لم تمر أيام على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول نكوث نظيره التركي عن تعهداته بشأن ليبيا، إلا وتحولت اتهامات ماكرون لحقائق على أرضع الواقع، وأكدها أردوغان بنفسه أمس (الجمعة)، عندما قال: إن قواته باقية في ليبيا لدعم مليشيات الوفاق، ما يؤكد مواصلته نقل المرتزقة إلى طرابلس للتدخل في شؤون الليبين بعكس ما تعهد به في مؤتمر برلين. وهدد أردوغان، في خطاب أمام مسؤولي "حزب العدالة والتنمية" في أنقرة أمس، بعملية عسكرية في سوريا إذا لم يتم حل مشكلة إدلب، كما أكد تواجد قواته في ليبيا وأصر على بقائها هناك، مخالفاً كل الأعراف والقوانين الدولية. وأشار أردوغان في وقت سابق، إلى أن بلاده أرسلت عسكريين أتراك إلى العاصمة الليبية؛ من أجل دعم مليشيات الوفاق، في إطار ما أسماه استشارات عسكرية، على الرغم من أن تقارير عدة أفادت بوصول جنود أتراك وسوريين إلى طرابلس. وأفادت مصادر، وفقاً ل"العربية" بإنزال جنود أتراك، فجر الأربعاء في ميناء طرابلس، بعدما وصلوا على متن بارجتين حربيتين تركيتين، في سابقة من نوعها منذ بدء تركيا إرسال جنود ومرتزقة سوريين لدعم قوات حكومة "الوفاق" في معارك طرابلس. فيما ذكرت مصادر عسكرية أن تركيا تجري مفاوضات مكثفة مع حكومة الوفاق لإقامة قاعدة عسكرية مصغرة قرب طرابلس، فيما أظهر مقطع فيديو عملية نقل الأسلحة التركية والرادارات إلى قاعدة معيتيقة، وهو ما رفضه البرلمان الليبي، الذي قال: إن تخطيط تركيا لإنشاء قواعد ونقاط ارتكاز في ليبيا وإرسال أسلحة ومرتزقة انتهاك خطير لنتائج مؤتمر برلين وللتعهدات بوقف التدخل الخارجي في ليبيا والتزامات خرق للهدنة المتفق عليها. وستكون تلك القاعدة مسؤولة عن العمليات العسكرية في ليبيا، على أن تضم قوات تركية خاصة، وأخرى من البحرية، إضافة إلى مهبط للطائرات، وغرفة اتصال مباشر بحكومة الوفاق. كما كشفت المصادر أن حكومة الوفاق تفاوض لشراء طائرات عسكرية ومسيرة من تركيا، مضيفة أن طيارين أتراكا وصلوا منذ 48 ساعة إلى طرابلس، وأن قيادات في حكومة الوفاق وبالشراكة مع عناصر إخوانية هربوا أموالا من ليبيا إلى تركيا. إلى ذلك، كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، خلال إحاطته لمجلس الأمن، أن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج تتلقى دعما من أطراف أجنبية، في إشارة إلى تركيا، كما أن المقاتلين الأجانب الذين يدعمون حكومة الوفاق الوطني جاؤوا إلى طرابلس بالآلاف وانتشروا في مواقع بالقرب من القوات الليبية. في السياق ذاته، كشف أحدث تقرير ل"أبحاث تسلح النزاعات" عن دور الأسلحة التركية في تأجيج أحد أكثر الصراعات فتكًا في غرب أفريقيا، عبر إرسالها إلى نيجيريا لاستخدامها في صراعات داخلية، وفق منظمة بريطانية تعنى بتهريب الأسلحة إلى مناطق النزاعات.