فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”، الرعب الذي يجتاح العالم منذ نحو ستة أشهر تقريبا، والذي خلف وراءه قتلى يقدر عددهم بنحو 338 ألف على الأقل، وأكثر من5 مليون مصاب، حتى يومنا هذا. ويتسارع العلماء في مختلف الدول من أجل التوصل إلى لقاح أو علاج فعال لعلاج كورونا، الأمر بدأ باستخدام عقار الكلوركين الذي لم يثبت فعاليته على الشفاء، وأيضا علاج الريمديسفير ، ومؤخرا التوجهات باستخدام البلازما من دم المتعافين من الاصابة بكورونا، وحقنها للمرضى حتى تماثلهم للشفاء. كانت جمهورية مصر العربية إحدى الدول التي أعلنت عبر وزارة الصحة، في إبريل الماضي، عن بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ببلازما المتعافين من الفيروس، في إطار التجارب المصرية لعلاج حالات فيروس كورنا الحرجة. وقالت هالة زايد وزيرة الصحة المصرية، في بيان رسمي، إن مصر “لديها الخبرة الكافية” في نقل البلازما، مشيرة إلى أن مصر “تسعى جاهدة بشتى السبل من خلال البحث العلمي، لإيجاد طرق علاجية للمصابين بفيروس كورونا المستجد”. وتستند مصر في هذه الخطوة إلى إعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، حول إمكانية استخدام البلازما الخاصة بالمتعافين من فيروس كورونا في علاج الحالات الحرجة، لاحتوائها على الأجسام المضادة للفيروس، مما يزيد احتمال تحسن تلك الحالات، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد. وكشف المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية الدكتور خالد مجاهد ، بحسب البيان، استخلاص بلازما من 6 مرضى متعافين من الإصابة بالمرض، حيث تم إجراء التحاليل الخاصة بأمان البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى قياس مستوى الأجسام المضادة بالبلازما، مشيرًا إلى أن ذلك الإجراء أثبت صلاحية استخدام البلازما الخاصة ب3 متعافين من بين المرض السابقين. وأضاف مجاهد أنه تم البدء في حقن أول مريض مصاب بالفيروس بالبلازما المستخلصة من المرضى المتعافين، وأنه سيتم خلال الأيام القادمة استكمال الحقن بالبلازما لمرضى آخرين طبقا لاشتراطات البروتوكول البحثي في هذا الشأن. مصر ما بين العلاج ب”البلازما” وعقار “ريمديسيفير” وفي وقت سابق أكدت وزيرة الصحة المصرية، أنه تم حجز كمية من عقار “ريمديسيفير ” لعلاج كورونا منذ 7 أسابيع بالتعاون من منظمة الصحة التي ستتولى دفع نفقات أول دفعة للعقار الذي تستقبله مصر. وأشارت الوزيرة إلى أن مصر ضمن 100 دولة أجرت أبحاثا على علاج مرضى كورونا باستخدام بلازما المتعافين من المرض، مؤكدة على أنه تم البدء في علاج المصابين بالبلازما، وهناك حالتان استجابتا للعلاج بشكل جيد جدا، وسيتم استدعاء الكثير من المتعافين بالبلازما. توجيهات الرئاسة: وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجه منذ العام الماضي بتنفيذ مشروع قومي لتجميع وتصنيع مشتقات بلازما الدم في مصر ، وفقاً لأعلى المواصفات القياسية العالمية، وبما يساهم في امتلاك القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الدولة، ووضع آلية فعّالة لاستدامة تزويده بمستلزمات الإنتاج اللازمة على مدار العام، وتم الاتفاق على قيام وزارة الصحة بتنظيم زيارات ميدانية لمراكز تجميع وتصنيع بلازما الدم في الدول ذات الخبرة في هذا المجال. وزيرة الصحة : لدينا 6 مراكز لتجميع البلازما حيث قالت وزيرة الصحة المصرية انه خلال العامين الماضيين كان هناك حزمة اجراءات من برنامج المشروعات التي اطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في يوليو 2018منها مستشفيات العزل وهي المستشفيات النموذجية وايضا توجيهه بانشاء مصانع لتصنيع مشتقات البلازما ولدينا 6 مراكز بالفعل لتجميع البلازما. وما بين محاولات وتجارب عدة في الدول العربية وغيرها، مازالت منظمة الصحة العالمية عاجزة عن التوصل لعلاج فعال وناجع، لتحجيم انتشار هذا الفيروس، ولحفظ حياة الكثيرين على مستوى العالم.