مجال للتسامح مع المتورطين، موجها بتطبيق القانون على الجميع على قدم المساواة، مشددا على أنه لا ولاء الا للوطن. وتأتي الزيارة بعد أن حجزت السلطات نحو 30 ألف طن من الحديد الذي كان مخزنا بغرض المضاربة. يأتي ذلك، وسط تزايد دعوات أحزب ومنظمات للرئيس التونسي بتعيين رئيس حكومة خلفا لهشام المشيشي المقال، فيما دخلت التدابير الاستثنائية التي أقرها يوم 25 يوليو الماضي، أسبوعها الخامس. وكان سعيد قرر أواخر الشهر الماضي تجميد عمل البرلمان وتجريد أعضائه من الحصانة، وإقالة الحكومة، فيما تولى السلطة التنفيذية بنفسه، في تدابير أكد في حينه أنها ضرورية لإنقاذ مؤسسات الدولة، بينما عاشت البلاد على وقع أزمة سياسية معقدة بين رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان، لا سيما حركة النهضة الإخوانية التي اصطفت خلف رئيس الوزراء المقال.