تتجلى انسانية المملكة وتسطع نبراسا ونموذجا في العالم أجمع وذلك في ظل التحديات التّي تواجهها الدول، أصبح التعاون الدولي ضرورة ملحة وأصبحت المنظمات الدولية إحدى الأدوات الفاعلة المهمة في العلاقات الدولية المعاصرة؛ لما تضطلع به من مهمات سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية وثقافية لتحقيق التعاون الدولي وحفظ الأمن والسلم الدوليين. ويعد التأييد الحكومي أحد العوامل التي تسهم في نجاح المنظمات الدولية. من هذا المنطلق تؤمن المملكة بفاعليّة التعاون مع جميع دول العالم والانضمام للمنظمات الدولية والإقليمية وساهمت منذ نشأتها، من خلال القيادة الرشيدة، في تأسيس كثير من المنظمات الدولية، والحصول على عضوية بعضها ليس فقط بالمشاركة والالتزام، وإنما بالدعم المادي الضخم. كما كانت المملكة وما زالت عضوا فعالا ونشطا تجاه أعمال المنظمة تحرص دائما على دعمها وتتبنى المبادئ التي تضمّنها ميثاقها، كما تحرص على سداد التزاماتها المادية والطوعية، وعلى المشاركة في تمويل الصناديق والبرامج المنبثقة عنها وتعزيز عضويتها في المنظمات المتخصصة التابعة لها كمنظمة العمل الدولية، منظمة الأغذية والزراعة، منظمة «اليونسكو»، منظمة «اليونيسيف»، منظمة التجارة العالمية، منظمة «أوبك»، الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما عملت المملكة على دعم المنظمات الإنسانية، لتكون أكبر مانح للمساعدات وتتفوق على دول كبرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، ألمانيا واليابان. وتعد النموذج العالمي في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للفقراء واللاجئين ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية. وهي من أبرز الدول دعما لجهود وكالة الأممالمتحدة «الأونروا»، وبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائي، والصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ولعل أكبر دليل على ذلك جهود المملكة الجبارة هذه الأيام في مكافحة جائحة كورونا، التي أشادت بها المنظمة، حيث قدمت منحة عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار وتعهدت بدفع مبلغ 500 مليون دولار لدعم الجهود الدولية لمواجهة كورونا. كل هذا الدعم والعطاء نابع من شعور المملكة بالالتزام والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية ورؤيتها كعضو فاعل في المجتمع الدولي وكقلب نابض للعالم الإسلامي. وتقديراً لهذا الدعم تتمتّع المملكة بمكانة متميّزة بين دول العالم ولها ثقلها العربي والإسلامي والدولي والإنساني، وتشغل كراسي ومواقع حيوية في أكثر هذه المنظمات الدوليّة والإقليمية، تأتي مجموعة العشرين على رأسها، إلاّ أنّ هذه المكانة تبقى دون المأمول ويظل حجم تمثيل المملكة الدائم في هذه المنظمات والمكاتب الدوليّة لا يتناسب بالمرّة واقعيا وحتّى قانونيا مع مساهمات المملكة وجهودها والتزاماتها الأممية والدينية والتنمويّة، ويظل الطموح أكبر لزيادة تأثير المملكة داخل المنظمات الدولية. إنّ التقرب من المملكة فقط من أجل جمع التبرعات المالية لن يخدم بناء وتعزيز التعاون والثقة المتبادلة، بل ينبغي على المنظمات الدوليّة أن تمنح المملكة الموقع والاعتراف الذي يتماشى مع حجم جهودها وأهميّة دورها في القضايا الدوليّة. في هذا الإطار نأمل إنشاء مؤسسات دولية إنسانية وتنموية دائمة في المملكة بما يتناسب ودورها كواحدة من أكبر القوى الفاعلة في مجال المساعدات الإنسانية والتنموية، وينبغي أن تعامَل على هذا الأساس وأن يكون هناك تواجد للمنظمات العالمية بها، خاصّة أنّه يلاحظ تواجد المكاتب الإقليمية ومؤتمرات المنظمات الدولية في دول خليجية وعربية أصغر حجما. كما نأمل أيضا استثمار كل المعطيات والفرص الممكنة لزيادة تأثير المملكة داخل المنظمات الدولية التي لا يمكن أن تتحقق بالدعم المالي فحسب، فتعزيز وجود الموارد البشرية السعودية في مناصب قيادية في تلك المنظمات لا يقل أهميّة عن الدعم المالي، إذ يعزز حضور الدولة للاطلاع على حقيقة الدور الذي تضطلع به تلك المنظمات وعلى سياساتها وأهدافها وقراراتها. كما يضمن وجود الأصوات المدافعة عن السعودية في كل اللقاءات الدولية فتكون المملكة من خلال وجود أبنائها شريكا في صياغة القرارات الإستراتيجية والتاريخية الدولية، التي من شأنها التأثير في علاقة المملكة بالساحة العالمية وهو من الأهداف الإستراتيجية لتحقيق «رؤية 2030» المليئة بالتطلعات والطموح. وفي سياق متصل استشعرت المملكة العربية السعودية منذ وقت مبكر مسؤولية المشاركة والمساهمة في دعم قطاع التعليم في اليمن، ونجحت عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في توفير فرص التعليم والتعلم لعشرات الآلاف من الطلاب والطالبات في مختلف أنحاء الجمهورية اليمنية، وإيجاد فرص للعاملين في قطاع التعليم وبيئة تعليمية نموذجية عبر مشاريع نوعية متعددة، تشمل دعم المدارس والجامعات. وينفذ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشاريع إنشاء 22 مدرسة نموذجية متكاملة بمعامل علمية ومعامل للحاسب وملاعب للرياضات المختلفة، ويعمل على تجهيزها بالطاولات والمقاعد الدراسية والمستلزمات المدرسية كافة. ويحتفي البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن -هذه الأيام- بافتتاح 8 مدارس في محافظة المهرة اليمنية -شرقي اليمن-، التي بدأت في استقبال أبناء وبنات المحافظة، مماسيوفر فُرصاً تعليمية لنحو 10952 مستفيدًا ومستفيدة في محافظة واحدة فقط، إضافةً إلى بقية المحافظات اليمنية التي ستستفيد من دعم البرنامج. ويستكمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بناء مدرستين نموذجيتين في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، في مديريتي سرهن، وقلنسية، كما أنجز بناء ثمانية مدارس في محافظة المهرة: في نشطون، حوف، حصوين، المسيلة، حي الجامعة، سيحوت، قشن، حي الاتصالات، كما يواصل بناء مدرستين في محافظة حجة وهما: مجمع الملك فيصل بن عبد العزيز التعليمي، علي بن أبي طالب، ويعمل حالياً على إنشاء أربعة مدارس في العاصمة المؤقتة عدن، وهي: لطفي أمان، سالم قطن، الحرم الجامعي، بئر فضل، وبدأ مؤخراً في إنشاء مدرستين بمحافظة حضرموت في سيئون، المكلا، إضافة إلى إنشاء مدرسة كشار في محافظة تعز. وإنشاء مركز للموهوبين. وبجانب تشييد المدارس وفر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في محافظة المهرة 6000 طاولة مزدوجة، تستوعب كل طاولة 4 طلاب، وتشمل مشاريع "إعمار اليمن" إعادة تأهيل وتطوير مدرسة الحزم الحجري في محافظة الجوف، وإعادة تأهيل وتطوير مدرسة أم المؤمنين في محافظة الجوف، ومشروع إعادة تأهيل وتطوير مدرسة الروضة في الجوف، وتجهيز مدارس محافظة المهرة بأثاث مدرسي متنوع، وتصنيع وتوريد طاولات مدرسية مزدوجة لمحافظة سقطرى، إضافة إلى تطوير جامعة سبأ، وتوريد البيوت المحمية لأغراض الدراسة لصالح جامعة عدن. ويعمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على طباعة أكثر من نصف مليون كتاب مدرسي لأبناء وبنات اليمن، حيث وزع 210.189 كتاباً مدرسياً في محافظة أرخبيل سقطرى، ووزع 148.263 في محافظة المهرة، وكذلك 190.400 كتاب مدرسي لمحافظة المهرة. ووفر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن