وجهت هذا السؤال لأكثر من مسؤول ومدير لمنشآت كبيرة وصغيرة، فاستغربوا تساؤلي، فقلت لهم اقصد هل تعرف موظفيك، وهل يعرفونك؟. أحدهم كان صديقي، استنكر سؤالي وقال لي أأنت مجنون ؟!، وقال لدي أكثر من 20 الف موظف كيف لي ان اعرفهم؟! وسألت موظفين في شركة كبيرة، هل تعرفون من هو رئيس الشركة التي تعملون فيها؟. فقالوا كيف نعرفه فنحن لم نره مطلقا!!. له مدخل خاص في المبني ومصعد خاص وارقام سرية لفتح ابواب المصاعد والمكاتب، وارقام هواتفه ممنوعة من التداول داخل الشركة، فقط نسمع انه وصل الى مكتبه، وانه خرج من المبني. هذه الإجابات ليست استثناءً في عالمنا، أحدث الدراسات الامريكية تشير الى ان اكثر من 50% من الموظفين لا يعرفون رؤساء شركاتهم، وهناك ملايين العملاء لا يعرفون من هم رؤساء الشركات التي يتعاملون معها ويولونها ولاءاتهم. وعندما اتحدث عن معرفة رؤساء الشركات بموظفيهم، لا اقصد معرفة اسمائهم واعمارهم ومؤهلاتهم ،الخ. بل المقصود هنا هو معرفة اهتماماتهم واحتياجاتهم وقدراتهم وابداعاتهم وايضا مشكلاتهم ومعاناتهم. هذا النوع من المعرفة يساهم في بناء بيئة عمل صحية داخل المنشأة وبين الموظفين وشركتهم او منشأتهم التي ينتسبون اليها، حيث ان بيئة العمل لا تتشكل الا من خلال انظمة واجراءات الموارد البشرية والقدوة والسلوك، وفعالية التواصل الدائم مع الموظفين والتركيز على قيم المنشأة ووضوح رسالتها والغرض من انشائها، واخيرا فعالية التواصل الدائم. ومن حسن الطالع اننا نعيش الان في العصر الرقمي في ادارة اعمالنا، حيث وسائط التواصل الاجتماعي والاداري والبريد الالكتروني والمدونات جميعها تلعب دورا اساسيا في التواصل فيما بين الموظفين والاداريين ونقل ما يدور في عقل الرئيس الي المدراء والموظفين، وخصوصا اذا ماتم عبر التغريدات والتصريحات المصورة بشكل دوري يتوقعه الموظفون. ان شعارات الابواب المفتوحة في الادارة تعني ان صوت الموظف مسموع عند الادارة وان اي موظف يستطيع ان يتواصل مع الرئيس اذا ما وقع عليه ظلم من الانظمة والاجراءات ومن مدرائه، او كان لديه اقتراح مبدع ولم يجد اذنا صاغية من رؤسائه المباشرين. ان العائد الذي تجنيه المنشأة من هكذا سياسة كبير جدا علي الادارة والموظفين والعملاء. عزيزي الرئيس، نجاحك في ظهورك العلني واختلاطك وتواصلك مع موظفيك وعملائك وتعاطفك معهم وجدانيا له ضرورة قصوى ويعتبر امرا ملحا، حتى لا تكون بالنسبة لهم شبحا او ظلا يحكي عنه في الاساطير.