ترك ظهور الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، لأول مرة بملابس السجن، أثناء مثوله الثلاثاء، أمام محكمة خاصة بتهمة الانقلاب على الحكومة المنتخبة عام 1989، ارتياحاً كبيراً في الشارع العام، ووسط أسر الشهداء الذين سبق لهم انتقاد ظهور الرئيس المخلوع في كامل هندامه، مرتدياً الزي الوطني، بالرغم من أنه مدان في قضية تبديد مال عام، ويواجه تهماً في قضايا أخرى تصل عقوبتها للإعدام. ووصل الرئيس المعزول، ورموز نظامه من قادة تنظيم الإخوان المسلمين، على متن حافلة صغيرة خاصة بسجن كوبر، بينما ظهر البشير مرتدياً ملابس السجن البيضاء، خلافاً للزي القومي الذي كان يظهر به في جلسات محاكمته الماضية، وعند مثوله أمام نيابة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، في عدد من القضايا التي لا تزال ملفاتها مفتوحة، وكذلك عند التحقيق معه أمام النيابة العامة في مقتل 28 ضابطاً من القوات المسلحة عام 1990، الأمر الذي أثار وقتها غضب أسر شهداء 28 رمضان. وقال عدد من أسر الشهداء الذين استطلعتهم "البلاد"، أن ظهور الرئيس المعزول بملابس السجن، جعلهم يحسون بارتياح شديد، فالحاكم الذي يطغى ويتجبر، يجب أن يلقى المعاملة التي يستحقها ليعرف حجم جُرمِه، كما أن ينبغي أن يظهر بزي السجن، حتى يصبح عظة لغيره.