تمضي عملية السلام في الشرق الأوسط إلى تطور إيجابي، فبعد اتفاق الإمارات وإسرائيل على توقيع اتفاق سلام بينهما، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس (الجمعة)، موافقة البحرين وإسرائيل على توقيع اتفاقية سلام، مبيناً أنه اتفق مع ملك البحرين حمد بن عيسى ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عقد معاهدة سلام بين البلدين. وأصدرت البحرين بياناً رسمياً أمس، قالت فيه إن الملك حمد بن عيسى تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي، بمشاركة نتنياهو، أكد خلاله ملك البحرين ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، كخيار استراتيجي، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مشيداً باالدور المحوري الذي تضطلع به الإدارة الأمريكية وجهودها الدؤوبة لدفع عملية السلام وإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز السلم الدولي. ووجّه ترمب الدعوة لمملكة البحرين للمشاركة في مراسم التوقيع على اتفاقية السلام التي ستقام في البيت الأبيض بين الإمارات وإسرائيل في 15 سبتمبر الجاري، فيما قال مستشار ترمب جاريد كوشنر: إن اتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل سيشمل تبادل فتح السفارات، بينما أعلن البيت الأبيض أن الأطراف اتفقت على مواصلة جهدها للتوصل لسلام شامل وعادل في المنطقة. واعتبر البيان المشترك بين أمريكاوالبحرين وإسرائيل، أن الخطوة مهمة تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث أن الحوار والعلاقات المباشرة بين المجتمعين الفاعلين، والاقتصادين المتقدمين من شأنه أن يبني على التحول الإيجابي الحالي في الشرق الأوسط، وأن يدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة، في وقت يظل موقف البحرين تجاه القضية الفلسطينية ثابتاً دون تعارض مع إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إذ أن بإمكانها تطويع ذلك واستثماره للدفع في عملية السلام كشريك موثوق فيه من قبل الطرفين. وتبذل البحرين جهوداً مقدرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث استضافت في 2019 مؤتمر البحرين للسلام الاقتصادي الذي كان يهدف إلى إفساح المجال أمام التنمية الاقتصادية لطرفي الصراع وجعلها ممهداً وممكناً لإعادة إحياء عملية التفاوض السياسي لحل أطول صراع في تاريخ المنطقة، ما يؤكد أن هدف المنامة من السلام مع إسرائيل هو تحقيق الحل السياسي بين الدولتين، باعتبارهما مؤثرتين في المنطقة والاتفاق بينهما على سلام دائم يوقف الصراع ويعزز الاستقرار، ويقطع الطريق على أطماع إيران في المنطقة بشكل عام. ويعتبر المراقبون، أن من شأن اتفاق السلام البحريني الإسرائيلي الدفع بعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، في ظل وجود الإمارات كشريك آخر موثوق للطرفين دون أجندة ضيقة كما تفعل دولاً أخرى لها علاقات مع إسرائيل ولا يهمها الجانب الفلسطيني، بينما البحرينوالإمارات تقفان على مسافة واحدة من الدولتين لتحقيق السلام الدائم بينهما.