نشرت صحيفة البلاد في السادس من مارس عام 1967 للميلاد خبرا عن تجهيز وزارة الصحة ل 22 مركزا صحيا لافتتاحها في أماكن متعددة من مشاعر الحج وذلك ضمن استعداداتها لموسم حج عام 1386 ه إضافة الى المستشفيات الثابتة والمتنقلة والمستوصفات و تجهيزها بالاجهزة الطبية والأطباء والممرضين. وظلت المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز تأخذ على عاتقها خدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار، وسخرت جميع الإمكانات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن وفق خطط مدروسة لتقديم خدمات صحية ووقائية متميزة وفق أعلى المعايير العالمية. وكانت الخدمات الصحية المقدمة للحجاج قبل تأسيس المملكة تعتمد على مستشفيين اثنين بإمكانيات محدودة في ذلك الوقت، حتى جاء الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وكانت له البصمة الأولى في تأسيس الخدمات الصحية المقدمة للحجاج في عام 1343ه، حيث أسهمت بشكل كبير في بناء المجلس الصحي وفتح العيادات الطبية ومراكز الإسعافات الأولية، وفق الاشتراطات الصحية حرصاً منه على صحة الحجاج والمعتمرين. الملك سلمان والنقلة الهائلة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تم الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للحجيج وذلك وفقا للرؤية السعودية 2030 والتي تعمل على إستراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة من خلال وضع برنامج متخصص أطلقت عليه (برنامج ضيوف الرحمن) للارتقاء بالخدمات المقدمة لهم والعناية بهم، حيث وضعت الخطة هدفا لزيادة الطاقة الاستيعابية من المعتمرين ليصل عددهم إلى 30 مليون معتمر بحلول 2030. فيما أكد خادم الحرمين الشريفين على أن أكبر خدمة تقدمها المملكة للحجاج والمعتمرين هي الأمن والاطمئنان. وفي كل عام تجند المملكة كافة إمكاناتها وطاقاتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن حيث اصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا في أغسطس عام 2019 م وبعيد انتهاء موسم حج عام 1440 ه والذي شهد تقديم خدمات الرعاية الصحية لأكثر من 2.5 مليون حاج وقبيل تفشي وباء كورونا كوفيد باشهر قليلة هنأت فيه المملكة بموسم حج ناجح لم يشهد الإبلاغ عن أي حدث من أحداث الصحة العامة أو تفشٍ للأمراض بين الحجاج. كما أشادت المنظمة بالاستعداد الجيد من قبل وزارة الصحة للوقاية من المخاطر المرتبطة بالتجمعات البشرية الحاشدة، والاستجابة لها مثل أمراض الحرارة والتسمم الغذائي، كما عبرت المنظمة عن بالغ شكرها وتقديرها للعاملين في وزارة الصحة وجميع القطاعات المشاركة في موسم الحج نظير تفانيهم في تقديم خدمات الرعاية الصحية لأكثر من 2.5 مليون حاج. شهد العام 2019 انتشار العديد من الامراض الوبائية مثل "الإيبولا"، وأمراض الكوليرا، والحصبة، وشلل الأطفال، وغيرها من الأمراض المعدية فاخذت المملكة تستشرف مدى خطورة تلكم الامراض المعدية فتعاونت مع منظمة الصحة العالمية على تطوير أداة لنظام الإنذار الصحي المبكر، بهدف تيسير أنشطة الكشف والاستجابة بإشارات تسبق الأحداث الصحية، كما عملت على مبدأ السلامة والوقاية فاتخذت العديد من التدابير الاحترازية ومنها مبادرة طريق مكة والتي شاركت وزارة الصحة مع عدد من الجهات الحكومية في تنفيذ الإجراءات الوقائية في بلد الحاج قبل قدومه إلى المملكة. وأحدثت هذه المبادرة نقلة نوعية في الالتزام بالاشتراطات الصحية، حيث بلغت التغطية بلقاحي الحمى الشوكية والإنفلونزا للحجاج القادمين عن طريق هذه المبادرة نسبة 100 % لأول مرة. الخدمات الصحية في مكة والمشاعر وشهد حج عام 2019 م 1440 ه تقديم الخدمات الصحية لأكثر من مليوني ونصف المليون حاج فقد جندت المملكة 30,908 ثلاثين الف وتسعمائة وثمانية أفراد (منهم 8685 امرأة) من منسوبي وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي ومنسوبي الهيئة العامة للغذاء والدواء، فضلًا عن القوى العاملة التي تقدِّم الخدمات الصحية من منسوبي القطاعات الأمنية والعسكرية لتقديم " خدمات الحجاج الصحية " والإسعافية كما بلغ إجمالي الفِرق الطبية والإسعافية في المشاعر المقدسة خلال فترة الحج أكثر من 1141 فريقًا طبيًّا وإسعافيًّا وميدانياً يقدمون خدماتهم لحجاج بيت الله الحرام. وكانت خدمات الحجاج الصحية والعلاجية والوقائية والإسعافية تقدم كخدمات صحية متخصصة مجَّانية وتشمل : عمليات القلب المفتوح، والقسطرة القلبية، والغسيل الكلوي بنوعيه البريتوني والدموي، والمناظير الهضمية، بالإضافة إلى عمليات الولادة وغيرها. وبلغ عدد المستشفيات والمراكز الصحية داخل مكة والمشاعر 16 مستشفى و 125 مركزًا مجهزًا بكافة الإمكانات الصحية والطبية والإسعافية، إضافة إلى 68 فِرقة ميدانية .كما خصصت هيئة الهلال الأحمر السعودي 132 مركزًا إسعافيًّا دائمًا ومؤقتًا، و370 سيارة إسعاف، و20 درَّاجة، و 2811 شخصًا للفرق الإسعافية والقوى العاملة في نطاقات مكةالمكرمة والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، لتقديم كافة الخدمات الإسعافية والطبية للحجاج على مدار اليوم .إلى جانب الإسعاف الجوي والدراجات النارية، والفِرق المتخصصة للاستجابة السريعة، والفِرق الميدانية الراجلة في المسجد الحرام، والساحات المحيطة به، وذلك بالاعتماد على الطاقات البشرية المتوفرة لديها، بالإضافة إلى كوكبة من المتطوعين والمتطوعات. موسم حج استثنائي مع تفشي وباء كورونا نهاية العام 2019 وانتشاره في أكثر من (180) دولة حول العالم، وحرصا من المملكة على سلامة كل من يفد اليها فقد قررت إقامة حج العام الماضي 1441ه بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة.