برصيد كبير لإنجازات رئاسة المملكة العام الماضي لمجموعة العشرين الأكبر اقتصادا في العالم، نحو التحول الرقمي وتعزيز الابتكارات للاقتصاد المستدام ، تواصل دول المجموعة برئاسة إيطاليا اهتمامها بهذا المسار. وفي اجتماعات وزراء الاقتصاد الرقمي في إيطاليا ، إطلعت وفود دول المجموعة على الجهود التي تبذلها المملكة لتسريع عملية التحول الرقمي، وتحفيز ريادة الأعمال، ودعم منظومة البحث والتطوير والابتكار ، والفرص الاستثمارية الكبيرة التي تتيحها في هذه المجالات التي تشكل ركيزة أساسية لاقتصاد المستقبل في العالم. وفي هذا السياق قام وفد المملكة المشارك في وزاري العشرين بنشاطات ولقاءات مكثفة في هذا الاتجاه ، حيث عقد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة لقاءً مع الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والطاقة بجمهورية ألمانيا الاتحادية بيتر ألتماير، استعرضا خلاله الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق السعودية أمام الشركات الألمانية المتخصصة في مجالات التقنية والفضاء والابتكار ، كذلك مباحثات موسعة مع وزير الشؤون الداخلية والاتصالات الياباني تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين خاصةً في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، والتعاون في هذا المجال ، ومع وزيرة الاتصالات والمعلومات والمسؤولة عن مبادرة الأمة الذكية والأمن السيبرانى في سنغافورة جوزفين تيو، وجرى خلاله استعراض الفرص الاستثمارية الواعد التي تزخر بها المملكة في مجالات تقنية المعلومات والفضاء والابتكار آفاق واعدة لقد أكدت المملكة على أهمية ركائز الانطلاقة النوعية للتحول الرقمي بكل مايحمله ذلك من آفاق واعدة للاقتصاد العالمي ، ومنها التنظيمات في مجال الابتكار التي يجب أن تتمتع بالمرونة والسرعة الكافية، لتحفز على الإبداع وتواكب وتيرة التغير المتسارعة ، وأن سدّ الفجوة الرقمية عالمياً هو الطريق لتحقيق الشمولية وازدهار المجتمعات، وهو هدف طموح ومتجدد في النموذج السعودي الذي تواصله المملكة ، وباتت ، بحسب المهندس السواحة، تتصدر قائمة الدول الرائدة في هذا المجال بحصاد رؤية 2030 ، ونموذج ذلك يتجسد في مدينة نيوم التي تعد بمثابة أكبر منصة عالمية للمبتكرين والمبدعين، وهي مثال حي على المواءمة بين التنظيم والابتكار، لتحقيق الرفاهية للمجتمعات، والحفاظ على البيئة من خلال تطويع التقنية والابتكار. ومن الحقائق المهمة في خطوات المملكة وتجربتها الرقمية ، ما أشار إليه مساعد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور منير الدسوقي ، الذي أكد أن هذا المنجز التاريخي في التحول الرقمي لمجموعة العشرين لم يكن ليتحقق لولا جهود المملكة بخصوص هذا الملف إبان رئاستها للمجموعة العام الماضي، حيث أسهمت المملكة في بدء الحوار حول هذه النقلة في عمل الفريق وترقيتها لتكون مجموعة عمل دائمة ، مما يسهم في اغتنام الفرص كافة التي يوفرها الاقتصاد الرقمي بما يسهم في زيادة معدلات التنمية والنمو الاقتصادي لدول العالم. وعلى ضوء مسارات الاقتصاد والنمو المستدام ، توقع صندوق النقد الدولي المزيد من التقدم في ترتيبها بين أكبر اقتصادات العالم خلال العام الجاري 2021، متوقعا أيضا أن يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية نحو 3.02 تريليون ريال "805 مليارات دولار". ووفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، سيشكل الاقتصاد السعودي نحو 0.9 % من الناتج المحلي العالمي المتوقع بلوغه 93.86 تريليون دولار.