حقق شهرة كبيرة في الملاعب السعودية، فقد لعب لأربعة أندية؛ منها 3 من الأربعة الكبار، توج مع" الأهلي والاتحاد والهلال" بالعديد من البطولات المحلية والقارية، مهر تميزه بتسجيل أكثر من (200) هدف، حيث لم تسلم من لدغاته شباك أي حارس، ومع ذلك فإن لقب (المجنون) لا زال مرتبطًا به. الهداف البرازيلي"سيرجيو ريكاردو" كشف في حواره مع "البلاد"، عن ذكرياته الجميلة في لقاءات الأهلي والاتحاد، وعن سر الأهداف العشرة التي أحرزها في شباك الأهلي، وعن غيرة لاعبي الأهلي في أول مواسم احترافه في الدوري السعودي، وعن تفوق السومة بالديربي في السنوات الأخيرة.. وأبدى اعتزازه بتجربته الناجحة التي امتدت لأكثر من 13 عامًا في الملاعب السعودية، وعن الكثير من الأحداث خلال الحوار التالي، الذي جرى عبر الهاتف من البرازيل.. آخر تجربة لك مع الأندية السعودية.. كانت مع الرائد 2010 بعد ذلك اختفت أخبارك.. لماذا؟ – بعد نهاية عقدي مع الرائد، فضلت العودة للبرازيل، وخوض تجربة جديدة مع نادي بوتافوغو البرازيلي، أحد أشهر الأندية، وقد سبق لمهاجم الأهلي السابق فيكتور سيموس اللعب فيه عدة مواسم؛ حيث استمررت لمدة موسم واحد معه، قبل إعلان توقفي عن ممارسة الكرة بعد مسيرة حافلة وكبيرة، ثم اتجهت إلى مجال وكلاء اللاعبين. لنعد إلى الماضي قليلا.. هل صحيح أنك حرمت من خوض تجربة ثانية مع الاتحاد قبل توقيعك مع الرائد 2010؟ – بالفعل كان هناك عرض جاد من نادي الاتحاد، قدمه لي أحد المقربين من العضو الداعم تلك الفترة؛ حيث طالبني بالبقاء في جدة لعدة أيام، خصوصا بعد أن أكد لي رغبة المدرب الأرجنتيني (كالديرون) في ذلك الوقت الاستعانة بخدماتي خلال فترة التسجيل الثانية، بدلا عن أحد المحترفين ولكن ل(4) مباريات فقط؛ لحين وصول المهاجم الجزائري عبدالملك زياية، ولكن بعد أن تأخر وصول بطاقتي الدولية فشلت المفاوضات مع إدارة الاتحاد؛ لذلك حرمت من فرصة ثمينة بالعودة إلى النادي الذي أحببته كثيرا، وقضيت فيه أجمل الأوقات. حدثنا عن سبب وضعك وشم شعار نادي الاتحاد على ساقك..رغم أنك احترفت في العديد من الأندية؟ – الكثير من محبي الاتحاد لا يعلمون بهذا الوشم الخاص، والمفضل لي، الذي وضعته للتعبير عن حبي لهذا النادي العريق، الذي قدم الكثير لي خلال فترة احترافي في السعودية، وأيضا للرد على كل شخص قلل من احترام تاريخي مع الاتحاد، خاصة الأشخاص الجدد في الإدارات الاتحادية خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعلني ابتعد عن متابعة النادي. كيف تلخص تجربتك السابقة في الدوري السعودي مع فرق الأهلي والهلال والاتحاد والرائد؟ – تجربتي في السعودية هي الأجمل عبر مشواري الاحترافي، ففي البداية لعبت مع فريق الأهلي الذي جلبني لأول مرة إلى المملكة، وفتح لي الباب، وأشكر الأمير محمد العبدالله الفيصل (رحمه الله).. هذا الرجل المميز الذي فقدته الكرة السعودية، الذي قدم لنا الكثير كلاعبين فترة وجودي مع الأهلي، فقد لعبت مع الكثير من اللاعبين الرائعين في الأهلي، وتمكنا من الوصول إلى النهائيات، ولكن لم نكن محظوظين، وبعد ذلك كانت تجربتي الثانية مع نادي الهلال لموسم واحد، حققت خلاله (4) بطولات، وكنت أريد الاستمرار معهم لكن ظروفا معينة حالت دون ذلك، فانتقلت للاتحاد الذي مثلته 4 مواسم، حققت خلالها العديد من البطولات المحلية والقارية. حدثنا عن تسجيلك 10 أهداف في شباك الأهلي.. حيث كنت المحترف الأجنبي الوحيد الذي حقق هذا الرقم التهديفي لسنوات عديدة قبل مهاجم الأهلي الحالي عمر السومة؟ – صحيح، تمكنت من الاحتفاظ بهذا الرقم الصعب لسنوات عديدة؛ حيث لم يستطع أن يحطم هذا الرقم أي محترف في الفريقين، قبل حضور مهاجم الأهلي الحالي عمر السومة، وهناك العديد من الأهداف الجميلة التي أحرزتها في الديربي، ولكن يبقى هدفي في شباك الأهلي في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين موسم 2001، الذي انتهي لمصلحة الاتحاد 2/4 هو الأجمل؛ بحكم أنه كان بمثابة ردي على الأهلاويين؛ بسبب استغنائهم عن خدماتي رغم نجاحي في قيادة الفريق للعديد من النهائيات، وتبقى جميع أهدافي العشرة التي أحرزتها في شباك الأهلي الأثمن والأفضل. عمر السومة.. هل تراه قادرا، أن يكون الهداف التاريخي للديربي؟ – عمر، لاعب مميز، ويعجبني أداؤه، وأسلوبه في إنهاء الهجمات لصالح فريقه، ولكن لم أزل أنا الأول في تاريخ الأهلي، ومن بعدي عمر السومة، فأنا صنعت التاريخ مع الأهلي، ففي أول موسم لي استطعت التتويج ببطولة " كأس ولي العهد" التي كانت غائبة عن النادي لأكثر من 13 عاما- قالها ضاحكا- وبحكم استمرار السومة مع الأهلي، فالفرصة مواتية له؛ ليصبح أحد الأسماء التاريخية في لقاءات الديربي. ماهي الأسباب التي جعلتك لا تستمر مع الأهلي رغم تحقيق بطولة كأس ولي العهد 1998؟ – سؤال جميل، أنا حضرت للنادي الأهلي، وكان الفريق يبتعد عن تحقيق البطولات لأكثر من 13 عاما؛ وفي أول موسم لي أحرزت العديد من الأهداف التي ساهمت في إيصال الفريق للعديد من النهائيات، وتحقيق بطولة كأس ولي العهد في النهائي الذي جمعنا أمام نادي الرياض، وكنت أتفهم عقلية بعض اللاعبين المحليين في الفريق، الذين كانوا في نهاية مسيرتهم الكروية؛ بسبب تقدمهم في السن؛ حيث كانت الغيرة واضحة عليهم من نجاحاتي مع الفريق في الموسم الأول، فلم أجد الدعم المعنوي والنفسي منهم؛ لذا قررت الرحيل وبعد 3 مواسم، عدت وأظهرت لهم من هو" سيرجيو ريكاردو" مع الاتحاد. كنت حريصا على مراوغة الحراس عند تسجيل الأهداف.. لماذا؟ -أنا مهاجم ومهمتي إحراز الأهداف، ولكن عند مواجهة الأندية الكبيرة يطمح المهاجم لترك بصمة بأهداف مميزة ومهارية؛ حيث تكون ردة فعلها لدى الجماهير كبيرة وخاصة الجماهير السعودية الذواقة للمهارات الفنية في كرة القدم. هل صحيح أن العديد من المحترفين البرازيليين استشاروك قبل الاحتراف في الأندية السعودية؟ – نعم.. هناك العديد من اللاعبين البرازيليين أخذوا استشارتي قبل احترافهم في الدوري السعودي، وأغلبهم مثلوا الأهلي والاتحاد والهلال، وقد شجعتهم كثيرًا لخوض التجربة في الدوري السعودي، الأقوى على المستوى الخليجي والعربي، بحكم المنافسة القوية والحضور الجماهيري الرائع، والاهتمام الإعلامي الكبير. لكن أتمنى من رؤساء الأندية، والأجهزة الفنية عدم الاستعجال في الحكم على مستوى اللاعبين المحترفين الفني، خاصة إذا كانت التجربة الأولى لهم في المنطقة العربية؛ كونهم يحتاجون فترة؛ من أجل الانسجام والتعرف على العادات والتقاليد. هل وجود 7 محترفين أجانب في الدوري السعودي قرار صائب؟ – أعتقد أن تواجد 7 محترفين، أمر غير إيجابي، ولا يخدم اللاعبين، ولا الأندية متوسطة الترتيب، التي تعاني من قلة الدعم المادي مقارنة بالأندية الجماهيرية؛ لذلك فإن تواجد 5 محترفين أجانب مناسب لكل الأندية. غدا.. يلتقي الاتحاد والأهلي في ديربي جدة.. كيف ترى اللقاء ؟ – يجب أن تفخر الجماهير السعودية، خاصة جماهير مدينة جدة؛ لأن ديربي المدينة، يعتبر من أفضل الديربيات على المستوى العربي والآسيوي؛ نظرا للإثارة والتشويق، وأتمنى التوفيق للفريقين. هل صحيح أنك مع الاتحاد لم تخسر أمام الأهلي؟ – صحيح، وبالتأكيد جماهير الاتحاد يتذكرون ذلك جيدا، ولقد كان من دواعي سروري أن ألعب أمام هذا الفريق العريق، ولكن اختلف الوضع في السنوات الأخيرة، خاصة مع تفوق الأهلي، ولكن الاتحاد تحسن كثيرا هذا الموسم. حدثنا عن تكريم الجماهير الاتحادية لك خلال السنة الماضية؟ – ربما تريد أن تدمع عيناي بهذا السؤال؛ حيث إن فرحتي لا توصف خلال ذلك التكريم، فقد كان أشبه بالحلم، الذي لا تريد أن تستيقظ منه من جمال وروعة ذلك الحدث بالنسبة لي، وأنا أحدثك الآن، أسترجع شريط ذكرياتي مع الاتحاد. هل ستجلب أحد الأندية السعودية، أو اللاعبين السعوديين لمباراة اعتزالك، في حال فكرت بإقامتها؟ – أتشرف بكل تأكيد بدعوة لاعبين سعوديين لحفل اعتزالي، فقد عشت تجربة ثرية وحافلة مع الكرة السعودية، امتدت لأكثر من (13) عاما، وأعتز كثيرا بصداقاتي مع العديد من اللاعبين والمسؤولين السعوديين، ولكن إقامة حفل اعتزال لا تحدث لدينا في البرازيل؛ بحكم أن مسيرة اللاعب ونجاحاته، تعتبر حفل اعتزال له. رسالة أخيرة؟ – مهما تحدثت، لن أستطيع أن أصف مدى حبي للجماهير السعودية عامة، وجماهير الاتحاد خاصة؛ التي لا تغيب مواقفها الرائعة معي عن مخيلتي. الجماهير السعودية في قلبي دائما. فحبهم لي يعكس عادات وتقاليد الشعب السعودي الرائع، كما أشكرك أخي باسم على إتاحة الفرصة لي للالتقاء بالجماهير السعودية عبر صحيفة" البلاد" العريقة.