للطلبة اليمنيين مشروع النقل المدرسي الآمن عبر توفير حافلات النقل التعليمي لطلاب وطالبات المدارس والجامعات وذلك عبر تقديم 12 حافلة لمحافظة المهرة، و8 حافلات لمحافظة سقطرى، و4 حافلات لمحافظة مأرب، وحافلتان لجامعة عدن، الذي يهدف لخدمة الطلاب والطالبات في المحافظات اليمنية المختلفة وتسهيل تنقلهم من وإلى منازلهم. وشيّد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن المدارس النموذجية بمرافق احتوت على فصول دراسية ومكاتب إدارية وغرف للكوادر التعليمية، ومعامل الكيمياء، ومعامل الحاسب الآلي، وملاعب كرة السلة وكرة الطائرة، وتجهيزها بأحدث المواصفات التي تمنح الطلاب والطالبات بيئة تعليمية جيدة، وتدعم الأنشطة اللاصفية التي تفعل الابتكار والإبداع. وينظر "إعمار اليمن" إلى أن التعليم هو المفتاح الأساسي للتنمية، مولياً اهتمامه بهذا القطاع المهم عبر مشاريع تدعم فرص التعليم والتعلّم شملت بناء المدارس ومرافقها وتأمين المستلزمات المدرسية ومشاريع النقل الآمن في مختلف المحافظات اليمنية، حيث يعد البرنامج مساهماً في إيجاد بيئة تعليمية رائدة. ويعمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في سبعة قطاعات رئيسة هي: (الصحة، والطاقة، والنقل، والمياه، والتعليم، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية). ويبني البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قدرات المؤسسات الحكومية من خلال مكاتبه في اليمن، وبالتعاون مع القطاع الخاص اليمني، ويتبنى البرنامج أفضل الممارسات التنمية والإعمار والريادة الفكرية بمجال التنمية المستدامة في اليمن، تعزيزاً للعلاقة التاريخية والثقافية والاقتصادية التي تربط بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية. مركز الملك سلمان يواصل مساعدة المرضى باليمن والسودان يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تقديم خدماته الطبية وبرامج الإصحاح البيئي في العديد من الدول، ففي اليمن تسلم مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت 18.000 فيال أنسولين مخلوط، و300 فيال أنسولين صاف، و 3.600 فيال من الأنسولين المعكر، والخاصة بمرضى السكر كمنحة علاجية مقدمة من المركز لتوزيعها على المرافق المستهدفة وبحسب الخطة المعدة مسبقا بحيث تغطي النقص الموجود والاحتياج لمدة تقارب ستة أشهر. وواصل المركز خلال الأسبوع الماضي، تنفيذ مشروع الإمداد المائي والإصحاح البيئي بمديريات ميدي وعبس وحيران وحرض في محافظة حجة، فيما واصل مركز الطوارئ لمكافحة الأمراض الوبائية في المحافظة تقديم خدماته العلاجية للمستفيدين بدعم من المركز. وفي الرياض وقع المركز أمس، مذكرة تعاون مشترك مع الاتحاد العربي للتطوع لتعزيز التعاون بينهما في عدة مجالات.ووقّع المذكرة مساعد المشرف العام على المركز للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي، فيما وقّعها عن الطرف الآخر رئيس الاتحاد العربي للتطوع حسن محمد بوهزاع، وذلك في مقر المركز بالرياض. وفي السودان وزع المركز أمس الأول 42 طنا و 800 كيلو غرام في محلية الحاج يوسف بولاية الخرطوم، استفاد منها 2.400 فرد فيما واصل الفريق الطبي التطوعي للمركز أمس الأول، تنفيذ حملته الطبية تطوعية لمكافحة العمى والأمراض المسببة له في الكلاكلة حيث قام فريق المركز حتى اليوم الرابع من الحملة بإجراء 143 عملية جراحية، والكشف على 725 حالة، وصرف 475 نظارة طبية، 1,605 قطرات للأعين وأدوية متنوعة. يذكر أن المركز اختتم الأسبوع الماضي حملته في الخرطوم وأم درمان بأكثر من 700 عملية جراحية متنوعة تكللت جميعها، ولله الحمد، بالنجاح.