تعتبر الآثار القديمة في جنوبي المملكة سواء في السروات أو الساحل خير شاهد على وجود حضارات قديمة في تلك المناطق، وخاصة المباني القديمة المبنية بالحجارة التي تقع في قمم الجبال، ومن تلك القرى الاثرية والغريبة في موقها قرية غية التراثية، في المجاردة وغية التراثية تقع في قمم الجبال، وهي عبارة عن مجموعةٍ كبيرة من المباني التراثية القديمة التي بُنيت بطريقةٍ جميلة وتعتلي الصخور، التي تكتنف القرية بمختلف الأحجام، وكذلك الأشجار المتنوعة، والمغارات العميقة.حيث تقع القرية على قمة جبل تهوي الذي يعانقه الضباب ويكاد يوازي الجبال المحيطة به ارتفاعا كقمم جبال النماص. قرية غية التراثية: هي عبارة عن مجموعة من المنازل الأثرية القديمة الكثيرة التي تقع على سفوح الجبال، ومكوناتها من الأحجار، وسقوفها من الأخشاب والرمال، حيث تمتاز بجمال البناء، وإطلالتها الجميلة على قرى السليل ومركز خاط، وتحتوي تلك المنازل على بعض الأدوات التراثية موجودة بداخلها كالرحى، والفوانيس، وأدوات الزراعة، وغيرها. ويقع بالقرب من المنازل مزارع عديدة والعديد من الأشجار، حيث كانت تعتبر الزراعة وتربية المواشي هي المصدر المهم لأهالي قرية غية التراثية، ويوجد بداخلها جامع أثري كان يؤدّي أهالي القرية الصلاة فيه، وتشكّل الشلالات، ولا سيما وقت تساقط الأمطار، منظرًا مبهرًا، حيث تتدفّق المياه من جوار المنازل الأثرية، ويوجد فيها أحواض تتجمّع فيها المياه لتكون مصدر دائم لوجود المياه واستخداماتها المتنوعة، ويعلو القرية قمة جبل تهوي الرائع الذي يعانق الضباب دومًا، وهو أعلى قمة تعلو قرية غية الأثرية. وتعتبر قرية غية التراثية من المواقع السياحية الهامة والجاذبة، حيث تحتاج إلى عدة متطلّبات لتكون من ضمن القرى السياحية الجاذبة التي يقصدها السياح، ومن ذلك: شق الطرق، أو إيجاد طريق واضح المعالم ليسهل الوصول إليها ولو سيرًا على الأقدام على شكل درجٍ متدرّج لسلامة السياح والراغبين للوصول إليها من أهالي القرية كم تحتاج القرية إلى إعادة ترميمها، وفي جنوب منطقة مكةالمكرمة وبالتحديد في محافظ ميسان تقع قرية (خرفي) التي تعتبر نموذجاً للآثار العتيقة في تلك المنطقة، إذ إنها مبنية على وجوه الصخور في شكل هندسي وتصميم يحاكي المباني القديمة الأثرية النادرة. وهذه القرية عجيبة البناء، كونها مبنية في الجبال الشاهقة، على طريقة الحصون لحماية سكانها من اللصوص، إذ لا يمكن الوصول لها سوى من طريق واحد يمر من أمام هذه المساكن. وجاء تصميم هذه القرية ليكون أسفل البناء صخراً يصعب تسلقه وأعلى البناء (مقرى النحل) وهي خلايا النحل وتعتبر القرية ملائمة لظروف الطقس الشتوي، كونها تقع بين تهامة والقرى في أعلى الجبال، ويوجد أسفل الجبل مدرج زراعي لتكتمل بذلك كل مقومات الحياة لسكان هذه القرية.