في إطار سياستها التخريبية والإرهابية اتخذت تركيا طريقها بالتعاون الوثيق مع الحرس الثوري الإيراني الإرهابي وجماعة الإخوان الإرهابية لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة العربية، وأحدث الأدلة على ذلك الوثائق الاستخباراتية المسربة التي نشرتها”نيويورك تايمز”، ويأتي الدور التركي الإيراني المشترك بالدعم والتمويل للجماعات والحركات المحظورة في عدد من الدول العربية ضمن سياستهما وطموحاهما التوسعي المدمر. ودفعت السياسة التركية الإيرانية المنطقة إلى مزيد من الصراع والأزمات، حيث أصبحت نقطة التقاء وتنسيق للجماعات الإرهابية، فيما يعد النظام الإيراني مركز الإرهاب العالمي عبر أذرعه العسكرية والاقتصادية التي عملت طيلة الوقت على ضخ مزيد من العنف، ودعم الجماعات المتطرفة من خلال التدريب والدعم المالي، وأصبحت أمواله السوداء بصمة واضحة في الإرهاب وهدم الاستقرار السياسي والمجتمعي. وتشهد المنطقة العربية فى الوقت الراهن حالة من الرفض القاطع للتواجد التركي الإيراني، نظرًا للوعي الشعبي بالدور السلبي لهما، الذى يستهدف ضرب استقرار المجتمعات ونهب الموارد الاقتصادية، والعلاقات مع جماعات التطرف المحلي وما يسببه من مزيد من العنف والفوضى. حول ثلاثي الشر قال هشام البقلي مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد، إن أردوغان من الشخصيات الحالمة بعودة الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى، وجاءت فوضى الخريف العربي كطبق من ذهب لتلك الأحلام وتخيل معه أنه قادر بالفعل على تحقيقها من خلال الإخوان، لكن سرعان ما تحطمت تلك الأوهام بفضل وعي الشعوب وموقف الدول الكبرى مثل المملكة العربية السعودية في التصدي لتلك الأطماع والمخططات التدميرية. وأضاف ل(البلاد) أن ذلك جعل أردوغان يفكر بشكل مختلف، وهو العمل على اسقاط الدول التي يعتبرها معادية لأحلامه، من خلال الإرهاب تارة أو دعم مليشيات متمردة تعمل على تقسيم الدول العربية من أجل تحقيق أهدافه ونهب ثروات تلك الدول، مما يتوافق مع ممارسات لأردوغان مثل بناء سدود على أنهار تتدفق للعراق ونهب ثروات سوريا ومحاولات استنزاف وتدمير ليبيا. وقال هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للدراسات، إن هناك كثيرا من المتشابهات التي تجمع بين تركيا وإيران، على اعتبار أنهما دول أيديولوجية لديها أطماع توسعية عابرة للحدود؛ فإيران تهدف لتصدير ايديولوجيتها للإقليم وترسيخ نفوذها لخدمة مشروعها “الفارسي”، والذي يعتمد في قلبه على مواجهة المشروع القومي العربي، وهي أيضًا تصبغ مشروعها بواجهة طائفية لإحداث تصدعات وشروخ داخل المجتمعات المحيطة، وتقوم بإنشاء كيانات موازية وميليشيات تابعة لتحقيق تلك الأهداف، وهو ما قامت به في العراق من إنشاء للحشد الشعبي، وميليشيا حزب الله في لبنان، والتغيير الديموغرافي وإنشاء ميليشيات مماثلة في سوريا، علاوة على دعم ميليشيا الحوثيين الإرهابية في اليمن. وأضاف أن الأمر نفسه ينطبق على تركيا القابعة في الهاجس القديم الجديد واستدعاء أمجاد الدولة العثمانية، في زمن مختلف ومغاير بشكل كامل في معطياته وتوازناته، وهو ما يجعلها تحاول بسط سيطرتها في سوريا وليبيا، عبر وجود غرف عمليات تركية في ليبيا، علاوة على خطوط مفتوحة من الدعم العسكري واللوجستي، ونقل خبرات الطائرات المسيرة للجماعات الإرهابية الموجودة في ليبيا، وهو ما ثبت في الأسابيع الماضية بشكل صريح، وأعلن أردوغان عنه بشكل واضح دون مواربة. وتابع سليمان أن جماعة الإخوان الإرهابية أيضًا تتشابه من حيث الناحية التنظيمية من خلال وجود المرشد والتنظيم الخاص، وهي تنطلق من رؤية أيديولوجية أيضًا ومن خلال أدبيات تتبناها العديد من الجماعات المتطرفة الأخرى. ما يجمع بين الأطراف الثلاثة هو البراجماتية والمصلحة التي تتعدى أية مبادئ ثابتة، وقد تلاقت مصالح تلك الأطراف في نشر الفوضى وإضعاف الدولة الوطنية في أكثر من مكان. وأوضح أن هذا التلاقي له جذور من خلال علاقة تاريخية بين تركيا والإخوان وخط تعاون استراتيجي لتحقيق تلك الأهداف، وكان ذلك واضحًا في علاقة أردوغان بمصر خلال حكم الإخوان، والتي انقلبت لعداوة شديدة بعد الثورة المصرية في 30 يونية على التنظيم الإرهابي. وأتم سليمان بأن الدور التركي الإيراني الإخواني في نشر الدمار بالمنطقة أكدته الوثائق المسربة التي نشرتها”نيويورك تايمز” عن اللقاء بين الأطراف الثلاثة في تركيا، للتنسيق في ملفات عدة من بينها عرض الإخوان المساعدة في ملف اليمن، بما يعزز فكرة تلاقي المصالح المهددة للاستقرار في الإقليم.