أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني في خطبة الجمعة أمس أن من كان همه الآخرة جمع الله شمله, وجعل غناه في قلبه, وأتته الدنيا وهي راغمة, ومن كان همه الدنيا, فرق الله أمره, وجعل فقره بين عينيه, ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له, وإن هذه الدار دار التواء لا دار استواء , ومنزل ترح لا منزل فرح , فمن عرفها لم يفرح لرخاء , ولم يحزن لشقاء, ألا وإن الله تعالى خلق الدنيا بلوى , والآخرة دار عقبى, فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا, وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا. وفي المدينةالمنورة, بين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير في خطبته أمس أن العاقل الواعي يدرك المسؤولية ويتبصّر عواقب الأمور قبل ظهورها, ويقيس الشيء بنظيره, ويأخذ العبرة من غيره, ويحذر الشرّ قبل أن يصيبه. وحذر فضيلته من اللامبالاة واللاوعي وتجاهل الفرد لمسؤولياته قائلاً : قلة الوعي آفة على ساق الجهل والخفة والطيش, وقلة الاكتراث وعدم المبالاة, وإن من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه لا لمن يبصره. وزاد : يأخذنا الألم حين نرى ونسمع التعليمات الوقائية, والنشرات التوعوية والأدلة الإرشادية, والخطط الاحترازية التي تصدر من الجهات الأمنية والصحية بخصوص جائحة كورونا, فيصغي إليها بمسمع أصمّ, ويقابلها بالاستهتار وعدم المبالاة, ويصرّ على المخالفة والمعاندة, ويجني على نفسه وعلى والديه وأولاده وأهله, ويجرّ البلوى والعدوى إلى قعر بيته ويفتح لها أبوابه, ويرفع عنها حجابه, ويثبّط الناس عن التحرّز, ويشيع بين الناس أن كورونا كذب وخداع, ويتعامى عن آلاف الموتى والمصابين الذين ذاقوا مرارته وشدّته, ,يصادر كل الجهود التي تبذلها الدول لاحتوائه, والسيطرة على انتشاره. وحذّر فضيلته من الطيش وعدم تقدير المخاطر, ودعا المثبطين إلى مراجعة العقول, وتأمل الأفكار التي يروجونها, والأفكار التي يطلقونها, والإيحاءات التي يشيعونها, داعياً إياهم إلى تقوى الله فيما يقولون, وأن يدعوا ما لا يحسنون, وأن لا يخوضوا فيما لا يعلمون ولا يحاربون العلم بالجهل, واليقين بالظنون, والحقائق بالسقطّ والترهات, والأباطيل التي لا تستند إلى دليل ولا برهان, وأن يحكموا أمرهم, ويأخذوا حذرهم. وقال الشيخ صلاح البدير "إن جائحة كورونا أظهرت الحاجة إلى بناء الوعي في الأنجال والأجيال, والنساء والرجال, لما ظهر من دجاجلة وأفاكين يستثمرون الجوائح في تحقيق المآرب الخبيثة, والمطامع الحقيرة, مبيناً أن الخليّ الدعيّ الذي لا علم له بالطبّ ولا أهلية تمكّنه من البحث العلمي الدقيق, ولا أجهزة تخوّله إجراء التجارب يدّعي اكتشاف علاج كورونا, والمتطبّب المتطفّل المخادع يقدّم الوصفات الشعبية لعلاج فيروس أعجز مراكز البحث العلمي في العالم, والجشع البشع وفاقد القيم والشيم يحتكر البضائع والكمامات والمطهّرات والمعقمات حتى يتلاعب بالأسعار, والمزوّر الغاشّ المحتال يتجاسر على الفتوى والاجتهاد في النوازل والمشكلات المتعلقة بكورونا, ويوجّه الناس كيف يصلّون ويزكّون ويتعبّدون وهو لا يملك الأهلية للاجتهاد والفتوى". من جهة أخرى أدى جموع المصلين ثاني صلاة جمعة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة ،عدا مدينتي مكةالمكرمةوجدة، وسط أجواء إيمانية وروحانية وسكينة وبخدمات متكاملة قدمتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من خلال فروعها بالمناطق، وفق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار وباء كورونا تنفيذاً لتوجيهات ولاة الأمر – وفقهم الله – .