القمة الخليجية ال40 التي تعقد في الرياض، غدا الثلاثاء، تعزيز للحمة الخليجية، وتعميق لروابط التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بما ستتضمنه من تدارس للتطورات السياسية الإقليمية والدولية، والأوضاع الأمنية في المنطقة وانعكاساتها على أمن واستقرار دول مجلس التعاون، النواة الصلبة للعمل العربي المشترك. بقاء الكيان أكد عضو الشورى د. سامي زيدان أن دول الخليج العربي تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا الاستقرار لم تتمتع به إلا بفضل الله، ثم بحكمة القادة حيث لم يكن وليد الصدفة، حيث تحرص دول مجلس التعاون أشد الحرص على بقاء هذا الكيان ومساعدة بعضها البعض على مواجهة التدخلات الخارجية. ضرورة استراتيجية وأكد الإعلامي الأحوازي حامد الكناني أن فكرة تدشين مجلس التعاون الخليجي عام 1981 كانت ضرورة استراتيجية لا يمكن تجاهلها، في ظل ظروف إقليمية معقدة شهدتها المنطقة، إثر سقوط النظام الإيراني السابق واستلام الخوميني السلطة، حيث سرعان ما رفع النظام الجديد شعار تصدير ثورته المشؤومة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ثم اندلاع الحرب الإيرانية – العراقية التي استمرت لثمان سنوات 1980-1988. وأضاف ل(البلاد) أن مواقف دول مجلس التعاون الخليجي الوطنية والقومية، جعلت إيران تحيك المؤمرات ضدها، وأن تنتهج سياسة “فرق تسد”، لكن البيت الخليجي أثبت أنه أقوى من المؤامرات والدسائس، بفضل حكمة القادة ووعي المواطن. نواة صلبة وفي السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني خالد صيام، أن مجلس التعاون لدول الخليج بمثابة النواة الصلبة للأمة العربية ولصيانة أهدافها القومية. وأضاف ل(البلاد) أن المملكة حريصة مع شقيقاتها الدول الخليجية على الاستمرار بوحدة الموقف منذ نشأة مجلس التعاون، وفق أسس وقواعد متينة تؤمن بحياة شعوبها ومقدرتها وبوحدة الهدف والمصير المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه للمواطنين، وقد تبنى المجلس سياسة خارجية حكيمة تجاه القضايا السياسية، مما أعطى المجلس قدرا كبيرا من المصداقية كمنظمة فاعلة في المنطقة. مضرب أمثال وأكد الإعلامي محمد الصانوري أن التماسك والتعاضد الذي يظهر للعيان لدى دول مجلس التعاون الخليجي يعتبر مضرب أمثال لكل الدول العربية ودول كثيرة في العالم. وأضاف ل(البلاد) أن دور السعودية في هذا التماسك يشار له بالبنان، لما لها من ثقل دولي في مختلف المستويات، إلى جانب الحكمة التي تتحلى بها قيادة المملكة، متمثلة بخادم الحرمين الشريفين وولى عهده، وهذا زاد مكانة دول مجلس التعاون الخليجي دوليًا. وأوضح”الصانوري” أن دول مجلس التعاون الخليجي استطاعت تجاوز المخاطر بل وحصنت نفسها أكثر أمام الطامعين، في ظل واقع مؤلم بمحيطها. حكمة القادة وفي السياق، قال الإعلامي جيلاني الشمراني، إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حريصة كل الحرص على لحمة الكيان الخليجي، كون منطقة الخليج الأكثر تأثيرًا اقتصاديًا في العالم بما تمتلكه ثروات نفطية، كما أن الخليج منطقة جذب استثماري لكبرى الشركات العالمية، مما يجعل أمن المنطقة واستقرارها أولوية قصوى والمملكة حريصة على ذلك. وأضاف ل(البلاد) أن مواقف خادم الحرمين الشريفين، دائمًا نابعة من الإحساس بالمسؤولية، كون المملكة هي الحاضنة لدول الخليج العربي، فهي الأكبر مساحة والأقوى تأثيرًا في العالم بما تمتلكه من مقومات اقتصادية وسياسية وتوقع “الشمراني” أن قمة الرياض بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ستتضمن قرارات مهمة تصب في مصلحة دول الخليج، بما يحقق الأمن والاستقرار لشعوب الخليج، وستبقى منطقتنا الخليجية بفضل الله ثم بحكمة القادة آمنة مطمئنة ومستقرة.