(أجد راحتي في الترحال والتجوال).. هكذا بدأ الرحالة عبد الله علي زين الدين حديثه ل(البلاد) قائلاً: أجول لأجمع المعلومات عن كنوز وطني الكبير من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه ، لافتا بقوله انا بطبيعتي احب الرحلات الخلوية منذ كنت في مرحلة مبكرة من عمري، وفي الاصل أنا دراج أهوى رياضة ركوب الدراجات الهوائية فقررت قبل حوالي ستة اعوام دمج الرحلات بالدراجة فكان الترحال بالدراجة الهوائية. وعن الشروط التي يتوجب توفرها قبل البدء في الرحلة قال: على المستوى الفردي يجب أن يحدد الرحالة وجهته قبل الرحلة واماكن المبيت، لأن البعض يفضل المبيت في الخلاء فهو يحتاج الى ادوات التخييم ويحملها على دراجته. أما البعض فيفضل أن يبيت في المدن حيث يقطع مسافة الترحال نهارًا من مدينة الى اخرى ويقضى الليل والمبيت في مدينة الوصول وهكذا.
وعلى المستوى الرسمي فهناك جهات مسؤولة عن اصدار التصاريح والتنظيم خصوصاً للرحلات التي يكون فيها حمل لشعارات او أو تنظيم مبادرات وغيرها وهي وزارة الرياضة بالتعاون مع وزارة الداخلية ولإعطاء الرحلة الصفة الرسمية وتنفيذها بشكل لائق وسليم وامن. وفيما يتعلق بالمهارات التي يرى ان يتعلمها الرحالة قال: هناك مهارات عامة يجب على الرحالة وممارسي الرياضات الخلوية تعلمها، منها مهارة التعايش في الخلاء من خلال معرفة الدروب والطرق ودراسة التضاريس والمسافات بين المدن تامين الغذاء والماء بكميات مناسبة، ومهارة التعامل مع الاصابات من خلال الحصول على دورة الإسعاف الاولية الخلوية ودورات تكميلية وهي اهمها دورة "لا تترك اثراً" والتي تعنى الحفاظ على البيئة. فضلا عن تعلم المهارات الخاصة بالرحالين والدراجين والمتمثلة في التخطيط الجيد للرحلة من خلال حساب المسافات التي يقطعها يومياً المبنية على القدرة اللياقية للدراج ومعرفة اساسيات الصيانة الميكانيكية للدراجة لتجاوز المشكلات واصلاح الاعطال اثناء الرحلة حتى لا يتسبب ذلك بالانقطاع. وفي سؤال عن اطول رحلة قطعها قال:اطول مسافة قطعها حوالي 1800 كلم وكانت رحلة رؤية المملكة 2030 ، من اقصى المملكة شمالاً من مدينة تبوك الى اقصاها جنوباً مدينة جازان.
وعن أهدافه من الترحال قال: الترحال يصقل النفس ويرفع القدرات البدنية والذهنية ، ومن خلاله أتعلم شيئا جديدا، وازيد دائرة الصداقة ومعرفة الأشخاص، والاستمتاع بالأماكن والمناظر الجميلة في ربوع بلادي لافتا إلى أن نسبة عدد المهتمين والممارسين للترحال والرياضات الخلوية تتزايد بشكل ملفت للانتباه على مر السنوات. وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهته اثناء الرحلات قال:
لكل رحلة تحديات تختلف من رحلة إلى اخرى الاخرى ابرزها تباعد المسافات بين المدن وهذا يستوجب مني حمل المزيد من الماء الغذاء وأيضاً تقلب الاجواء خصوصا أثناء هبوب العواصف الرملية أو هطول الامطار الشتوية وتكرر الاعطال والبنشر في الاطارات. وأضاف أن المميزات التي يجب أن يتمتع بها الرحالة تتمثل في الصبر وسعة الصدر وتقبل الجميع واستيعاب الاختلاف البشري في العادات والثقافات وفن التعامل مع الآخرين والقوة البدنية واللياقة العالية والذكاء وحسن التصرف في المواقع وتقييمها بشكل سريع وفعال. وعن أبرز المعالم التي رآها قال: زرت العديد من المعالم الأثرية والتاريخية كان ابرزها المواقع التاريخية الاسلامية في تبوك والمدينة المنورة والحجر "مدائن صالح " والآثار المنحوتات والتشكيلات الجيولوجية في الجبال والغراميل الموجودة هناك وايضا زرت جدة التاريخية ومصنع كسوة الكعبة وغيرها من المواقع. ومن الإنجازات التي حققها قال: اكبر انجاز افتخر به هو رحلة رؤية المملكة 2030 ولا زالت مشاهد المناطق التي عبرت بها مرتسمة في ذاكرتي الجمعية. وعن طموحاته المستقبلية قال: اطمح ان اجول العالم بالدراجة الهوائية وأكون فيها سفيرا للأعمال الخيرية والتطوعية وامثل المواطن السعودي المحب للخير والسلام العالمي المبني على تقبل الثقافات والحضارات والتعايش والانفتاح عليها بضوابط الشرع والمقننة بتوجيهات الجهات الرسمية وان اكون سفير المملكة لهذه الرياضة عالمياً.