جدة ياسر بن يوسف مهند قحطان عادل بابكير يستعيد محمد خان 45 عاما أحد العمال الوافدين الذين تم إيواؤهم في المدارس في خطة احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا من اقاصي ذاكرته ، أيام رمضان في العام الماضي حينما كان يجتمع مع مئات العمال من جنسيات مختلفة على السفرة الرمضانية بالمسجد الذي يجاور سكنهم ولكن في هذا العام ونظرا لما يشهده العالم من تفشي الجائحة العالمية فإن سيناريو السفرة الرمضانية سيكون غائبا حيث تقتضي الظروف التباعد بين الأشخاص من أجل احتواء فيروس كورونا. يقول خان إنه كان في شهر رمضان من العام الماضي يجاور مئات العمال في السفرة الرمضانية رغم اختلاف لهجاتهم وجنسياتهم وتباعد المسافات بينهم، لافتا إلى أن الجميع كانوا يتناولون الإفطار في مكان واحد تلفهم السكينة والوئام، ويتبادلون الأطعمة والماء. وفي السياق نفسه قال مهيب مشتاق أنه كان منذ بداية شهر رمضان في كل عام يرتاد السفر الرمضانية التي تقام في إحدى الساحات في جدة لافتا إلى أن تلك السفر كانت بمثابة عطاء مبارك يقدم اهل الخير من المحسنين والجمعيات الخيرية التي تتولى اقامة تلك السفر لمئات الآلاف من العمال في مختلف مدن المملكة واضاف أنه في هذا العام اختلف الوضع بسبب جائحة كورونا التي تنتشر في جميع انحاء العالم وانه وزملائه العمال يطبقون التباعد في المدرسة التسي تم ايواؤهم فيها. ويتذكر ديلوار شافي كيف أنه كان مع إطلاق أذان المغرب، في العام الماضي يتناول إفطاره في السفر الطويلة وهي تضم قوائم من طيبات الطعام والشراب، في وقت يتناوب فيه الشباب وأعضاء الفرق التطوعية على التحضير والتجهيز وخدمة مرتادي السفر بكل حرارة وترحاب. " البلاد " التقت أحد المسؤولين في جمعية خيرية والذي اكد أن الجائحة العالمية فرضت هذا العام واقعا وايقاعا مختلفا وان السفر الرمضانية التي كانت تقام في ساحات المساجد وفي بعض الأحياء ستكون غائبة هذا العام وسوف يستعاض عنها بملايين السلال الغذائية التي ستوزع للعمال في المدارس التي تم تخصيصها سكنا لهم مع قيام الكوادر المشاركة في هذا العمل الطوعي بتنفيذ بنود الاحترازات الصحية وتوزيع السلال الغذائية وفقا للطريق الصحية بحيث لا يكون هناك تكدس للعمال. واوضح صالح بن ناصر العُمري المدير التنفيذي لجمعية نفع الخيرية على أهمية التعاون الإستراتيجي مع جمعية مراكز الأحياء بشأن توحيد الجهود الخيرية نحو تنفيذ برنامج افطار الصائم الذي يستهدف العمالة الذين يقضون الحجر الصحي في عدد من المجمعات المدرسية بالمحافظة، لافتا إلى أن هناك تنسيقا عالي المستوى مع قادة الفرق التطوعية بجمعية مراكز الأحياء وكذلك غرفة عمليات المراكز فيما يخص مبادرة توزيع وجبات إفطار صائم والتي تم إجراء اختبار عملي ميداني عليها خلال الايام الماضية ، والاستفادة من مجمعات مدارس حي السامر بالتنسيق مع الشركة المعتمدة والتي بها عمالة بشكل كبير لتوزيع الوجبات عليهم ، مشيراً إلى أن العدد المستهدف من التوزيع يصل إلى أربعة آلاف وجبة يومياً. كما أكد رئيس لجنة مساكن العمالة الوافدة بمحافظة بجدة جمعان الزهراني لل"البلاد" بأن العمالة الوافدة التي تتوزع حاليا في المساكن المؤقتة أو المدارس تكون مسؤولية الإعاشة والتجهيز للأثاث فيها مسؤولية الشركات التي يعملون بها. وأشار الزهراني إلى أن مسؤولية اللجنة توفير المباني للشركات ومن ثم يقومون بعدها تجهيز وتأثيث الموقع وتوفير الغذاء والمعدات الاحترازية اللازمة. ويتم التقييم بشكل دوري على توافر كافة الإجراءات الاحترازية. وبين الزهراني إلى أن بعض الشركات تقوم بحجز شقق مفروشة للعاملين لديها والحرص على أن يكون في كل غرفة عاملان فقط كحد أقصى بمساحة 4 امتار مربعة لكل عامل. وأطلقت اللجنة بالتعاون مع أمانة محافظة جدة ووزارة التجارة وهيئة المدن الصناعية وعدد من الجهات المعنية بوابات مخصصة لتسجيل الشركات مواقع العمالة الخاصة بهم ومساكنهم لعمل الرقابة الدورية والتأكد من وجود الإجراءات الاحترازية وفي حالة وجود زيادة فالعمالة في مواقع السكن وعدم وجود إجراءات احترازية كافية يتم نقل العمالة للمساكن المؤقتة التي قامت بتوفيرها اللجنة بالتعاون مع الجهات المعنية. من جانبه اوضح المتحدث الرسمي لامانة محافظة جدة محمد البقمي ل(البلاد) ان العمالة التي تم نقلهم الى المدارس هذه السنة لن يفطروا بشكل جماعي لافتا إلى أن كل شركة تتولى تفطير العمال التابعين لها ولكن بدون سفر رمضانية كما كان يحدث في رمضان من كل عام.