فقدت منطقة عسير رمزا متألقا من رموزها المهندس يحيى فريد شكري عسيري رحمه الله الذي وافاه الاجل صباح يوم الخميس الثامن من شهر جمادى الآخرة/ 1442 في محافظة جدة بعد معاناة مع المرض لم يمهله كثيرا، وكان بالنسبة لي وزملائه نعم الاخ ونعم الصديق تخرج من ثانوية ابها عام 1380 وابتعث للولايات المتحدة لدراسة هندسة التعدين وتخرج وعاد ليعمل في بترومين لفترة وانتقل لمدينة جدة. كان منذ بداية حياته يتميز بالذكاء وهوايته الاختراع في الاعمال الكهربائية الدقيقة والميكانيكا وقد صمم عددا من السيارات وزودها بوسائل التقنية واسماها (عسير2 و3 و4 و5) ولم ينسبها لنفسه مع انه لم يسبقه احد في زمانه. ولن يأتي احد بمثلها بعده. رحمه الله. وقد اهدى عدد منها للملك فهد وعدد من الامراء آنذاك رحمهم الله. كما قام بإبدال قطعة عطلت مولد الكهرباء الوحيد في في ابها في بداية التسعينات. كان قد اختزل جزءاً من مزرعته في قرية جوحان بالقرب من ابها لتكون ورشة عمل يزاول فيها مواهبه كما كان له موقع في ابها يزاول فيه اصلاح التلفونات الراديوهات والتلفزيون والاشياء الكهربائية الدقيقة. وفي جدة كان ينوي تصميم الاشارات المروري انذاك. قبل ان نراها اليوم وقد عمت مناطق المملكة. وقد صمم طائرة صغيرة ألفها على موتور سيارة (فلكس واجن) وكان يهم بالاقلاع بها وقد كتب عنه بعض الاخوة في حينه وللاسف انه لم ياخذ حقه، واشيد بما قدمه له صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل من تشجيع ورعاية وكانت مجموعة عطاء ووفاء بأبها قد عقدوا العزم على زيارته وتقديم درع الوفاء له في منزله بمحافظة جدة الا ان مرضه حال دون ذلك. ولاغرو ان يبدع ابا وحيد، فوالده شكري يوسف عسيري رحمه الله كان المهندس العملاق في ابها والمجتمع في وقته كان يصور ويحمض وكان فنانا تشكيليا وملما بأعمال الماكينات واعمال مولدات الكهرباء في الخمسينات الهجرية. ولأبي وحيد من الاعمام اثنان اللواء طاهر يوسف وجلال وهم من بني مالك عسير رحمهم الله وبارك في عقبهم، "انالله وانا اليه راجعون".