في تقرير جديد لها ، سلّطت "آرثر دي ليتل"، الضوء على واقع الاستثمارات الخضراء في السعودية خلال مرحلة ما بعد الجائحة العالمية، مشيرة إلى أن التقدم نحو تحقيق التغيير المطلوب في هذا الإطار كان يجري بوتيرة بطيئة قبل الأزمة الأخيرة التي يشهدها العالم. ورغم أن جائحة كوفيد – 19 ربما صرفت – إلى حدٍ ما – أنظار العالم عن مشكلة التغير المناخي، إلا أن 2020 كان عاماً بدأت فيه الطموحات السياسية نحو معالجة تغير المناخ تظهر بقوة أكبر. وتشرح "آرثر دي ليتل" في دراستها الأخيرة التي حملت عنوان: "المناورة الخضراء: الاستثمار لتحقيق مزايا استراتيجية للشركات في عالم ما بعد كوفيد – 19" العديد من الرؤى ووجهات النظر المتعلقة بهذه المسألة، كما تستكشف التغيرات التي أحدثتها الأزمة في بيئة الاستثمار الأخضر، لتؤكد أن الوقت قد حان للشركات لاتباع استراتيجيات جريئة نحو التحول الأخضر، والتي كانت تعتبر في السابق شديدة الخطورة. وقال عدنان مرحبا، شريك ومسؤول قطاع الطاقة في "آرثر دي ليتل" الشرق الأوسط والهند: "لقد دفعت التحولات الأخيرة الناجمة عن الوباء الحكومات والشركات والمستثمرين لإعادة ترتيب أولوياتهم، ونشهد حالياً ظهور توجهات ومحركات جديدة للنمو الأخضر. وتستكشف الحكومات استراتيجات الاستثمارات الخضراء مع تخطيطها للانتقال إلى عصر جديد من الاقتصادات الأكثر استدامة، وفي الوقت ذاته، يعمل المستثمرون على تطوير استراتيجياتهم من خلال أهداف الاستدامة. وتُعد كل من المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة مثالين إقليميين بارزين في هذا الإطار مع نجاحهما في العديد من مشاريع ومبادرات الاستثمارات الخضراء والتي تواصل تحقق نتائج إيجابية. ومن المتوقع أن توفر الإمارات 50% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2050 . وفي المملكة العربية السعودية، توصلت شركة "لوسيد موتورز" إلى اتفاقية مع شركة الاستحواذ لأغراض الخاصة، " "تشرشل كابيتال كورب 4″، لتصبح شركة مساهمة عامة في فبراير، وهي أكبر صفقة حتى الآن بين شركة استحواذ لأغراض خاصة وشركة ناشئة في مجال السيارات الكهربائية . وستبلغ قيمة أسهم الشركة بعد إتمام عملية الاندماج 11.75 مليار دولار ، بينما ستبلغ قيمة الاستثمار الخاص 15 دولاراً للسهم، مما يجعل قيمة الأسهم المبدئية 24 مليار دولار. واختتم مرحبا بالقول إن هناك شيء آخر من المتوقع أن يصبح أكثر وضوحاً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم، ويتمثل في تجدد شهية المستثمرين لتسريع وتيرة المبادرات الخضراء، ونحن على يقين من أن السنوات القادمة ستشهد توجهاً متزايداً نحو الاستثمارات الخضراء مع نتائج إيجابية لم يسبق لها مثيل.