أجمع خبراء ومختصون على الأهمية البالغة لنتائج القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين؛ من أجل اتخاذ تدابير حازمة لمواجهة الجائحة عبر تفعيل التعاون التنسيق الدولى الهام فى تلك المرحلة . وأشادوا بتوقيت القمة الذى عكس حرص المملكة على تنسيق الموقف الدولى وطرح الرؤى والأفكار المشتركة من جانب دول العالم خلال أعمال القمة. وقال الخبير الاقتصادى الدكتور حسام الغايش: إن القمة الافتراضية لمجموعة العشرين، انعقدت في ظروف غاية فى التعقيد على العالم كله، لا سيما انعكاسات الاضطرابات الاقتصادية الواضحة على القطاعات الصحية والمالية وقطاعات الطاقة والتجزئة والخدمية ، وتأثر القوى البشرية مما خلق زعزعة الثقة في الاقتصاد العالمي وفقدان الاطمئنان من شعوب العالم فى قدرة الدول على هذه المواجهة الشرسة . إن قادة القمة الاستثنائية الافتراضية لمجموعة العشرين قدموا مبادرات و إجراءات سريعة تمكن بالأساس من استعادة الثقة في الاقتصاد العالمي والإقليمى، والعمل على ضخ 5 تريليونات دولار لإعادة الاستقرار للاقتصاد العالمي ، وبث الاطمئنان للناس من خلال مساندة وتمويل منظمة الصحة العالمية وأيضا العمل على إتاحة الموارد المالية اللازمة لمراكز الأبحاث ولشركات الأدوية للإسراع بالتوصل إلى علاج فعال للفيروس والحد من انتشاره. وأضاف: إن الإنفاق العام والخاص يمثلان حجز الزاوية فى قدرة اقتصاديات العالم على التوازن من جديد لدفع معدلات النمو للارتفاع مرة أخرى، وبالتالى نصل إلى السعر المتوازن لأسعار الطاقة بعد تراجع كليهما ، فى ظل تخوف القوى العاملة حول العالم من فقد وظائفها مما دعا البنوك المركزية الكبرى للتدخل بالعديد من المبادرات والأدوات النقدية غير التقليدية لإنقاذ الاقتصاد؛ حيث يوصف هذا التدخل بأنه من أكبر التدخلات في السياسة النقدية غير التقليدية عبر التاريخ بعد الوصول إلى مفترق الطرق نتيجة التوقف المفاجئ للاقتصاد الحقيقى، الذى أدى إلى تراجع معدلات النمو للاقتصاد العالمي بشكل تدريجى. خطوة استباقية من جهته، قال الدكتور كريم عادل الخبير الاقتصادي رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية : تمثل دعوة المملكة وجهودها لعقد القمة ، خطوة استباقية بشأن أزمة فيروس كورونا، ليتجدد التأكيد دائماً على مواقف المملكة على جميع المستويات العالمية والإقليمية والعربية، حيث تسعى جاهدة لتخفيف تداعيات الأزمة الحالية عن العالم، ووضع خطط استباقية لمواجهة أية أزمات قد يشهدها العالم . وأشار إلى أن المملكة استطاعت من خلال هذه القمة أن توضح للعالم ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري باعتباره أهم موارد وثروات الدول التي لا بديل لها ولا غنى عنها، فهو المحرك الأساسي لكافة نواحي ومجالات التنمية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، وصحته وسلامته تحفظ سلامة وحقوق المجتمع وهو ما ينعكس بدوره على النهوض في كافة القطاعات، وتحقيق الرؤى المستقبلية للدول ، مشددا على أن القمة التى انعقدت برئاسة المملكة استهدفت دراسة أحوال العالم غير المسبوقة؛ جراء الأزمة الصحية العالمية الحالية، مما يؤكد ضرورتها حيال ما خسرته اقتصاديات دول وبورصات العالم مما أصبح معه النمو العالمي الآن في أسوأ أحواله. وأضاف رئيس مركز العدل :" لاشك أن انعقاد هذه القمة يعكس جهود المملكة الكبيرة لدراسة الوضع الراهن وكيفية الخروج من الأزمة الحالية، وحرصها على تفعيل التعاون الجماعي لمواجهة التبعات الاقتصادية والسياسية والصحية، مع بحث آلية مساعدة القطاعات المتضررة، وكيفية تحفيز الاقتصاد في ظل ما يمر به الاقتصاد العالمي خاصةً وأن الدول المشاركة ترسم مستقبل العالم بالمجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والعلمية والأمنية . واعتبر رئاسة المملكة لقمة العشرين تأكيد على أهمية ومكانة المملكة عالمياً، كما أن هذه القمة تكتسب أهميتها من قيادة المملكة لها، التي أثبتت للعالم أهميتها ومكانتها كدولة فاعلة ومؤثرة في الاقتصاد العالمي . مسؤولية المجموعة من جانبه، علق علاء المهدى الخبير الاقتصادى، أنه فى ظل الأزمة العالمية التي نعيشها الآن، وإغلاق كل دولة من دول العالم الباب على نفسها فى محاولة منها للسيطرة على فيروس كورونا المستجد" كوفيد 19″ ومع تفشي هذا الفيروس وانتشاره بسرعة كبيرة يصعب السيطرة عليها بدون تكاتف وتعاون دولي حقيقي للحد من هذا الانتشار وآثاره الاقتصادية والاجتماعية، فقد جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد قمة استثنائية افتراضية لقادة دول مجموعة العشرينG20، التي تترأسها المملكة هذا العام ، إيماناً منها بدورها الريادي وأن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مجموعة العشرين التي هى أكبر مجموعة اقتصادية؛ حيث تمثل 90% من حجم الناتج العالمي، إضافة إلى أنها تمثل ثلثى التجارة العالمية ، لذا كان لزاماً عليهم مواجهة جائحة كورونا والحد من آثارها على جميع المستويات الاقتصادية والمالية والصحية وغيرها . وبالفعل فقد نجحت المملكة فى عقد القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة دول مجموعة العشرين، بمشاركة قادة المجموعة والدول الأعضاء فيها، إضافة الى المنظمات الدولية، التي حرصت على المشاركة بالقمة، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال كلمته بالقمة، على دور المنظمات العالمية لاحتواء هذا الوباء، والعمل بشكل جاد وفعال مع منظمة الصحة العالمية وجهودها الثمينة التي تبذلها لاحتواء هذه الجائحة، إضافة الى خلق المزيد من التعاون الدولى وتوفير التمويل اللازم مع الجهات المعنية.