وقعت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني أمس اتفاقية شراكة استراتيجية مع وكالة الأممالمتحدة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الاتحاد الدولي للاتصالات لإطلاق البرنامج العالمي لحماية الأطفال وتمكينهم في الفضاء السيبراني، وذلك في مقر الوكالة بمدينة جنيف في سويسرا. وقام بتوقيع الاتفاقية من جانب الهيئة الوطنية للأمن السيبراني محافظ الهيئة الدكتور خالد بن عبدالله السبتي فيما مثل الاتحاد الدولي للاتصالات مديرة مكتب تنمية الاتصالات دورين بوقدن مارتن، وذلك بحضور المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة في جنيف السفير الدكتور عبدالعزيز بن محمد الواصل، ونائب محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني للتعاون الدولي المهندس ماجد بن محمد المزيد، ووفد من الهيئة والاتحاد الدولي للاتصالات. ويأتي إطلاق البرنامج العالمي لحماية الأطفال وتمكينهم في الفضاء السيبراني ضمن إطار المساهمة في تحقيق أهداف المبادرة التي تبناها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله –؛ المعنية بحماية الأطفال في العالم السيبراني والتي أُعلن عنها في المنتدى الدولي للأمن السيبراني الذي تم تنظيمه بمدينة الرياض خلال شهر فبراير 2020م، وتعمل المبادرة على تطوير أفضل الممارسات والسياسات، والبرامج لحماية الأطفال في العالم السيبراني؛ لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة التي تستهدف الأطفال أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت وتعريضهم لجرائم سيبرانية. وتقوم هذه الاتفاقية على ثلاث ركائز تُعنى بدعم الدول في بناء السياسات والتشريعات ذات الصلة بتمكين الأطفال في الفضاء السيبراني، وبناء وصقل القدرات اللازمة لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، وتعزيز النقاشات ذات الصلة بحماية الأطفال في الفضاء السيبراني بشكل منهجي. وسوف تثمر الاتفاقية عن عدد من المخرجات من أبرزها توفير إرشادات لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني شارك في تطويرها أكثر من 50 جهة عالمية بأكثر من 20 لغة وذلك بتقديم ما لا يقل عن 50 برنامجًا تدريبيًا عالميًا بجميع لغات الأممالمتحدة الرسمية؛ وهي العربية، الصينية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الإسبانية. كما سيتم تنفيذ أكثر من 500 جلسة مشاورات مفتوحة لمتابعة تنفيذ البرنامج، وتدريب المدربين في أرجاء العالم على كيفية تنفيذ الإرشادات المتعلقة بهذا الشأن، وتطوير تطبيقات للهواتف المحمولة، وألعاب تعليمية مسلية؛ تسهم في حماية الأطفال في الفضاء السيبراني، بينما سيعمل البرنامج على دعم الدول في تقييم وتطوير السياسات ذات الصلة، وتقديم الدعم لتحسينها بالإضافة إلى إطلاق برامج لرفع الوعي، وإثراء النقاشات ذات الصلة بحماية الأطفال في الدول النامية، وتأسيس فرق عمل؛ لمساعدة الدول في إقامة برامجها المعنية بحماية الأطفال. ومن جهته أشاد الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات هولين جاو بدور المملكة في مساندة الأنشطة الدولية الرامية لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، معربًا عن تقديره لجهود المملكة في هذا المجال ممثلة بمبادرة سمو ولي العهد لحماية الأطفال في العالم السيبراني. مبادرتا سمو ولي العهد وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع قد وجه في فبراير الماضي بتبني مبادرتين كريمتين من سموه لخدمة الأمن السيبراني العالمي، والمبادرة الأولى هي مبادرة حماية الأطفال في العالم السيبراني وذلك بإطلاق مشاريع لقيادة الجهود المتصلة بحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، أما المبادرة الثانية فهي تمكين المرأة في الأمن السيبراني، بهدف دعمها للمشاركة الفاعلة في هذا المجال وتعزيز التطوير المهني للمرأة، وزيادة رأس المال البشري للأمن السيبراني. وتتمحور المبادرة الأولى حول تطوير أفضل الممارسات والسياسات والبرامج لحماية الأطفال في العالم السيبراني، حيث تأتي هذه المبادرة لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة التي تستهدف الأطفال أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت وتعريضهم لجرائم سيبرانية متنوعة بعيداً عن أعين أسرهم، بما في ذلك استغلالهم وجعلهم ضحايا للانقياد وارتكاب الجرائم بحقهم، والتأثير الفكري على توجهاتهم ودفعهم لتبني أيديولوجيات متطرفة وإرهابية تشكل خطراً على الدول والمجتمعات. كما تشمل تلك الجرائم بحق الأطفال، التنمر السيبراني، وسرقة البيانات الشخصية، والاحتيال. وسيكون أحد أبرز أهداف المبادرة هو وضع البرامج وتكوين الشراكات الدولية لتعزيز تحقيق الأهداف المبتغاة على المستوى الدولي والعمل على تبني أفضل الممكنات من قبل المعلمين، والأسر، وصناع القرار لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني الدولي. أما المبادرة الثانية فتتمثّل بتمكين المرأة في الأمن السيبراني والتي تدعو لتكثيف الجهود لتشجيع المرأة ودعمها في مجال الأمن السيبراني وتمكينها من الحصول على التعليم والتأهيل المطلوب لتمكينها من المشاركة الفاعلة في بناء قطاع الأمن السيبراني ولتتبوأ المناصب القيادية فيه، وسيكون لبرامج تعزيز دور المرأة وتمكينها في الأمن السيبراني أهمية كبيرة وإضافة نوعية لجودة وتنوع المهارات في الأمن السيبراني علاوةً على الإسهام في تقليص نقص المهارات والمواهب في الأمن السيبراني على المستوى الدولي. المملكة والعمل الجماعي ويأتي إطلاق البرنامج العالمي لحماية وتمكين الأطفال في الفضاء السيبراني تحقيقاً لأهداف مبادرة سمو ولي العهد في سياق اهتمام المملكة بالأجيال الناشئة حول العالم لما قد يتعرضون له من مخاطر وتهديدات سيبرانية. وتولي المملكة أهمية بالغة للعمل الجماعي والشراكات مع الجهات الدولية المعنية في العديد من المجالات على المستويين الإقليمي والدولي ومن أمثلة ذلك إطلاق هذا البرنامج بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات لمواجهة مخاطر الفضاء السيبراني على الأطفال وتبني إرشادات ساهم في تطويرها أكثر من 50 جهة عالمية بأكثر من 20 لغة لتقديم ما لا يقل عن 50 برنامجاً تدريبياً لكافة أطفال العالم. كما يؤكد إطلاق البرنامج العالمي التفاعل الكبير والمكانة الدولية التي تحظى بها المملكة وفاعلية شراكاتها مع وكالات الأمم المتحصصة والتقدير التي تحظى به من هذه المنظمات الدولية.