بعد عام حافل بالقرارات والمبادرات غير المسبوقة ، بدأت المملكة إجراءات تسليم رئاسة مجموعة العشرين إلى إيطاليا للعام الجديد 2021 ، وفي هذا الإطار عقد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، اجتماعاً عبر تقنية الاتصال المرئي مع وزير العمل والسياسات الاجتماعية في إيطاليا نونزيا كتالفو، لمناقشة تسليم أجندة أعمال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين لجمهورية إيطاليا، بحضور وكيل الوزارة لشؤون العمل رئيس مجموعة عمل التوظيف الدكتور أحمد الزهراني. وأعرب المهندس الراجحي خلال الاجتماع عن استعداد المملكة الكامل في تقديم الدعم المطلوب لجمهورية إيطاليا، لضمان انتقال سلس يضمن نجاح رئاسة إيطاليا لمجموعة العشرين لعام 2021م. بدورها، قدّمت الوزير كتالفو شكرها للوزير الراجحي على تعاونه في هذا الصدد، مشيدة بجهود المملكة خلال رئاستها للمجموعة في ظل ظروف انتشار جائحة فيروس كوفيد-19. واتفق الطرفان على ضرورة مواصلة مجموعة العشرين عملها لحماية العاملين من آثار الجائحة، والتعاون لاعتماد استراتيجية مشتركة لتوفير وظائف جديدة، والمساواة في الأجور بين النساء والرجال، وتعزيز الحماية الاجتماعية للجميع، ووضع الإنسان في قلب أنماط العمل الجديدة. الجدير بالذكر أنه تم عقد اجتماع رسمي لمجموعة عمل التوظيف بمجموعة العشرين الشهر الماضي برئاسة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بحضور الدول الأعضاء والمنظمات الدولية، لتسليم إيطاليا رئاسة المجموعة لعام 2021م، ومن المنتظر مواصلة المملكة تقديم دعمها لإيطاليا باعتبارها عضوًا في اللجنة الثلاثية (ترويكا) للعام الجديد. * عام المبادرات التاريخية ومنذ توليها قيادة مجموعة العشرين الكبار وعلى مدار عام كامل ، بذلت المملكة العربية السعودية مسؤولية كبرى في مواجهة تداعيات الأزمة الأصعب التي شهدها العالم جراء جائحة كورونا ، وذلك عبر قمتين تاريخيتين برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، الأولى استثنائية في مارس الماضي بدعوة منه – حفظه الله – لوضع خارطة طريق لدول المجموعة في مواجهة الجائحة على مختلف الأصعدة وإطلاق مبادرات تريليونية لانقاذ البشرية والاقتصاد العالمي ، ثم قمة نوفمبر 2020 التي رسمت المعالم لمستقبل أفضل للعالم في مواجهة التحديات وحماية الأرواح واستعادة النمو العالمي. فقد ساهمت رئاسة السعودية لأعمال مجموعة العشرين للعام 2020 في إطلاق المبادرات والمسارات الحيوية في مجالات الصحة والطاقة والتعليم والتجارة والتقنية والتنمية والابتكار ودعم دور الشباب ، وكان لهذه المبادرات أثرها الإيجابي على المستوى الدولي على أرض الواقع، كما عززت المملكة التعاون الجماعي وحشد الجهود لتمكين الإنسان حول العالم من خلال توليد الفرص الاقتصادية، وتعزيز استدامة الكوكب، والابتكار لمصلحة الشعوب كافة ، وهو ما شكّل فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية. وركزت المملكة خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين على الهدف العام للقمة الحالية "اغتنام فُرَص القرن الحادي والعشرين للجميع"، والمتضمن 3 محاور رئيسة ذات بعد عالمي، هي تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكِّن جميع الأفراد، وبخاصة النساء والشباب، من العيش والعمل والازدهار، بالإضافة إلى الحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود التعاونية فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي، والمناخ، والطاقة والبيئة، وثالث المحاور الرئيسة وآخرها تشكيل آفاق جديدة بالاعتماد على إستراتيجيات جريئة وطويلة المدى لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي، لينبثق من ذلك عدد من المبادرات في مجالات متنوعة. وبفضل تركيز المملكة على الاستقرار المالي، والتوازن في النمو الاقتصادي، من خلال رئاستها لقمة مجموعة العشرين ، استطاعت بنجاح في تحويل فضاء الحوار بين قادة أكبر اقتصاديات في العالم ، إلى عمل مؤسسي يؤثر على أرض الواقع لصالح مستقبل الاقتصاد العالمي، ليصبح هذا التميز والبصمة القوية للرئاسة السعودية توجها قويا وعميقا لاجتماعات عمل مجموعة العشرين.