خطف المدير الفني التونسي محمد الكوكي الأنظار إليه بعد صعوده بفريق الطائي لدوري المحترفين السعودي، وهو من سبق له الصعود بفريق ضمك قبل سنوات؛ ليكرر الإنجاز الشخصي له في فك شفرة دوري الدرجة الأولى. الكوكي أعاد الطائي بعد غياب 14 عاما عن الممتاز. تسلم القيادة الفنية، بعد الجولة الخامسة والطائي متذيل الترتيب دون أي انتصار، لتنتهي بصعود صائد الكبار. " البلاد" التقت بالكوكي فتحدث عن الكثير من التفاصيل حول الموسم الماضي، في البداية، مبروك الصعود لدوري المحترفين. – الحمد لله على الصعود، ولا نقول هذا صعود تاريخي؛ لأن الطائي فريق له تاريخ، ولا مقارنة بين صعودي مع ضمك قبل عدة مواسم، وهذا الصعود. فالطائي فريق له اسمه وتاريخه؛ لذلك كنت أحفز اللاعبين بأنهم يلعبون لناد عريق، ويمتلك قاعدة جماهيرية، وتاريخا كبيرا. حدثنا عن حضوركم في ظروف صعبة… وكان الطائي بالمركز الأخير؟ – صحيح، استلمنا الفريق في ظرف صعب؛ حيث كان متذيلا الترتيب، وتقارع فرقا تتقدم عليك بالترتيب والنقاط. لكن لا يوجد مستحيل في كرة القدم، وصعود الطائي هي العودة لمكانه الطبيعي. وهذا أمر، أعتبره عاديا؛ لذلك لعبنا على الجانب الذهني والنفسي للاعبين. لماذا قبلت تدريب فريق كان يعاني بشدة؟ -عندما اتصل رئيس النادي تركي الضبعان، لم نتطرق للأمور المادية. بل تباحثنا في الأمور الفنية؛ لذلك شاهدت ثلاث مباريات ومباراة مسجلة، وشعرت أن الخامة موجودة، وإمكانات اللاعبين جيدة؛ لذلك قلت للرئيس: أنا مدرب لي اسمي؛ لذلك إذا لديكم مشروع صعود وفيه إمكانيات، فيجب أن يكون هدفنا ليس الصعود فقط، فتم الاتفاق بيننا على هذا الأساس. هل كنت واثقا من عودة الفريق لدوري الأضواء؟ – عندما شاهدت فريقي الحزم، والفيحاء. علمت أن التنافس سيكون على المقعد الثالث؛ بسبب إمكاناتهما الكبيرة؛ لذلك كنت أشاهد الجبلين والعدالة، وأعرف أن الدوري متحرك، والطائي قادر على تخطي الفرق الأخرى؛ لذا راهنت على حدوث" دروبات" في مسار الفرق المنافسة، وكان من المهم ألا نتعثر. هل ساعدك أن رئيس النادي لاعب سابق؟ – نعم بكل تأكيد، وهذا كان مهم جدا، وأكثر الرؤساء الذين نجحت معهم، كانوا لاعبين سابقين، ولعبوا ويفهمون في الكرة. وهذا ساعدني كثيراً. تركي الضبعان إنسان يفهم كرة، فعندما يحضر للتمرين، يعرف ماذا يعمل المدرب، وعندما يشاهد مباراة من المنصة، يعرف ما فعلنا بالتمرين، وهل يطبق اللاعبون التكتيك المطلوب منهم أم لا، ولم يصنع لي قلقا، بل كان داعما غلى الدوام، وبالعكس تحمل المسئولية عني في مباراتي العدالة والخليج. حقيقة.. الضبعان رجل المرحلة ولديه كاريزما، وشخصية قوية، ويحمي المدرب. فالرئيس الكبير يصنع المدرب الكبير، وجدت منه حماية ودعما متواصلا. ماذا حدث في الميركاتو الشتوي للطائي؟ – حقيقة.. يخفى على الجمهور أننا كنا قريبين من التعاقد مع أسماء بارزة، وقبل انتهاء الفترة تعطلت الصفقات بطريقة نسميها بالتونسي " الصفقات طاحت في الماء " فلاعب مثل التونسي صابر خليفة اتفقنا معه وانتهينا، وكنا في انتظار أخذه مخالصة من النادي الإفريقي التونسي، وإلياس الجلاصي الأفضل في تونس، لاعب الاتحاد المنستيري، كنا مخلصين معاه، لكن رئيس النادي بعد تأهل فريقه لنصف نهائي كأس تونس، رفض التخلي عنه؛ بسبب الضغط الجماهيري. أيضا مهاجم الزمالك كابونغو كاسونغو، كنا قريبين منه، لكنه ذهب لتركيا في الدقائق الأخيرة؛ رغم عرض الطائي الأعلى. ولكن كل هذه الظروف تغلبنا عليها. هل منافستكم للجبلين تحديدا.. كونه المنافس التقليدي هي من صعّدت الطائي؟ – بغض النظر عن اسم المنافس لنا، أعلم أنه يوجد ديربي كبير بين الناديين في حائل، وكان الجبلين في مركز متقدم، ونحن أتينا والطائي في مركز لم يكن منافسا، ولكن أنا مدرب لي اسمي، وحضرت لمشروع وتدريب فريق كبير، وهناك فرق في دوري المحترفين ليس لديها ربع تاريخ الطائي. تردد كلمة مشروع كثيراً… لماذا لم ينجح مشروعك مع ضمك؟ – أنا لا أدرب في دوري للدرجة الأولى، وعند قدومي لضمك أتيت لمشروع رياضي؛ لتكرار تجربة فتحي الجبال مع الفتح، لذلك أنا قبلت. ولكن بعد الصعود طلبت منهم الوقت لبناء فريق، وبعد الفوز على الاتحاد والتعادل مع الشباب، أصبح طموح الإدارة عاليا جدا، ولا يتقبلون الهزيمة؛ لذلك شخصيا سأستفيد من تجربة ضمك؛ لكي أتلافى أخطاء الماضي. قيمة المدرب مع الفريق 30% فقط، ويجب التركيز على الأدوات مع الطائي، وأقصد التعاقدات الصيفية؛ لذلك يلزمنا إحضار لاعبين على مستوى دوري المحترفين، ومشكلتي مع ضمك أن 90% من اللاعبين لم أكن راضيا عنهم، فاللاعبون سلاح المدرب. لذلك اتفقت مع الإدارة على أنني من سيختار لاعبي الطائي المحترفين والمحليين القادمين. أنا أخطأت في ضمك وأعترف به، وأتحمل مسئوليتي؛ لذا بدأنا التخطيط للموسم الجديد، ولن يدخل لاعب للنادي إلا بعد اقتناعي به؛ لكي أتحمل المسئولية. فلن أكرر الخطأ الذي حدث في ضمك، وأنا عموما أعتز بتجربتي في ضمك، وأقدر الرئيس صالح أبونخاع وإدارته، ولهم مني كل تحية وتقدير، ومبروك لهم البقاء في دوري المحترفين. ما حجم التغيير الذي سيحدث لفارس الشمال الموسم القادم؟ – بدأنا اجتماعاتنا للإعداد للموسم القادم، وتحديد مكان معسكر الفريق الذي سيبدأ مطلع يوليو القادم، ومدته ستة أسابيع تقريبا، ومناقشة الاستقطابات التي يحتاجها الفريق، وتم رصد عدد من اللاعبين الذين ينوى النادي جلبهم، فهناك سبعة إلى ثمانية لاعبين جدد سنتعاقد معهم. بعضهم موجود بالدوري المحترفين، والآخرون من خارج المملكة، وسنركز على العمود الفقري للفريق، ونعلم أنه توجد أندية منافسة؛ لذلك لن أفصح عن الأسماء وسنحاول وضع ثقتنا في اللاعبين الأجانب، وإعطاء أهمية كبرى للاعب المحلي. نريد اللاعب الجوعان كورة، ولديه هدف يريد تحقيقه، وليس هدفه المال فقط. ماهدفكم في الموسم الجديد؟ – هدفنا البقاء، ويجب أن نكون واقعيين ومنطقيين، وإذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع. أعلم أن جمهورنا متحمس، ولكن رتم المباريات الكبرى هي مهرجان كروي، ولكن يجب أن تكون أرجلنا على الأرض، وأن نبني فريقا، والفوز على الفرق التي بنفس مستوانا أفضل من الفوز على الفرق الكبيرة، وهناك مباريات للجمهور ومباريات للاعبين، وأنا متأكد أن الطائي سيقدم مستويات كبيرة مع الهلال والنصر، وستشاهدون أداء مميزا للطائي، لكن يبقى الأهم وهي الفرق التي من نفس مستوانا، فيجب علينا الفوز عليها. ظهر صوتك في البث المباشر في الدقائق الأخيرة من مباراة الطائي والدرعية… وحدث لغط كبير.. لماذا؟ – أنا أحفز لاعبي فريقي، وأعطيهم تعليماتي، وأقول شوت على المرمى، وهذا يحدث دائما، ومن أهم الأسلحة عندما يكون فريقك غير موفق هي التسديد على المرمى، وهناك جماهير جبلاوية حضرت لمقري بسبب هذا المقطع، وعندنا مثل في تونس يقول "خانها ذراعها قالت مسحورة "… فلا تعليق . ماهي أصعب الظروف التي واجهتها؟ – في البداية غيرت خطة الفريق إلى 3-4-3 وتقبلها اللاعبون، ولكن بعد الفترة الشتوية غادر بعض اللاعبين فاضطررنا لتغيير طريقة اللعب مرة أخرى ل4-3-3، وقدم إلينا لاعبون آخرون فاحتجنا لوقت لخلق التجانس من جديد. خسرت أمام الخليج لكن الإدارة حصدت النقاط بالاحتجاج ؟ – الاحتجاج ساعدنا وأضرنا، وبالنسبة لي أضرني أكثر مما نفعني في وقتها، فأن أخسر مباراة أفضل من أنني أخسر لاعبا، وقلت للإدارة هذا الكلام. أنا كنت ضد الاحتجاج، لكن الآن بعد الصعود، أكيد أنني سعيد بالنقاط. بما تعد جمهور الطائي الموسم القادم؟ – البقاء مضمون إن شاء الله، وبكل تواضع أقولها: الطائي باقٍ، والفريق صعد ليبقى في المحترفين. المشكلة في الوقت فقط، ولا أريد من الجمهور الاستعجال، وعدم التسرع على النتائج في العشر جولات الأولى، وأنا لا أخشى أحدا في دوري المحترفين، بل أخشى من فريقي وليس من منافسينا. هل سيفرح جمهور الطائي أمام الأرعة الكبار؟ – الطائي صائد الكبار، وانا أعشق اللقاءات الكبيرة، وأكون فيها مرتاحا، ولكن النقاط التي سيعيش بها النادي هي الفوز على الأندية المنافسة لنا، والتوفيق بيد الله، وعند حضورهم لحائل سيكون هناك عرس كروي كبير في المنطقة، وانتعاش اقتصادي وجماهيري، وأعد الجماهير أننا سنقدم مباريات تليق بالفريق. خلال هذا الموسم لم يفز الطائي على الجبلين والحزم والعدالة..لماذا؟ – عذرًا.. الحزم كنا متقدمين عليه للدقيقة 96 ومن خطأ فردي تعادل. وأمام الجبلين كنا الأفضل فنياً، لكن الكرت الأحمر شتت اللاعبين ذهنيا، وعاتبت اللاعبين، ومع العدالة كنا الأفضل.. والأهم هو الصعود. من الأفضل في دوري المحترفين.. ومن اللاعب الذي تتمناه في فريقك؟ – الهلال في مستوى آخر، وكأنه فريق أوروبي ونحترمه كثيرًا؛ لأنه فريق احترافي بمعنى الكلمة. وياسر الشهراني لاعب من طراز عالمي ويستحق الاحتراف في القارة العجوز؛ لإمكاناته العالية والكبيرة ومستواه الثابت دائمًا. كلمة أخيرة؟ – صعود الطائي مستحق، وهذا الموقع الطبيعي للفريق، ويلزمنا المحافظة على هذا الإنجاز، ونطلب من الجمهور الصبر وعدم الضغط على اللاعبين؛ بغض النظر عن النتائج وتثبيت الفريق لا يتحقق في شهر أو شهرين، بل طوال الموسم، ونعدهم أن الطائي لن يغادر دوري المحترفين.