تعرف القوة على أنها مؤثر يؤثر في الأجسام فيحدث تغيراً في حالة الجسم أو اتجاهه أو موضعه او حركته، وقد وهبنا الله هذه القوة التي جعلتنا نعمل ونطور ونفكر وننتج ونبني المستقبل لنا ولأطفالنا. دعونا نفكر باتجاه معاكس ، ماذا لو استخدمنا هذه القوة باتجاه معاكس ماذا لو استخدمناها في التدمير وليس في البناء ماذا لو استخدمناها بسطحية ما الذي سينتج ! نملك قوة الكلمة ونملك قوة الفكر ونملك قوة التأثير وقوة التحمل وقوة الصبر وكل هذه القوى التي نحملها ستتسرب من إيدينا دون ملاحظتنا. كلنا يحمل على عاتقه مسؤولية عظيمة كآباء وأمهات ومربيين وكلنا يحمل رسالة واطفالنا هم مسؤوليتنا ورسالتنا في هذه الحياة وقد نجد اننا نلاحظ اختلافهم وعدم انتاجيتهم وعدم الاختلاط بالمجتمع وانعدام الثقة بذواتهم ونصاب بالإحباط عند مقارنتهم بأقرانهم المندفعين الواثقين. ان التربية رسالة ليست بالسهلة أبدأً ولكنها باللطف تصبح بسيطة وميسرة ، فلنتعامل مع طرقها على انها عادات وسلوكيات نغرسها في أطفالنا وبالتكرار يتعود الطفل على الانظمة ويؤدي المهام المطلوبة منه بكل رضى واقتناع. قد نلجأ الى القوة لينفذ الطفل ما نريده في تلك اللحظة دون ان ندرك ان الطفل يتأثر ويخفي تأثره فبمجرد استخدمنا القوة كالضرب او الشتم او المقارنة او التقليل من قدراته فإنه يتغير تماما ويصبح طفلا اخر صامتا ومهزوزا ويشعر بالنقص الذي غرسناه فيه ويلاحظ الطفل كل ما يدور حوله وقد نخطئ في تربيتهم او نقسو عليهم ولكن في حال اننا اخطأنا معهم علينا سرعة الاعتذار اليهم لنعلمهم الشجاعة التي تجعلهم يتصرفون بطريقة سليمة حتى في الاخفاق فلا يخجل بل يبادر ولا يتهرب بل يواجهه لان الاطفال يقلدوننا. ان القوة اذا وضعت في غير محلها فإنها مدمرة .. ونحن كآباء ومربين علينا ان نوظف قوتنا بشكل سحري و بتأثير مفعوله طويل المدى ، فلا نقارن اطفالنا بالآخرين لان الاطفال جميعهم اذكياء ولكنهم يختلفون في انواع الذكاء ولا نلقي على مسامعهم كلمات مدمرة تهزهم وتفقدهم الثقة فيمن حولهم واشباعهم بالحب. ان العنف بكل انواعه مدمر ويلجأ البعض للعنف مع أطفاله ظناً منه بأنه يصنع شخصياتهم، بل ان اساس تقويم شخصية الطفل هو اللطف ومنح الحب والثناء لتزداد انتاجيتهم وتقدمهم بكل ثبات.