تستحضر محافظة الطائف عبق شهر رمضان الفضيل عبر عادات وتقاليد تتمثل في تعليق اللوحات والعبارات الترحيبية بهذا الشهر الكريم في مداخل الأسواق والحارات العتيقة التي اعتادت أن تمارس هذه الطقوس الرمضانية، حيث يتم تزيين المنازل بالفوانيس والأتاريك الجميلة في طابعٍ يرتسم معه الفرح والابتهاج وسط ممارسة الأطفال الألعاب الشعبية في ليالي رمضان. وتحتفظ الطائف بعبق الماضي في المنطقة التاريخية "وسط البلد"، التي تضم " برحة مسجد الهادي " وباب الريع، وسويقة، وسوق الخميس، وحي السليمانية، وباب الحزم، وباب العباس، بدكاكينه العتيقة وأزقته وبرحاته المتعرجة التي يعرض فيها صنوف من الطعام والبضائع واللوازم المنزلية، ناهيك دكاكين بيع السمن والعسل، وأنواع الحبوب والملابس، والخضار والفاكهة واللحوم حيث يمزي هذه الأسواق كثافة المتسوقين وتنوع المعروض والمهن في شهر رمضان المبارك. واستحضر المؤرخ عيسى بن علوي القصير 83 عاماً الذكريات التي تفوح بعبق الماضي في شهر رمضان والتي تملأ فضاء المكان ومنها ترديد الأهازيج، وأصوات مدافع الإفطار، لافتاً النظر إلى أن المجتمع الطائفي قديماً اعتاد على تجهيز بعض المواقع بالألعاب وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، مشيراً إلى أنه قبيل نهاية شهر رمضان بخمسة أيام تنتشر بسطات الحلوى في وسط السوق المحلي وذلك استعداداً لفرحة ليلة العيد التي تشع فرحاً وسروراً وبهجة تفوح منها رائحة الورد والعود وتزهو الطرقات بالروائح العطرية الجميلة ابتهاجا بالعيد السعيد.