منذ انتشار وباء كورونا في دول العالم، تصدرت المملكة المشهد باهتمامها الكبير بدعم منظمة الصحة العالمية والدول الصديقة والشقيقة للتصدي للجائحة والقضاء عليها في أقرب وقت، ولم تبخل بكل ما تملك من أجل مساعدة الآخرين في الخروج من الأزمة الصحية، إذ كشف مركز الملك سلمان للإغاثة، عن عدد من القرارات اتخذها خادم الحرمين الشريفين لمساعدة عدد من الدول في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد، آخرها الجسر الجوي الذي وجه به الملك سلمان – حفظه الله – للجمهورية التونسية الشقيقة؛ للإسهام في مكافحة انتشار الوباء، استجابة لطلب الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال مكالمة جمعته بسمو ولي العهد. واشتملت المساعدات لتونس على تأمين مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، و190 جهاز تنفس اصطناعي، و319 جهازا مكثفا للأكسجين، 150 سريرا طبيا، و50 جهاز مراقبة العلامات الحيوية مع ترولي، كما تشتمل على 4 ملايين كمامة طبية، و500 ألف قفاز طبي، و 180 جهاز قياس للنبض، و25 مضخة أدوية وريدية، و9 أجهزة للصدمات الكهربائية، و15 منظارا للحنجرة بتقنية الفيديو، و5 أجهزة تخطيط القلب (ECG). ولم تكن المساعدات السعودية لتونس هي الأولى، بل سبقتها مساعدات أخرى لعدد من الدول من بينها ناميبيا تمثلت في 23 جهازًا للتنفس الصناعي سلمها مركز الملك سلمان للإغاثة لحكومة ناميبيا، كما سلم المركز ما يزيد عن 23 جهازا للتنفس الاصطناعي ومعدات ومستلزمات طبية لحكومة جمهورية جيبوتي، ودشن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن مساعدات المملكة للشعب الفلسطيني الشقيق لمواجهة فيروس كورونا بقيمة بلغت أكثر من 10 ملايين ريال سعودي، تتضمن 12 بندا من الأجهزة والمستلزمات الطبية تم التعاقد على توريدها من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من أوروبا والصين والبعض الآخر من المملكة، فيما سيرت السعودية 6 قوافل تحمل مستلزمات طبية وأجهزة وأدوية لمساعدة الأردن، فضلا عن مساعدات لألبانيا وإثيوبيا شملت أجهزة تنفس اصطناعي ومعدات ومستتلزمات طبية. وفي العام الماضي قدمت المملكة مساعدات بقيمة 713 مليون دولار، لدعم مختلف الدول في مواجهة جائحة كورونا، إضافة إلى تقديمها اللقاحات للدول ذات الاحتياج، وفقا لما أكده المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ما يؤكد دور المملكة الريادي في العمل الإنساني. إلى ذلك أعلنت المملكة في وقت سابق، على لسان الربيعة، استعدادها لأن تكون مركزا إقليميا لإنتاج لقاح لفيروس كورونا، وللإمداد والنقل والصناعات الصحية الأخرى، وذلك في ظل استمرار معاناة الكثير من دول الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا من التفشي العالي للفيروس، والتباين الواضح فيما يتعلق بإمدادات اللقاح ووصوله إلى عدد قليل من البلدان، مؤكدا أن التحدي الذي تشكله جائحة كورونا يحتم على الجميع العمل معًا لضمان وجود استجابة عالمية منسقة ومنظمة تمكننا من العمل على حماية أكبر عدد ممكن من الأرواح، لافتا إلى أن إيجاد تعاون أوثق بين المجتمعات الدولية في جميع جوانب الصحة والبرامج الإنسانية والإنمائية والخدمات اللوجستية أمر لا بد من تحقيقه.