شاركت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في الدورة العاشرة للمؤتمر العالمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو ) التي تعقد في تونس في الفترة من 10 - 12 -7 - 1430ه . ومثل الرابطة في اجتماعات الدورة الأمين المساعد للرابطة لشؤون المساجد والدعوة الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد، ، حيث ألقى كلمة الأمين العام للرابطة معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، التي أوضح فيها أن الرابطة تشترك مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في العديد من الأهداف والبرامج والأعمال الإسلامية والثقافية ، سعياً إلى جعل الإسلام وحضارته ومبادئه وآدابه وثقافته منهجاً معاصراً لمجالات الحياة في المجتمعات الإسلامية ، ومنهاجاً لعلاقات الأمة المسلمة مع الأمم في هذا العالم ، الذي يعيش فيه أناس مختلفون في أديانهم وحضاراتهم وثقافاتهم ، حيث يدعو الإسلام إلى التواصل معهم، وتحقيق التعارف والتعاون بينهم . وأكد الدكتور التركي في كلمته أن التعاون المشترك بين رابطة العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو ) انطلق من التوجيه القرآني في التعريف بالإسلام والدعوة إليه والدفاع عنه في أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الحوار هو الوسيلة الأولى في مهمات التعريف بدين الله ونقل مبادئه العظيمة إلى الأمم والشعوب المختلفة . وبين أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - منحت الحوار قوة واهتماماً جذب أنظار العالم إلى الإسلام ، كما أبرزت له تأصيلاً إسلامياً حافظ فيه على الثوابت ، وربطه بما تحتاج إليه الحياة المعاصرة . قال تألّق الحوار في مفهومه الإسلامي النقي وضوابطه الشرعية في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار ، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في العام الماضي بمكة المكرمة ، وذلك بتوجيه ورعاية من خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - والذي شارك فيه علماء الأمة ومسؤولو المنظمات والمراكز الإسلامية ومؤسسات الدعوة والفقهاء والمفتون الذين يمثلون المجامع الفقهية ودور الفتوى في بلدان العالم الإسلامي ، ومجتمعات الأقليات المسلمة. وأضاف التركي لقد تبعت هذا المؤتمر ملتقيات ومنتديات ومؤتمرات عالمية للحوار ، كان من أبرزها وأكثرها أهمية، المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته الرابطة في العام الماضي في العاصمة الأسبانية مدريد ، بتوجيه ورعاية خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - لتكون الحصيلة بعد ذلك متميزة وكبيرة ، حيث أكدها خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - في الاجتماع الخاص ، الذي عقدته هيئة الأممالمتحدة في نيويورك. وأوضح الدكتور التركي أن التأصيل الإسلامي للحوار وانطلاقه في العالم بقيادة إسلامية ، وعلى النهج الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين حقق تغييراً واضحاً في الموقف العالمي من الإسلام. وقال فعلى المستوى الرسمي الذي يمثل مواقف الغرب من الإسلام والمسلمين، جاء خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، الذي وجهه إلى العالم الإسلامي ، وتعلمون أيها الإخوة أن خطاب الرئيس الأمريكي أحدث منطلقاً إيجابياً في الموقف الغربي من الإسلام وثقافته وحضارته، ولاسيما وأن عدداً من قادة الدول الغربية رحبوا بما عرضه الرئيس الأمريكي من تصورات لإيجاد علاقة جديدة مع العالم الإسلامي. وأضاف أنه على المستوى الثقافي والإعلامي انحسرت موجة الحملات المحمومة ، التي ظلت سنوات عديدة تشن الافتراءات والتهم الباطلة ضد الإسلام والمسلمين، والأمل أن تنتهي هذه الحملات التي يقف وراءها ويغذيها دعاة الصراع بين الحضارات والثقافات ، والذين رفض المخلصون في هذا العالم نهجهم ودعوتهم. وأوضح الدكتور التركي أن رابطة العالم الإسلامي عازمة على مواصلة جهودها في الحوار الذي يعدّ نافذة واسعة للتعريف بالإسلام والدعوة إليه والدفاع عنه، وهي تعد لعقد مؤتمر عالمي في جنيف في الشهر الهجري العاشر من هذا العام بعنوان : ( مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية ). وقال إن الرابطة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة تعملان من خلال صيغ العمل الإسلامي المشترك ، الذي يحقق للأمة انطلاقة عالمية نحو التعاون الأممي في المشترك الإنساني، كما يعينها على مواجهة التحديات وتحقيق الأمل بتغيّر حالها من التفرق والتشرذم إلى الوحدة والعزة. وأبرز معاليه أهمية العمل الإسلامي المشترك ، وقال : لقد أنشأت رابطة العالم الإسلامي الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين ، والهيئة العليا للتنسيق بين المنظمات الإسلامية، لتحقيق التعاون والتكامل والتنسيق في العمل الإسلامي ، وهذا يحتاج إلى دعم ومساندة من الدول الإسلامية ، وتعاونٍ من حكوماتها وفق ما تضمنته صيغ العمل الإسلامي المشترك في منظمة المؤتمر الإسلامي، مما يحقق جهداًً إسلامياً عالمياً، وسيلته الحوار، وهدفه التفاهم والتعاون والتعايش ، ونشر الأمن والسلام في ربوع العالم. من جهته أخرى شارك الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد خلال تمثيله الرابطة في اجتماعات الدورة في احتفالات مدينة القيروان ، التي تم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية ، وألقى كلمة أبرز فيها أهمية هذا الاختيار الذي يؤكد أهمية التراث الإسلامي ومناهج علماء المسلمين الثقافية والفكرية في حياة المسلمين.