مها العواودة- مرعي عسيري – أحمد الأحمدي- حمود الزهراني – ياسر بن يوسف اتفق عدد من الاستشاريين والأطباء المختصين، على أن التساهل في الشأن الصحي ينذر بكارثة، والاستمرار في أي تحوطات يعود بالنفع على الفرد والجماعة. واعتبروا أن التعامل مع فيروس كورونا كوفيد 19، يجب أن يتم بناء على معايير صحية لا اجتهادات شخصية، حيث يميل البعض إلى التساهل والتفريط وينسى أن هناك جهات صحية دورها التدقيق والمراقبة ووضع الخطط الكفيلة لدرء المخاطر، وهي التي ترى الآن أن هناك تساهلا ملحوظا يجب الحذر منه. وينظر الأطباء لمن يتخلون عن ارتداء الكمامات أو المبادرة بالمصافحة وعدم التحوط، بالتساهل الخطير، والجهل الذي يقود إلى ما لا يحمد عقباه. وقال استشاري الحساسية والمناعة في عسير الدكتور أمجد الحداد، أن الفيروس مع الموجة الثانية أصبح أكثر انتشارًا، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه إذا قام المواطنون بتطبيق الإجراءات الاحترازية سيكون هناك قدرة على التحكم في انتشاره، لكن حتى الآن البعض لم يقوموا بذلك ما جعل حالات الإصابة في إزدياد مؤخرًا. وبين أن زيادة الانتشار في فصل الشتاء المعروف بانتشار الفيروسات التنفسية تأتي بسبب الحرص على عدم تهوية الأماكن سواء كانت منازل أو مكاتب مما يساعد في الانتشار السريع للفيروس، داعيا إلى الاهتمام بالتهوية. واعتبر استشاري العدوى والمناعة مستشفى مدينة الحجاج في جدة الدكتور إسماعيل محمد التركستاني، الوضع حاليا بأنه يدعو للقلق، في ظل التجمعات غير المبررة وعدم تطبيق الاحترازات الوقائية بالصورة المطلوبة. وقال يجب توقف هذا التهاون للحد من الخطورة وانتشار الوباء، وصحيح أن مناعة الفرد كان لها دور هام في ارتفاع مناعة المجتمع في الحد من انتشار الجائحة الكونية وانخفاض إعداد الإصابات اليومية، لكن الأصح أن يتضاعف الوعي بالتحوطات الصحية. وأشار إلى أن البشائر التي تحققت في الفترة الماضية وما صاحبها من انخفاض في الاصابات والحالات الحرجة والوفيات، وزيادة عدد المتعافين، مقارنة بالبلدان الأخرى، نتيجة جهود جبارة يجب الحفاظ عليها، مبينا أن هناك بارقة أمل في انحسار الاصابات والوفيات اذا ما تضافر الجميع في سبيل ذلك. ودعا للتخلص من عملية المصافحة والتجمعات في الأعراس والحفلات والمناسبات والتساهل في ارتداء الكمامات، مشيرا إلى أن المملكة في طريقها للانتصار بإذن الله على المرض، لكن يجب الاستمرار في تطبيق افضل الإجراءات الاحترازية محليا (استخدام الكمامات، التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية) الى جانب وعي المجتمع السعودي التام بتلك الاحترازات. واعتبر استشاري الأمراض المعدية ورئيس أقسام الباطنة بمستشفى الملك فهد بجدة أستاذ كلينيكي مساعد بجامعة الملك عبد العزيز كلية الطب برابغ الدكتور وائل علي باجهموم، الاجازة المدرسية كان لها دور في ارتفاع عدد حالات الاصابة بفيروس كورونا، في ظل التساهل في تطبيق الاجراءات الاحترازية والتهاون في ذلك من خلال كثرة التجمعات غير المبررة وعدم الالتزام بمكافحة العدوى. وأشار إلى أن الهدف الصحي في مكافحة الوباء يتطلب تطعيم نسبة من 70/ 80% من المجتمع وصولا لمرحلة المناعة الجماعية، مشيرا إلى الجهد الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والتي باتت مضربا للمثل بين الدول المتقدمة عطفا على تفادي الجائحة. وأشار د. نزار باهبري استشاري الأمراض الباطنية والأمراض المعدية في مستشفى الدكتور سليمان فقيه، إلى أنه يجب أن يتعاون الجميع من خلال ارتداء الكمامة وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي. واعتبر وعي المواطن والمقيم في كل القرارات والاحترازات هو الحصن المانع من انتشار الجائحة، مشيدا بما تحقق سابقا، وداعيا إلى المزيد من الالتزام حتى لا تضطر الدولة لاتخاذ المزيد من الاجراءات الاحترازية. وحذر الدكتور ايمن بن خالد جوهرجي استاذ علم الفيروسات الطبية المشارك بكلية الطب بجامعة ام القرى، من تهاون بعض الذين تلقوا اللقاح سواء الجرعة الأولى أو الجرعتين، وقال يعتقدون أنه يجب ألا يتم اخذ الاحتياطات اللازمة، وهذا أمر خاطئ، لأنه يجب الاستمرار في الحذر بكل تفاصيله مثل الآخرين ممن لم يتقلوا الجرعات، لأن الأمر يتعلق بانتشار مجتمعي وليس مقتصرا على حالات فردية بعينها.