أكدت الخارجية الأمريكية، أمس (الأحد)، إنه يجب إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، مشددة على أهمية سحب جميع الجهات الخارجية لمعداتها العسكرية، مشيرة إلى أن المحادثات السياسية والأمنية التي تقودها الأممالمتحدة ومباحثات برلين هي الأطر المتفق عليها دوليا لمتابعة حل الأزمة الليبية، معربة عن تقديرها لجهود القاهرة في إعلان مبادرة لوقف النار في ليبيا برعاية الأممالمتحدة، داعية جميع الأطراف الليبية إلى الانخراط بجدية في محادثات 5+5. شارت واشنطن إلى أن الوجود العسكري الروسي في الجفرة وسرت لا يساعد على حل أزمة ليبيا، منوهة إلى أن إنعاش قطاع الطاقة أمر حاسم للاستقرار الليبي، داعية جميع الليبيين إلى رفع الإغلاق فورا عن منشآت النفط، في وقت تحاول تركيا عقد صفقة مع روسيا لتقاسم النفوذ في ليبيا استنساخا لتفاهمات البلدان في سوريا، لمواجهة الضغوط المتصاعدة عليها لكف يدها عن إشعال الصراع في ليبيا عبر إرسال السلاح والمرتزقة إلى هناك. وتتقاطر الدعوات الدولية لاستئناف الحوار في ليبيا والتمسك بالحل السياسي بعيدا عن القتال، بينما تستمر تركيا بدعم ميليشيات الوفاق وتزكية الخلافات بين الأطراف الليبية، لا سيما بعد إعلان أردوغان سعيه للسيطرة على سرت والجفرة، حيث آبار النفط التي حذرت واشنطن من أي استهدافات قد تؤدي لتوقف الإنتاج. وفي السياق ذاته، أكد وزير خارجية اليونان، نيكوس دندياس، أمس، أن التدخل العسكري التركي في ليبيا ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، وينتهك كذلك "أي مفهوم للشرعية" الذي يجب أن تحميه أوروبا، عبر عملية "ايريني" التي تقودها في البحر المتوسط لمنع تدفق السلاح إلى ليبيا. وأضاف دندياس أن تركيا تقوم بالابتزاز للحصول على تنازلات، وهذا الأمر لا يمكن قبوله"، مؤكدا أن اليونان ستبقى مستعدة للدفاع عن حقوقها السيادية بنفسها، لكنها ليست وحيدة. في غضون ذلك، تتواصل الانتقادات في الداخل التركي لمغامرات أردوغان في الخارج وتدخله في ليبيا، وقال النائب في البرلمان التركي حزب الشعوب الديمقراطي فاروق جَرْجَرْلي أوغلو، إن "أردوغان ورطنا في مستنقع ليبيا ونهايته اقتربت". ولفت إلى أن هناك جرائم وسقطات وانتهاكات بالجملة ارتكبها نظام أردوغان على الصعيدين الداخلي والخارجي، مضيفا أنه جوع أبناء شعبه من خلال إغداق الأموال على أطماعه في ليبيا، وتوريط تركيا في مستنقع بلد بعيد، وهناك أسباب حقيقية وراء أطماع أردوغان في ليبيا، مشددا على أن نيران هذا البلد ستحرق نظامه والاقتصاد التركي.