كشف الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باغانو ل" البلاد "، اتباع منهج جديد في التعامل مع أكثر من 24 ألف موظف وعامل في مشروع البحر الأحمر للحفاظ على الطبيعة البكر، مشيرا إلى أن اتباع مبدأ "صفر نفايات" خلال مرحلة البناء. وقال: "إن اعتنينا بالعاملين في مشروعنا، فسوف يعتنون بوجهتنا"، مشيرا إلى أنه رغم ضخامة المشروع إلا أنه تم الحرص على تقليل عدد العمال والآلات المستخدمة للحد الأدنى. وبين في حوار ل"البلاد" أنه تم فرض قوانين بيئية صارمة، للحفاظ على الطبيعة في المنطقة، ولن يكون هناك استثناء لأحد، لأننا نؤمن بأن البيئة الطبيعية هي أثمن أصولنا. وقال: "نستهدف في وجهتنا سنويا بعد التشغيل الكامل مليون سائح فقط، لضمان عدم حصول السياحة المفرطة"، مشددا على أنه نريد أن تكون وجهتنا مثالا يحتذى به في تطوير الوجهات السياحية المستدامة، لأننا لن نخاطر بموروث الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية. يلاحظ حرصكم على الحفاظ على طبيعة البحر الأحمر البكر في المنطقة، ولكن السؤال يدور إذا كان المشروع في بدايته يستقطب أكثر من 10 آلاف عامل ولاحقا أكثر من 14 ألف موظف، فما هي الضوابط لعدم انتهاك الحياة البحرية أولا والحفاظ على البيئة البكر في ظل التشوهات المعروفة عن مساكن العمال؟ نتبع مبدءاً بسيطاً للغاية: إن اعتنينا بالعاملين في مشروعنا، فسوف يعتنون بوجهتنا هم بدورهم. لهذا السبب منحنا مؤخراً عقدنا لشركتين لإدارة الخدمات المتعلقة بالإقامة والمرافق التابعة للقرية العُمالي. كما ترتقي أماكن الإقامة الموجودة في القرية السكنية العمالية إلى مستوى يتخطى المبادئ التوجيهية لمؤسسة التمويل الدولية. يؤثر نهجنا المستدام على التصميم، والبناء والتشغيل أيضاً. وقد فرضنا معايير وقوانين بيئية صارمة، متبعين بذلك أعمال الرواد في هذا المجال هيرمان دالي و وكيت رورثويوهان روكستروم. على سبيل المثال، سنطور 22جزيرة فقط من أصل أكثلر من 90 جزيرة وهذا يمثل تطوير أقل من 1% من مساحة المشروع الإجمالية والتي تبلغ 28.000 كم مربع. بالإضافة لذلك فإننا نستهدف في وجهتنا سنويا بعد التشغيل الكامل مليون سائح فقط، لضمان عدم حصول السياحة المفرطة. ونتبع هذا النهج أيضا في عمليات البناء، حيث قللنا عدد العمال والآلات المستخدمة للحد الأدنى. ففعلياً نحتاج لعدد عمال أقل من المتوقع لمشروع بهذا الحجم. وسيتم تقسيم سكن عمال البناء في المشروع بين القرية السكنية العمالية ومدينة الموظفين التي هي عبارة عن مجمع سكني دائم لموظفينا الذين سيشغلون الوجهة مستقبلاً. وتم بناء مدينة الموظفين عبر تجهيز الوحدات خارج موقع المشروع ومن ثم نقلها وتركيبها هناك. وسيتم تزويدها بالطاقة المتجددة بالكامل، كبقية مرافق المشروع على مدار الساعة دون أي اعتماد على شبكة الكهرباء الوطنية. وكذلك نتبع مبدأ "صفر نفايات" خلال مرحلة البناء عبر إعادة تدوير مخلفات المشروع الصلبة حيث تتولى كلا من «أفيردا انترناشونال»، والشركة السعودية للمساندة البحرية، عقدًا مشتركًا لإدارة المخلفات الصلبة في مشروع البحر الأحمر. الحفاظ على البيئة وهل تنطبق تلك الضوابط لاحقا على نزلاء المنتجعات بمعنى أن الاعتماد الأكبر سيكون على الحفاظ على البيئة باعتبارها ثروة قومية؟ لن يكون هناك أية استثناءات. نحن نخلق عالماً صغيراً تكون الاستدامة والتجديد هما الخياران المتاحان فيه. ونؤمن بأن البيئة الطبيعية هي أثمن أصولنا. لذلك هي المعيار الأساسي وراء كل قراراتنا وعمليات تطور مشروعنا. عادة ما يكون للسياحة أثر سلبي على بيئة الوجهات السياحية، مما أثر بالتالي على جودة الحياة بالنسبة لسكان تلك المناطق وكذلك الحفاظ على بيئاتها الطبيعية. وفي شركة البحر الأحمر للتطوير، نؤمن بأن الطبيعة هي أهم موارد عالمنا بالتالي يترتب علينا دور كبير لحمايتها. وأدى ذلك إلى تحقيق إيرادات مادية قصيرة الأجل على حساب الأصول الاستراتيجية المحلية، مما أدى إلى تدهور طبيعة تلك الوجهات. نريد أن تكون وجهتنا مثالا يحتذى به في تطوير الوجهات السياحية المستدامة. لأننا لن نخاطر بموروث الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية. تقنية حديثة إلى أي مدى تعتمدون على التقنية الحديثة في الحفاظ على البيئة من ممارسات غير لائقة، وهل من تقنية ستستخدم في عمليات الصرف الصحي لحماية الطبيعة في المنطقة؟ قمنا باتباع اجراءات فعالة لقياس التأثير المحتمل عن أعمال التطوير على بيئة المنطقة. كما أن تعاوننا المستمر مع شركائنا في المشروع لاتباع احدث تقنيات البناء الذكية مثل التصنيع خارج موقع المشروع، سيساهم في حماية بيئة المنطقة. ،وقبل أن نبدأ بأعمال البناء، عقدنا شراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) للقيام بتخطيط مساحي بحري لضمان عدم تأثيرها على الموائل البحرية، ولتحقيق الاستغلال الأمثل لموارد المشروع. حيث تم تقسيم المنطقة إلى نطاقات، ومنح كل نطاق قيمة حفظ بيئي خاصة به. وبناء على ذلك، قررنا تطوير 22 جزيرة فقط من أصل 90 جزيرة في أرخبيل المشروع مع تحديد 9 مناطق كماطق ذات قيمة بيئية عالية. جزيرة "شُريرة" إحدى الجزر التي كانت ملائمة لعمليات التطوير. ومع هذا لا نزال مصرين على ضمان حدوث أقل قدر ممكن – او عدمه إن أمكن – من التأثير على الموائل البحرية، بالتالي كان اختيارنا لتقنيات البناء البحرية الذكية مرتكزاً على هذا الأساس. وتم تقلقل العمل المسائي إلى الحد الأدنى، للحفاظ على البيئة الحساسة لكلا من الشعب المرجانية، وأعشاش الطيور، ومواطن السلاحف والكائنات الأخرى. والهدف هنا هو تقليل التلوث السمعي والضوئي فوق وتحت سطح الماء لتجنب حدوث أي إرباك للحياة البرية. كما أننا نقوم بالتحقق اليقظ من وجود السلاحف أو أي كائنات بحرية أخرى تجنباً للاصطدام بها أثناء عملنا بالقرب منها. اختيار التصميم اختياركم للتصميم الفائز لكورال بلوم، كيف كانت صعوبات عملية الفرز، وهل كانت اشتراطات التصميم كفيلة بالحد من عدد التصاميم المقدمة للمشروع، أم أن العدد الذي دخل المنافسة كان كبيرا؟ استندت رؤيتنا لتصاميم جزيرة "شُريرة" على 3 مبادئ رئيسية: تشييد وجهة سياحية فاخرة حول أحد آخر الكنوز الطبيعية غير المكتشفة بعد في العالم، ووضع معايير جديدة لتنمية المستدامة، ووضع المملكة العربية السعودية على خارطة السياحة العالمية. وكانت المنافسة بين 9 من أمهر المصممين العالميين وكان من ضمنهم الشركة الفائزة "فوستر وشركاه" الذين فسروا فكرتنا بشكل واضح وضعوا أفضل تصور لأهدافنا المنشودة. *ما المدة المتوقع أن ينتهي فيها العمل في انشاء الجزيرة الرئيسية لمشروع البحر الأحمر، وكم تصل تكلفتها تقريبا؟ **في عام 2023, وهو يمثل 80% من فنادق المرحلة الأولى. – تم تمويل المشروع للمرحلة الأولى من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يعتبر شركة البحر الأحمر للتطوير وكيلاً استراتيجياً هاماً للتنمية الاقتصادية في البلاد في السنوات العشر القادمة. *هل في مخطط المشروع لاحقا، استقطاب الرحلات البحرية الكبرى العابرة للبحر الأحمر، وفق اشتراطات بعينها أم أنه يتجنب هذا الإطار خوفا من الافرازات البيئية للسفن الكبرى العابرة للبحار، أم أن لديكم خططا في شراكات للسياحة البحرية القادمة من العالم، أم أن تركيز وصول الضيوف سيكون على رحلات جوية فقط؟ ** فقط مع ما يتناسب ومبادئنا العامة. مليون زائر سنويا، نحن نهدف إلى مشروع يشير إلى الشكل الذي يجب أن تبدو عليه السياحة المستقبلية – نموذج أعمال يقدّر ويحمي البيئة المحلية والسكان. سيكون مزيجا، نتشارك مع مستشاري Mott Macdonald الدوليين لتطوير خطة نقل فعالة تلبي احتياجات المنتجع باستخدام حلول النقل المستدامة. – هدفنا الرئيسي هو أن نكون محايدين للكربون ، وفي المستقبل ، سالبين للكربون. سنجد حلولًا ستتطور مع تقدمنا. سيكون نهجنا مرنًا ومتطورًا ومتكيفًا مع التقنيات الرائد طول الشواطئ *ما طول الشواطئ البحرية المتاحة للضيوف بمجرد افتتاح المشروع؟ هل سيكونون عبر موقع المشروع بأكمله؟ – ** تمتاز الوجهة بأكثر من 200 كم من الساحل ، مع الكثير من الشواطئ الرملية البيضاء الجميلة. في حين أن العديد منهم سيكون مفتوحًا لضيوفنا ، سيظل الآخرون غير مطورين من أجل حماية البيئات الطبيعية. كما ذكرت سابقًا ، نحن نعمل على تطوير 22 جزيرة فقط من بين أكثر من 90 جزيرة ، و 9 منها مخصصة كمناطق حماية خاصة ، حيث سيقتصر الوصول على المتخصصين في الحفظ فقط. – بالنسبة إلى Coral Boom على وجه التحديد ، نعتمد على الخصائص الطبيعية للجزيرة وهيكلها لتطوير شواطئ جديدة داخل مركزها. بهذه الطريقة ، نترك الحافة الخارجية كما هي. انبهار الزوار وقال الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باغانو: "نتوقع أن ينبهر الزوار عند وصولهم لأول مرة إلى مشروع البحر الأحمر، حيث سيكون بانتظارهم تجربة رفاهية غامرة إلى أبعد الحدود. وتبشّر تصاميم 'كورال بلوم‘، المستوحاة من النباتات والحيوانات الأصلية في المملكة، بجعل هذه الرؤية حقيقة ملموسة." وأضاف باغانو: "تعتبر جزيرة شُريرة البوابة الرئيسية لمشروع البحر الأحمر، لذا من المهم جداً أن ترسي معايير استثنائية للهندسة المبتكرة والتصميم المستدام؛ ليس في وجهتنا فحسب، بل على مستوى العالم أيضاً. ولا يقتصر تحقيق ذلك على حماية البيئة فقط، وإنما يتعداه إلى تبني نهج متجدد في عمليات التطوير". الشعب المرجانية وقال رئيس تسليم المشاريع لشركة البحر الأحمر للتطوير إيان ويليامسون:" كنا نبحث عن تصاميم متناسقة للجزيرة بكافة مكوناتها. وحيث أن الشعب المرجانية تتكون من عدة عناصر متداخلة مع بعضها البعض، وفي الوقت ذاته تجتمع معاً لتمثل كياناً واحداً ، جاءت جاءت تصاميم الفنادق مستوحاة من هذا المفهوم." وأضاف ويليامسون: "وجاء طابع التصاميم مستقى من الألوان المحلية ومن عمق البيئة المحيطة بالمشروع, بحيث تم تصميم كل منتجع بعناية فائقة ليكون وجهة فريدة بحد ذاته، وفي الوقت ذاته يأتي متناغماً مع الرؤية الأكبر المستدامة للجزيرة. ولتعطي الانطباع بأنها كانت موجودة هناك بين الكثبان الرملية منذ الأزل." حواف الجزيرة وقال مدير الاستديو في شركة "فوستر وشركاه" جيرارد إيفيندين:" خصصنا فريقاً من 200 مهندس للعمل على هذا المشروع منذ عامين. وفيما يتعلق بالتصميم نظرنا للجزيرة بشكل كامل بكل ما تحتويه من تفاصيل. وأدركنا أهمية حواف الجزيرة من حيث التنوع البيولوجي، بينما كان وسط الجزيرة قاحلاً نسبياً. قاد ذلك إلى تصميم بحيرة بشواطئ جديدة في وسط الجزيرة يمكن للزوار الاستمتاع بها، مما سمح لنا بعدم المساس بالشواطئ الأصلية وبكل الحياة الفطرية الثرية. سوف نستخدم مواد خفيفة الوزن ذات كتلة حرارية منخفضة, يتم تصنيعها خارج موقع المشروع. لضمان ترشيد استخدام الطاقة وتقلقل الأثير الناجم على البيئة. بالتالي يمكننا تحقيق أهدافنا التي التزمنا بها لحماية البيئة البكر للبحر الأحمر. وتعتمد التصاميم كذلك على استخدام الأخشاب والمواد المستدامة الأخرى، والتي تحمل التقاليد المحلية والبيئة المحيطة لتشييد مباني طبيعية ومنخفضة الكربون.