تواصل إثيوبيا التعنت في ملف سد النهضة مع محاولات للتلاعب مع السودان ومصر وإدارة مفاوضات مع كل طرف على حدة لضرب وحدة مواقف الدولتين التي تبلورت في الفترة الأخيرة في محاولة أديس أبابا لكسب الوقت وفرض الأمر الواقع، عبر تنفيذ الملء الثاني للسد دون توقيع اتفاق ملزم، ما دفع السودان للتشدد والتحذير من اندلاع حرب للمياه في تماهٍ مع مصر التي لوحت بأن الخيارات كلها مفتوحة. وأفادت مصادر سودانية أن أديس أبابا عرضت على الخرطوم، أمس السبت، إطلاعها على تفاصيل الملء الثاني لسد النهضة، المُزمع في يوليو وأغسطس المُقبلين خلال موسم الأمطار، بدون اتفاق قانوني ملزم. ونقلت المصادر عن دبلوماسيين سودانيين أن العرض الإثيوبي جاء على ما يبدو لرفع الضغط السوداني والإقليمي والدولي عن أديس أبابا، مؤكدة على ثبوت موقف الخرطوم القاضي بضرورة تبادل المعلومات ضمن اتفاق قانوني ملزم حصرًا، ومشددة على ضرورة الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن معلومات الملء والتشغيل بين إثيوبيا والسودان ومصر معًا، وليس مع دولة دون الأخرى. وفي وقت سابق السبت، أعلنت إثيوبيا أن عملية الملء الثاني لسد النهضة ستتم في موعدها، مشيرة إلى أنها ستتم في موسم الأمطار المقبل، معلنة استعدادها لتبادل المعلومات عن ملء السد مع مصر والسودان، دون اتفاق ملزم. وفي إشارة إلى نفاذ صبر الخرطوم تجاه تعنت أديس أبابا، حذر المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني الطاهر أبوهاجة، من اندلاع حرب مياه إذا لم يتدخل المجتمع الدولي لحل أزمة سد النهضة. وقال مستشار رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان إن الحكومة الإثيوبية تتحمل المسؤولية عن رفض كل الحلول المطروحة وعرقلة الوساطة الدولية من خلال إحباط المفاوضات التي استضافتها واشنطن العام الماضي، مشيرًا إلى أن تصريحات أديس أبابا تشير لسيرها الأحادي في قرار احتجاز مياه النيل الأزرق بملء بحيرة السد في توقيت تحدده بنفسها. وشدد على أن التصريحات الإثيوبية تكشف بوضوح النية المبيتة منذ بدء إنشاء السد بعدم الرغبة بل باستبعاد استراتيجية التعاون بشأن المياه وتبني خط الصراع غير المفيد. ووجه أبوهاجة تحذيرا إلى الحكومة الإثيوبية وطالبها بألا تضع الآخرين في خانة العدو منذ وقت مبكر، مضيفا أن حرب المياه بدأت وهي قادمة بصورة أفظع مما يمكن تخيله، إذا لم يضع العالم – بعد أن انتبه لذلك – حدا لاستهتار النظام الإثيوبي عبر مؤسساته العدلية ومنظماته الدولية. إلى ذلك، أعلنت أوغندا أنها وقعت مع مصر اتفاقية لتبادل المعلومات العسكرية، في ظل التوتر المتصاعد بين مصر وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة. ووفقاً لبيان صادر عن قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، أُبرمت الاتفاقية بين جهاز المخابرات المصرية ورئاسة المخابرات العسكرية التابعة لقوات الدفاع الأوغندية. ورأى خبراء أن الهدف من الاتفاقية هي توسيع العمق الإقليمي لمصر في دائرة ومحيط سد النهضة، تحسبًا لكل سيناريوهات التصعيد مع إثيوبيا.