يعيد صندوق الاستثمارات العامة رسم خارطة استثماراته لزيادة اسهاماته في تنويع وتقوية الموارد غير النفطية للمملكة، مقتنصا فرصا ذهبية عديدة متمثلة في تراجع قيم أصول عالمية واسعة جراء تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي. وينظر الصندوق إلى تحسن قريب لأوضاع الشركات الخاسرة حاليا ، بل أوسع من ذلك تجاه تحرك السوق والاقتصاد العالمي في المدى القريب بعد انقشاع غيوم كورونا ، وقد أوضح محافظ الصندوق ذلك مؤخرا ، بأن فرصاً استثمارية عديدة ستنشأ عن انقضاء أزمة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الصندوق يتفقد فرصاً للاستثمار في مجالات مثل الطيران والنفط والغاز والترفيه ، مؤكدا أن هناك اقتصادات ستعمل، وسنرى كثيرا من الفرص. ويسعى الصندوق إلى رفع قيمة أصوله إلى 1.5 تريليون ريال ، وتحقيق إجمالي عوائد من 4% إلى 5% ، والمساهمة بنسبة 6.3% من إجمالي الناتج المحلي بأكثر من 170 مليار ريال ، إذ أسهم على مر الأعوام الماضية في الاستثمار في العديد من المشاريع والشركات الحيوية والمشاركة فيها، مقدماً التمويل المالي إلى المشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد الوطني. وانطلاقا من هذه الرؤية الثاقبة للفرص الاستثمارية، شكل صندوق الاستثمارات فريقاً لدراستها وتقييم الجدوى الاستثمارية له بحسب ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز"، فيما يشير تقرير حديث لوكالة بلومبيرغ إلى أن الصندوق اقتنص بالفعل بعض الفرص الاستثمارية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأظهرت بيانات الوكالة قيام الصندوق بعدد من الصفقات ودخوله في صفقات أخرى خلال الفترة من 26 مارس الماضي وحتى نهاية إبريل فيما بدا أنه محاولة للحصول على أصول ذات قيمة بأسعار زهيدة لتكون حجر زاوية آخر في توجه المملكة نحو تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط والغاز. وبحسب بيانات بلومبيرغ بلغ حجم تلك الصفقات يبلغ نحو 2.6 مليار دولار ، وإتمام صفقة 775 مليون دولار للاستحواذ على حصة 8.2٪ في شركة "كرنفال كورب" وهي واحدة من أكبر الشركات المشغلة للسفن والرحلات السياحية حول العالم ، وتواجه صعوبات عدة خلال الفترة الماضية على وقع جائحة كورونا لترتفع الحصة الكلية المملوكة للصندوق لنحو 30٪. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل اقتنص حصصا في شركات للطاقة الأوروبية بقيمة تبلغ نحو مليار دولار وبالتحديد في 9 من إبريل الماضي حينما اشترى الصندوق حصصا في أربع شركات هي Equinor النرويجية و Royal Dutch Shell Plc البريطانية الهولندية و Total SA الفرنسية و Eni SpA الإيطالية. وتوجه الصندوق أيضا إلى السوق الأميركي لاقتناص فرصة جديدة وبالتحديد في 16 من إبريل الماضي حينما اقتنص الصندوق حصة تبلغ نحو 5.7٪ في شركات بقطاع الترفيه مقابل 450 مليون دولار فقط وذلك بعد أن هوت أسهم الشركة بنحو 50٪ منذ بداية العام على وقع كورونا ، ومن المتوقع أن تعود بقوة مع صعود قياسي لأسهمها مع عودة حركة الاقتصاد العالمي بانتهاء التدابير العالمية في مواجهة الجائحة.