أوضح المستشار في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس والمعهد العالمي للحوكمة والتنمية المستدامة الدكتور محيي الدين الشحيمي أن المملكة العربية السعودية قطعت شوطا كبيرا بجهد مميز وتصميم على النجاح وهو ما أثمر بتصدر وترؤس المملكة عربيا وتفوقها على مستوى العالم في مجال الأمن السيبراني حيث قفزت من المرتبة 46 في العام 2017 منذ انطلاقها في رؤية 2030 . وقال إن الأمن السيبراني يعد من أهم الأولويات الاستراتيجية لما له علاقة بالمتحولات الناشطة في ظل التحديات لقدرته الناجعة لتعزيز المكتسبات التنموية والاجتماعية والاقتصادية وذلك من خلال التركيز على استكشاف فرص معالجة المخاطر والتهديدات السيبرانية وتطوير صناعة هذا النوع من الأمن وتحصين بنيته الخاصة ، منوها أن رؤية 2030 تتمحور حول الإنسان وتنميته وتطوره ومساعدته للارتقاء والتقدم من خلال تسخير كل الموارد لخدمته ومنفعته للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصادي مزدهر ووطن طموح استثماري لمعظم قدراته واستخدامها بشكل صحيح إيجابي . وتابع: أهمية الموارد البشرية بالنسبة للمملكة لا تعلوها أهمية لبناء المملكة العصرية والقوية والفاعلة والمؤثرة إقليميا وعالميا ويحتل الأمن السيبراني المركز الأساسي والمهم في موضوع هذا البناء ولحماية مصالحها الحيوية وأمنها الوطني والوصول ضمنا إلى فضاء سعودي سيبراني موثوق يضمن الأمن السعودي الحقيقي بشكل موثوق وآمن . ويرى أن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني هي استراتيجية الاستعداد الوطني لتوفير تدابير متماسكة ولضمان الامن والوجود وحماية البنية التحتية الحيوية للمعلومات، وبناء ورعاية مجتمع إنترنت موثوق في ظل وجود تهديدات سيبرانية رئيسية في جميع أنحاء العالم , والتي تضر بالمصلحة الوطنية ومنها ( الجريمة الالكترونبة والارهاب الالكتروني , التجسس , الخ ). وتابع "المملكة أيقنت كل هذه المخاطر وصممت على مكافحتها ومن هنا كانت الريادة الحثيثة للمملكة بقيادتها الجدية وخطواتها المميزة والمتمركزة حول رؤية 2030 , والرؤية الوطنية الشاملة للامن السيبراني من خلال تحديد الأهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني وتمكين هذه الأولويات وتحفيزها في سياق الرخاء الوطني وزيادة الفرص الضامنة لمجتمع متميز وطموح لما لتأثير المخاطر السيبرانية على الامن القومي والاقتصادي والاجتماعي , حيث أدركت المملكة جيدا الضرر الكبير من التعرض الوطني للتهديدات السيبرانية والهجمات الالكترونية من خلال تقييم نقاط الضعف وتحصين نقاط القوة وتحويل مواطن الضعف الى قوة من خلال التضامن والنهضة بنموذج التأهب الوطني بسياسة وطنية للامن السيبراني" . مؤكدا أن الامر لم يكن ليحصل من دون تكريس خارطة طريق وطنية واضحة المعالم بوجود القيادة الحكيمة ، ومجلس وزراء فاعل وجهاز تنفيذي نشيط بالتوصل للأطر التشريعية والحوكمات التنظيمية المناسبة بالاستعمال الملائم للتكنولوجيات ولغة العصر مع التحول الجديد في الثقافات نحو الثقافات الرقمية بسلوكية الاعتماد على الذات وافضلية الامتثال والتنفيذ مع تعاون دولي مميز وشفاف.