قطعت واشنطن، بأنها لا تصب تركيزها فقط على الملف النووي، بل تشدد الرقابة على أفعال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تريد ردع العدوان الإيراني، أينما كان في المنطقة، بما في ذلك لبنان. وقالت السفيرة الأمريكية في بيروت، دوروثي شيا، أمس (الخميس): إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تصبّ تركيزها فقط على الملف النووي، بل إن "الدليل الاستراتيجي" المؤقت للأمن القومي الأمريكي الذي صدر مطلع شهر مارس الماضي، تطرق في الوقت عينه إلى الأنشطة الإيرانية الأخرى المزعزعة للاستقرار في المنطقة على حدّ سواء، وهذا أمر مهمّ جدًا"، مشددة على أهمية العمل مع الحلفاء والشركاء لاتباع المبادئ الدبلوماسية لمعالجة البرنامج النووي الإيراني. وأضافت: "المجتمع الدولي لن يتساهل مع الأفعال الإيرانية التي تتسبب بزعزعة الاستقرار في المنطقة". ونوهت شيا، إلى حاجة اللبنانيين لحكومة جديدة فاعلة تستطيع إنقاذ الاقتصاد، وبدء مسيرة تطبيق الإصلاحات، معربة عن أملها بأن تستكمل الطبقة السياسية مشاوراتها والتخلّي عن بعض المطالب للنجاح بتشكيل الحكومة. وبخصوص العقوبات الأمريكية التي طالت بعض المسؤولين اللبنانيين، أوضحت شيا أن العقوبات وسيلة معتمدة في السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي، تهدف إلى محاصرة المنظمات الإرهابية وداعميها ومموّليها. وحول قانون "ماغنيتسكي"، الذي يتناول ملفات الفساد الخطرة، والذي بموجبه وضع الوزير السابق جبران باسيل على لائحة العقوبات، ذكرت أن وزيري الخارجية والخزانة أشارا إلى علاقته ب"حزب الله". وقالت: "الهدف من تلك العقوبات، هو أن نُبرهن على أن هناك كلفة يجب دفعها عن سياسات وتصرفات معادية لمصالح الشعب اللبناني"، لافتةً إلى أن الكثير من اللبنانيين يُطالبون بمزيد من العقوبات في هذا الاتجاه. من جهته، شن البطريرك بشارة الراعي أعنف هجوم على حزب الله وسلاحه، وسطوه على قرار الحرب والسلم في لبنان، موجها أسئلة عدة إلى "حزب الله"، قائلاً: ""لماذا تقف ضد الحياد، هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟، يبدو أنكم تريدون إبقاء لبنان في حالة حرب. هل تطلُب موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن ؟، وهل تطلب رأي الحكومة حين تشهر الحرب والسلام مع إسرائيل ؟ علماً أنّ الدستور يقول: إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة". وأضاف الراعي في مخاطبته لحزب الله: "حزبكم لا يراعي مصلحة الشعب، الذي لن يوافق على شيء فيه دمار وخراب لبنان".